يوميات عائد من الوطن .. الاستعداد للسفر
لحظات جميلة وايام تود ان تسرع خطاها ، وايام تود ان لا تنتهي الا و هي تلك الايام التي تسبق الاستعداد للسفر الى ارض الوطن ، فالواحد منا مجرد ان عزم على ذلك بدأ بالخطوات العملية ، اولها دخول السوق الذي يهبش نصف المدخور طيلة العام . ومن ثم رحلة التعامل مع السفارة والجوازات وما اداك ما الجوازات .. كل عام تظهر متطلبات مع قرب موعد الاجازات للمغتربين منها تجديد الجوازات ودفع مستحقات لا يعترف لك انك دفعتها او هي مسجلة في سجلك ..كانه مقصود منها الاكراه في السفر للوطن .(سناتي الى ذلك في موضوع منفصل .)
بعد هذا تسعى الى الخطوط الجوية المختلفة وتبحث عن مقاعد تحملك الى الوطن وتتباهى حين تجد تذاكر بسعر تخفيضي لان التذاكر في هذا الموسم تكسر الرقبة ..
تحزم الامتعة وتنتظر مجيء الاهل والاصدقاء للوداع ويحملونك تحياتهم لأعزاءهم واحبابهم في الوطن .. وتذهب الى المطار وتأخذ بطاقة صعود الطائرة وينتابك الفرح حين تعرف انه سامحوك في عدة كيلوجرامات زائدة .. وعلى النقيض هناك من يأخذ البطاقة فتكسو وجهه تكشيرة حزينة لأنه طلب منه دفع قيمة وزن قطعتين اضافيتين على ما هو مسموح وتصعد الطائرة وتجلس وتغرق في الافكار من سيقابلك وكيف هو فلان وكيف فلانة واشياء كثيرة تدور في راسك لا يقطعها الا صوت المضيفة تستأذنك في وضع الضيافة امامك ..
الوصول الى مطار الوطن وتطأ عجلات الطائرة ارضه
يضيء قائد الطائرة اشارة ربط الاحزمة وتعلن المضيفة قرب الوصول .. انها مهمتهم التنبيه ولكن لا يعرفون ان السودانيين يربطون الاحزمة ارضا وجوا .. هكذا ارادة الله من ان تصعد للطائرة وحتى تعود مطالب بربط الحزام لتتساوى مع الاهل .. حزام طال ربطه وترك اثرا على البطون وكل يوم يزيدون من خرق الحزام ليتناسب مع حجم البطون والاجسام .لأنه اصبح واسعا
تهبط الطائرة وتنقلك الحافلة الارضية الى بوابة الدخول ، تهبط ومازالت الفرحة تملؤك من ساسك لراسك ..الدخول من باب زجاجي ضيق يقف عنده البعض يرحبون بك ويحمدون الله على سلامة وصولك وتدخل الباب ( او على قولة سراج النعيم تدلف) ويقابلك موظفون وموظفات يحملون استمارات يطلبون منك تعبئتها فيقف القادمون ويتوزعون على كاونتر بالجدار وكل يطلب قلم من الاخر .. والبعض يطلب من البعض ان يعبئ له الاستمارة يتسأل القادمون ما هذه الاستمارة التي عطلتنا زهاء النصف ساعة يقال لك انها من وزارة الصحة ..
يسال البعض ولم لا تكون بعد انهاء إجراءات الدخول ؟؟ وقبل خروج القادم من الصالة انها استبيانات فقط وليست لإثبات شخصية او اثبات مشروعية قدوم فلم يسجن القادم ويحشر كل الركاب في ذلك المدخل الصغير .. والموظفة تطارد هنا وهناك ؟؟
عبور الى صالة الجوازات :
بعد هذا ننتقل لنصطف امام موظفي الجوازات وتسير الصفوف ويصل الراكب عند موظف الجوازات ليفاجئه بسؤال :وين الاستمارة .. ؟؟ أي استمارة تقصد ويطلعك على استمارة خاصة بالداخلية من عام 1954 لا تطلب من أي راكب في العالم غير في السودان ويقيني تاما لا يعيرها الموظف أي اهتمام بل بعد الانتهاء ربما ترمى في القمامة اود ان يفدني احد بفائدة هذه الاستمارة التي اكل عليها الدهر وشرب وتحدت التقنية واجهزة الحوسبة المتطورة والمفيدة؟؟
نواصل ..
المثنى