حوارات ولقاءات

اخلاص قرنق: ياسر عرمان مهندس الحرب الدائرة في السودان وهو لا يستطيع ان يعيش في جو آمن أو فيه سلام

الانشقاقات و الانسلاخات اصبحت من الاشكالات التي تواجه الاحزاب السياسية و الحركات المسلحة خاصة وفق متغيرات الساحة السياسية و المصالح الشخصية ، والحركة الشعبية قطاع الشمال لم تنجو من الانقسامات و الانشقاقات داخل القادة السياسية و العسكرية ، الاستاذة أخلاص صلاح وداعة الله (اخلاص قرنق) نائبة رئيس الحركة الشعبية جناح السلام عن قطاع الشمال التقتها وكالة السودان للانباء في حوار و ايفادات حول انشقاقهم من قطاع الشمال و انضمامهم للحوار الوطني .
فالى مضابط الحوار :

س: لماذا أنشق حزبكم الحركة الشعبية جناح السلام من قطاع الشمال و انضمام الي الحوار الوطني ؟
ج: الكل يعلم أن قطاع الشمال بعد انفصال جنوب السودان لايوجد مبرر ان يحمل السلاح والعودة للميدان و مقاطعة الانتخابات مرة أخرى الحركة الشعبية حملت السلاح لأكثر من 21 عاما وعادت وجلست في المفاوضات و جاءت اتفاقية السلام الشامل لحقن دماء أبناء السودان و الانخراط في التنمية والاستقرار خاصة كان ذلك أحلام وأشواق الهامش وكاد أن يتحقق ذلك ولكن عودة قيادات الحركة الشعبية لحمل السلاح مرة ثانية كان كارثة حقيقية ضربت صفوف الحركة الشعبية وأثرت على السودان ولكن كل القيادات التي كانت موجودة في الداخل كان لها رأي واضح وكنا نعمل على لملمة صفوفنا ولم ننضم لأي حزب . وانشقاق الحركة الشعبية جناح السلام هو إفراز طبيعي لا راء سياسية مناديه بالسلام وبالاستقرار للبلد والمساهمة في التنمية و نحن مجموعة – قيادات الحركة الشعبية قطاع الشمال إنضمينا تحت منظومة جناح السلام باعتبار أن هناك جناح حرب في الميدان ونحن في جناح السلام شاركنا بقوة في الحوار الوطني وأثبتنا وجودنا و تم توزيع كل القيادات داخل اللجان المتحاورة ووضعنا بصمة في تاريخ هذا البلد .
س: الأستاذة إخلاص ما هي أهداف حزبكم؟
ج: الان لدينا هدف محوري وأهداف أخرى الهدف المحوري هو الان لملمة كل صفوف قيادات الحركة الشعبية بالداخل والخارج والذين تم اقصاءهم الان الهدف الرئيسي هو تكوين كتلة قوية من قيادات الحركة الشعبية تحت مسمى غطاء الحركة الشعبية قطاع الشمال حتي تكون قوة ضاربة ومؤثرة وفاعلة ومشاركة في تنمية البلد أما الأهداف الأخرى لدينا أهداف اجتماعية نعمل فيها منها حراك اجتماعي قاعدي لرفع معدل الوعي الاجتماعي والمستوى المعيشي أما في قضايا جدلية الهامش والمركز نحن نريد أن نضع بصماتنا فيما يختص بقضايا الهامش التنموية وهو نقل المدن الى الريف والمساهمة في التنمية المستدامة للوطن نحن الهدف الاساسي الذي نعتبره ملقي على اعناقنا إحلال السلام واغماد الحرب للابد.
س: هل لديكم قوات في الميدان أنتم كقيادات؟
ج: لدينا قيادات حقيقية ومؤثرة في الميدان ونحن على اتصال دائم معهم وتم إقناعهم من أجل الرجوع الي السودان للمشاركة في الحوار وفي التنمية وهم على أهبة الاستعداد ولكن كان لديهم تحفظات في مدى جدية النظام في اعطاء كافة الضمانات و ادماجهم في المجتمع وفي الخدمة العسكرية. ونحن في كل اتصالاتنا نشكر النداء والمبادرة التي أطلقها رئيس الجمهورية للجنود ..للسلام واعلان العفو العام لكل من حمل السلاح وهذه تطمينات يمكن أن ترجع قادتنا من الميدان.
س: في رايكم لماذا لم يشارك قطاع الشمال في الحوار الوطني رغم نداءات واعلان العفو من رئيس الجمهورية والتزامه الشخصي بتوفير الضمانات لكل من يرغب في الحوار؟
ج: اولا الموجودين وما يسمى بعناصر الجبهة الثورية بعض قيادات قطاع الشمال انتظموا في صفوف تحت ما يسمى بالجبهة الثورية في تقديرهم الان فاقدين البوصلة الوطنية التي ترجعهم مرة أخري وهناك من لديه أجندة خاصة على سبيل المثال ياسر عرمان مهندس الحرب الدائرة في السودان وهو لا يستطيع ان يعيش في جو آمن أو فيه سلام لان ليس لديه قاعدة جماهيرية وشعبية وليس لديه قواعد ولا مرتكزات أخلاقية وطنية سياسية يترابط بها فهو خميرة عكننة حتى على مستوى قيادات الحركة الشعبية يعمل على تحريك وترهيب قيادات الحركة الشعبية الذين يرغبون في عملية السلام.
س: الأستاذة إخلاص في آخر الجولات بين الحكومة والحركة الشعبية بأديس اشترطت الحركة الشعبية بحكم ذاتي للمنطقتين ما تعليقكم؟
ج: أفتكر هذا الشرط يعمل على تشظي البلاد أكثر مما هو فيه في وقت كانت فيه قيادات الحركة الشعبية برؤية الراحل جون قرنق تنادي بوحدة السودان كان ياسر عرمان ينادي بانفصال جنوب السودان وكان رؤية قرنق وطن واحد موحد بابنائه وأن ياسرعرمان هو مشعل الحرب الدائرة ونحن ليس مع الحكم الذاتي بل نحن مع الحكم الفيدرالي اللامركزي الذي يضمن لكل الولايات حقوقها عبر أبنائها ونحن مع الحكم الفيدرالي باعطاء الولايات الضعيفة حقوقها من التنمية في ولاياتها و ليس كل من شعر بالتهميش أو حمل السلاح ينادي بالحكم الذاتي هذا يمكن أن ينعكس على دارفور وعلى الشرق وغيرها.
س: الأستاذة إخلاص كيف تقولي عن موقف الجبهة الثورية في الميدان؟
ح/ نحن نتكلم بصراحة فنحن نتلاقى وهناك اتصالات مع أخواننا في الميدان هناك تشقق داخل ما يسمى بالجبهة الثورية وانقسامات حادة حتى الان لم يصلوا مرحلة إنشاء او يؤسسوا الجبهة الثورية من أجل قضايا الهامش وانما هم رفاق شردهم سماسرة وتجارالحرب ويعانوا من انقسامات لاختلاف حول الكيكة التي توجد بينهم.
س: ما هي أوضاع أبناء النوبة والذين انضموا للجبهة الثورية والان موجودون في دولة جنوب السودان؟
ج: أوضاعهم مأسوية من كل النواحي خاصة من النواحي المادية ولإجتماعية وهم الان يتبعون لدولة فيها أجانب دولة انفصلت وحددت هويتها وجنسيتها والان هم يعيشون ببطاقة لاجئين ليس لديهم حقوق مواطنة يعانوا من تهميش من قياداتهم حتي قادة الجبهة الثورية يعملون على استقطاب الأموال يتم تقسيمها بين القادة وقواعدهم يعيشون أوضاعا سيئة جدا بدولة الجنوب وهم الان في حيرة والان أشواقهم تدور حول كيفية الرجوع الي وطنهم السودان ولكن خائفين لان كل من تمرد علي قائده مصيره السجن أو القتل .
س: هل الصراع الدائر في الجنوب أثر على الجبهة الثورية؟
ح: حقيقة الصراع في الجنوب عناصر الجبهة الثورية هم جزء من الصراع لان عندما كنا حركة شعبية قبل الانفصال كنا مجموعات هناك مجموعة رياك مشار ومجموعة باقان أموم ومجموعة سلفاكير والان الصراع أثر تأثيرا مباشرا على قيادة الحركة الشعبية و قيادة ما يسمى بالجبهة الثورية وحتى الان توجد اتهامات بين حكومة سلفاكير و المعارضة بقيادة رياك مشار باعتبار أن سلفاكير يستخدم عددا من قوات الجبهة الثورية ضد النوير وبالعكس والان موقفهم في داخل دولة الجنوب مع المتغيرات السياسية.
س: هنا ك بوادر خلافات داخل قادة الجبهة الثورية ما تعليقكم؟
ج: نعم هنالك بوادر خلافات بين قادة الجبهة الثورية الجبهة الثورية تكونت من الحركة الشعبية والحركات المسلحة الدارفورية وقطاع الشمال بغرض إسقاط النظام في الخرطوم و توجد خلافات عاصفة ما بين قيادات الحركة الشعبية داخل الجبهة الثورية وهذا هو المهم أو حتي هم قادة الحركة الشعبية داخل الجبهة الثورية بينهم خلافات وخلافات بين قطاع الشمال ومجموعة جبريل وكل واحد منهم يدعي بأن له الاحقية في رئاسة الجبهة الثورية حقيقة المشكلة كلها من يرأس الجبهة الثورية ومن يكون الداعم للجبهة الثورية ومن يروج لأفكار الجبهة الثورية وهذا ما يسمى بصراع الفيلة ما بين صقور قطاع الشمال و مهندسيى الجبهة الثورية وهم ناس ياسر عرمان والقيادات الدارفورية والان هم تشتتوا وتفرقوا وتركوا الجبهة الثورية.
س: ماذا يعني لكم الحوار الوطني؟
ج: حقيقة أنا لا أظن أن الحوار الوطني لمؤتمر الوطني وكل من يقول بأن الحوار الوطني هو حق المؤتمر الوطني أنا لا أتفق معه نحن نؤمن بأن الحوار هو المخرج والملاذ الآمن لحالة الضياع والانقسام والتشتت التي يعاني منها الوطن منذ الاستقلال الحوار هو حقيقة ماثلة نحن نؤمن بها ونعمل على تفعيل وإنجاح الحوار لاخراج السودان من النفق الضيق الحوار هو بداية جادة من الحكومة وبداية مصيرية وعقلانية كبيرة لمعالجة كثير من الا شكالات السياسية والمفارقات الاقتصادية والمشكلات التاريخية .
وهل من وجهة نظركم اللجان السبع كافية لحل مشاكل السودان القومية؟
ج: انشاء الله يكون في سلام وعدالة إجتماعية الان الحوار يشمل كل المحاورين كان من المفترض تكوين لجنة للإتصال بالمفصولين وبالهامش هناك مجتمعات نائية لم يصلهم حتي البث الأذاعي ولا يعرفوا يعني شنو الحوار.فضروري تكوين لجنة توفر لها مقومات الحوار من أجل أنجاحه ولجنة خاصة بالمفصولين تعسفيا منذ مجىء الانقاذ أكثر من 20 – 30 شخص فصلوا تعسفيا من الحكومة والان ساءت ظروفهم ووصلوا مرحلة السجن النفسي هل الحوار الوطني كون لجنة للاتصال بهذه الحركات ولا السودان فقط به حركات مسلحة وأحزاب كان من المفترض المفصولين عن العمل ينضموا للحوار نفسه وأن الذين قتلوا وإختفوا تعسفيا أين هم من الحوار من المفترض يضمنوهم في أي لجنة لكي يكون سلام حقيقي ويكون هناك مصالحات اجتماعية .
ماذا يعني لكم الحوار المجتمعي ؟
ج: هي دعوة كبيرة في حجمها رنانة مفرغة من محتواها والان الحوار المجتمعي نفسه المفترض يكون حوار قوي يلبي طموحات الشعب السوداني يلملم ما تبقي من النسيج الاجتماعي يشارك فيه كل المجتمع حتي أصحاب العمل الهامشي لابد أن يقولوا رايهم وللأسف الشديد الحوار الوطني اعلامه ضعيف جدا على مستوي المواطن يعني اعلام الحملة الانتخابية في وسائل الاعلام كان أقوي من اعلام مثيري أم وحدة السودان ولا فتنة الاعلام ضعيف جدا فيما يسمي بالحوار المجتمعي من يحاور المجتمع؟ هل هي جمعيات و لا اتحادات ولا منظمات والان هناك أكثر من 2000 منظمة ،الدولة مفروض تدعم هذه المنظمات وتراقبها حتى تقوم بمهامها ،و حتى يكون هناك حوار مجتمعي حقيقي لابد أن تكون هناك لجنة تسمي لجنة الاعتذار التاريخي ولجنة المصالحة كما حصلت في رواندا وجنوب أفريقيا ويجب أن تقودها إدارات أهلية ورجالات الدين الاسلامي والمسيحي.
هل تتوقعين أن يخرج الحوار الوطني بتوصيات يمكن تعمل على حل أزمات البلاد؟
ج: أنا في تقديري أن الحوار هو بادرة جيدة ومحترمة من الدولة وإن جاءات متأخرة حيث ان الحوار كان يكون بعد أتفاقية السلام الشامل الذي وقع عام 2005م حتي يفضي لبناء دولة قوية بكل مكوناتها وأنواعها تضمن إستقرار البلاد بالتنمية المستدامة وللأسف الشديد أجل وأطلق في يناير 2014م الان أصبح واقفا ولكن ما لم تتوافق كل القوي السياسية الداخل السودان وخارجه والمعارضة وحاملي السلاح وقائدي الميدان والقبائل والمفصولين تعسفيا والمحرومين من التعليم والوظائف علي أساس إثني وعرقي وتتم فيه معالجات حقيقية وجذرية و حكومة إنتقالية تلبي طموحات الشعب السوداني أنا أري أن الحوار لا يؤتي ثماره ولكن إذا توافق ابناء السودان بالداخل والمعارضة ووضعوا رؤية إستراتيجية للسودان الجديد بالمفهوم الجديد اعتقد أن الحوار يكون له ما بعده.
س: رسالتك للممانعين من حاملي السلاح والقوى السياسية من الحوار الوطني؟
ح: أنا أقول لهم أسمعونا أصواتكم أرائكم و لو كانت نشازا بمعني نحن نحترمهم عندما يأتوا الي السودان مهما كانت أراءهم بوجودهم داخل السودان ولكن أن تعارض من خارج السودان ليس له معنى لان الحكومة لم تصل لهم بالبندقية وأن الحكومة تصل لهم عبر الحوار نحن ندعوهم بأن يلحقوا بركب السلام لانهم هم جزء من الأزمة منذ الاستقلال.

حاورها .أنور بابكر
سونا

‫2 تعليقات

  1. الطير ديل لو بفهموا الحوار و الحقوق دكتور
    جون قرنق ما حمل السلاح السودان الجديد قادم بقوة اذا كان بالحوار او بالسلاح