عالمية

من أقنع هتلر بـ”حرق اليهود”؟ تفاصيل غامضة وخفية قد لا تعرفها

قبل ثلاث سنوات اختار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خصماً من التاريخ الفلسطيني وجدد الخصومة الثلاثاء للحاج أمين الحسيني، مفتي القدس والمولود فيها عام 1895.

وقف نتنياهو أمام المؤتمر الصهيوني الـ37 موجهاً سهام الاتهام إلى الحسيني، المتوفى في بيروت عام 1974، بأنه هو من أقنع الزعيم النازي أدولف هتلر بحرق اليهود، بينما لم يكن زعيم ألمانيا آنذاك يخطط لقتلهم مكتفياً بطردهم، وفق ما أكد نتنياهو به تصريحات كان أعلنها على البرلمان الإسرائيلي قبل 3 أعوام، حسب البيان.

وتتلخص مزاعم نتنياهو بأن المفتي قال لهتلر “إذا طرد اليهود من ألمانيا فإنهم سيأتون إلى هنا” ويقصد فلسطين، وعندها قال هتلر للحسيني “ماذا أصنع، فرد الأخير: احرقهم”.

دان مخمان، الخبير الذي يرأس المعهد العالمي لدراسات الهولوكوست في “ياد فاشيم” بالقدس، أكد لقاء هتلر – الحسيني، لكن ذلك كان بعد أن اتخذ هتلر قراره بالتخلص من اليهود، كما قال مخمان.

ولم تلق هذه المزاعم التي تبرئ هتلر، الشخص الأكثر دمويةً عند اليهود، قبولاً حتى لدى وزير دفاع نتنياهو، موشيه يعلون، الذي قال معلقاً “بالتأكيد لم يخترع الحسيني الحل النهائي للمسألة اليهودية”.

أما زعيم المعارضة في إسرائيل، إسحق هرتصوغ، فكتب على “فيسبوك” إن “نتنياهو يزيف التاريخ”.

والرد على نتنياهو كان أوضح من رئيس “ياد فاشيم”، وهي المؤسسة اليهودية المنشأة بقرار برلماني إسرائيلي لأبحاث “المحرقة اليهودية” المسماة “هولوكوست”، حيث قالت البروفيسور دينا بورات “في الواقع إن كلام نتنياهو غير صحيح. لا نستطيع القول إن المفتي (الحسيني) هو من أعطى هتلر الفكرة، فثمة سلسلة أحداث مشابهة جرت قبل لقاء الرجلين”.

وعلى ما نقل “واي نت” عن المحاضر بقسم تاريخ الشرق الأوسط في جامعة تل أبيب مئير لتفاك، فإن فكرة “الإبادة” ظهرت في 1939، أي قبل لقاء المفتي بالزعيم النازي بسنتين تقريباً، مضيفاً أن “الحسيني شخص رديء” على حد وصفه، لكن “لا يمكن تبرئة هتلر”.

ويبدو أن نتنياهو لم يأخذ نفساً بين تحميل الحسيني مسؤولية “حرق اليهود”، وبين اتهامه للرئيس الفلسطيني محمود عباس بأنه “انضم لتنظيم داعش” أخيراً.

وانضمام أبومازن لداعش، كما استحلى لنتنياهو القول خلال لقائه الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في القدس الثلاثاء، هو بسبب تصريحات عباس حول أن إسرائيل تهدد المسجد الأقصى، بينما اعتبر نتنياهو أن “إسرائيل تحمي المقدسات جميعها”.

كما أن نتنياهو صب جام غضبه على الرئيس الفلسطيني لأنه قال في وقت سابق “كل قطرة دم أريقت في القدس هي دماء زكية ما دامت في سبيل الله”، مشيراً إلى الاحتجاجات التي بدأت بانتهاك إسرائيل لحرمة المسجد الأقصى واقتحامه واعتقال المتواجدين فيه، ولم تنته بعمليات طعن ينفذها فلسطينيون، وإعدامات تتم على أيدي الجنود الإسرائيليين والمستوطنين في أكثر من مكان بالضفة والقدس المحتلة وحتى داخل إسرائيل.

ووصل بان كي مون إلى القدس الثلاثاء محاولاً تهدئة الوضع الذي خلف 51 قتيلاً فلسطينياً منذ أول أكتوبر الجاري، بينهم 11 طفلاً وسيدة حامل، وفق أحدث بيان لوزارة الصحة الفلسطينية.

وننصح القارئ بأن يتجول في مواقع التواصل، ومنها “تويتر” بشكل خاص، ويكتب في خانة البحث بالموقع كلمتي “هتلر نتنياهو” بأي لغة حية يرغبها، من دون أن يكون مالكاً لحساب فيه، ليجد كم انهالت السخريات كالمطر على رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، ومعها أيضا سخط الغاضبين الإسرائيليين عليه، لتبرئته أدولف هتلر من تهمة إبادة اليهود ولصقها بمفتي القدس في أربعينيات القرن الماضي، الشيخ أمين الحسيني.

برأه بعبارات قصيرة وردت في كلمة ألقاها، اليوم الأربعاء، أمام المؤتمر الصهيوني العالمي المنعقد في القدس المحتلة، يقول فيها: “هتلر لم يكن ينوي إبادة اليهود، بل طردهم من أوروبا فقط، لكن مفتي القدس آنذاك، الشيخ أمين الحسيني، أقنعه بإزالتهم من الوجود وإلا سينتقلون إلى فلسطين”، فسأله هتلر: “ماذا بإمكاني أن أفعل إذن؟”، وأجابه المفتي، والكلام لنتنياهو: “أحرقوهم”، وهكذا كان من إقناع المفتي لهتلر بثوان معدودات، علما أن اجتماعه به لم يدم إلا دقائق.

وسريعا هطل مطر غاضب على رئيس وزراء إسرائيل، أولا من زعيم المعارضة فيها إسحق هرتزوغ، بقوله عبر مشاركة له في “فيسبوك” إن ما ذكره نتنياهو “تشويه للتاريخ”، مضيفاً إليها: “حتى على ابن المؤرخ توخي الدقة التاريخية”، في إشارة إلى والد نتنياهو الراحل، بن صهيون، الذي كان متخصصا بالتاريخ اليهودي، فيما ذكرت دينا بورات، وهي كبيرة المؤرخين في مركز “ياد فاشيم” الناشط دائماً بالتذكير بالمحرقة، ومقره القدس المحتلة، أن ملاحظات نتنياهو “لا تتسم بالدقة” وفق تعبيرها.

وقالت أيضا: “رغم تبنيه مواقف متطرفة ضد اليهود، إلا أن المفتي لم يكن الموحي لزعيم النازية بإبادتهم، فالفكرة تسبق لقاء الاثنين في نوفمبر 1941 ببرلين، وتعود إلى كلمة كان هتلر ألقاها أمام الرايخشتاغ في 30 يناير 1939، ودعا فيها إلى إبادة الجنس اليهودي” على حد قولها.

وعلق الأمين العام لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات أيضاً على كلام نتنياهو، بقوله إن “من الإيام الحزينة أن نرى رئيس الحكومة الإسرائيلية يكن من الكراهية للفلسطينيين، قدراً يدفعه إلى تبرئة أكبر مجرم في التاريخ من جريمة قتل 6 ملايين يهودي في المحرقة”.

أما في مواقع التواصل، فانهال “التويتريون” العرب بسخريات متنوعة، شبيهة إلى حد كبير بما انهال عليه بلغات أجنبية.

ورد نتنياهو على العاصفة، وقال بحسب بيان أصدره مكتبه: “لم أقصد أن أعفي هتلر من مسؤوليته عن قتل يهود أوروبا، ولكن لا نستطيع تجاهل الدور الذي أداه مفتي القدس أمين الحسيني بتشجيع هتلر على إبادة يهود أوروبا”.

مجلة الرجل

‫3 تعليقات

  1. عنوانكم كأنكم تؤمنون بما قال نتانياهو . بينما لهذا الرجل السيئ اجندة مختلفة يريد تنفيذها في الفلسطينيين والمسجد الاقصي

  2. للاسف الشديد حتى صحافتنا تنقل وكانها اعمى لاتفرق بين مايتناقله الغرب للاسف لاتشعرون ايها الصحفيين مايحاك ضد الاسلام هذه تعتبر نقطه لبدايه سوف تطول والصحفى الفطن يعرف مايحاك بين السطور هذه رساله مفخخه للعالم بان المسلمين مستعدون لابادة شعب لانهم اعدائهم

  3. إحزرو مثل هذاالكلام فاليهود لهم مأرب اخري من مثل هذا تصريح لانهم يعلمون العرب مثل البغباء سوف يتناقلون هذا الخبر ويصدقون الكذبة
    وصومو يوم عاشوراء غداً