حوارات ولقاءات

السفير الكوري بالخرطوم park won sup: لابد للحكومة السودانية من العمل على ضرورة رفع العقوبات الأمريكية من أجل اقتصاد قوي

حوارنا اليوم مع شخصية استثنائية، رجل دبلوماسي، نشيط، مثقف، مرتب، دقيق في إنتقاء كلماته، يبهرك ببساطته وترحابه، ملم بكل تفاصيل العمل الدبلوماسي.. متزوج من كورية الأصل مقيمة معه بالسودان له ولد يقيم بأمريكا منذ تخرجه في إحدى الجامعات الأمريكية وله ابنة مقيمة بكوريا تعمل هناك منذ تخرجها، أسرته قال إنها أحبت السودان منذ أول زيارة لها.. وقال إنه كأب يحب أسرته الصغيرة والكبيرة وله صداقات وتواصل استطاع أن يكتسبه مع الشعب السوداني من خلال تواصله الرسمي معهم بالمناسبات الرسمية.. أحب الشخصية السودانية ووصفها بالمتعلمة والمثقفة.. وقال أيضاً إنه أحب الأكلات السودانية والتي قال إنه لا يعرف حتى الآن إسمها بالعربي لأنه لم يحفظه بعد.. داخل قاعة السفارة إستقبلنا فخامته هاشاً باشاً مرحباً بالإعلام السوداني ممثلاً في صحيفة السياسي ومرحباً بها كأول صحيفة سودانية تستضيفه على صدر صفحاتها، مشيداً بمضمون رسالتها وبطاقم تحريرها وشكلها، وقال إن هذا يعد نوعاً من تواصل الدبلوماسية الشعبية والرسمية المطلوبة مع سعادة السيد السفير، تبادلنا التحايا والإحترام والتقدير وشكرناه على تفضله بالموافقة على إجراء هذا الحوار السبق والذي ضربت لنا موعده الأستاذة الفاضلة مريانا سكرتارية السيد السفير.. فقط تابعوا معنا ماذا قال فخامته مجيباً على ما طرحناه أمامه من مواضيع هامة بكل رحابة صدر وسعة أفق يعبر عن مدى العلاقات السودانية الكورية:

السفير الكوري بالخرطوم park won sup: نشأت وترعرعت في منطقة ريفية ومارست كافة أنواع الرياضة والغولف لعبتي المفضلة
كل الولايات التي قمت بزيارتها تحتاج لوقفة جادة من الحكومة لهذه الأسباب…!!
جذب المستثمرين للسودان يحتاج إلى تخفيض الضريبة وخلق بيئة استثمارية جاذبة والتعامل من خلال النافذة الواحدة
أدعو إلى ضرورة تفعيل العلاقات السودانية الكورية في المجال الاقتصادي والصناعي والرياضي وتبادل الخبرات
السودان وكوريا يتلقيان في كثير من العادات والتقاليد برغم بعد المسافة الجغرافية
المواطن السوداني طيب القلب ومتعلم ومثقف ثقافة عالية والخرطوم تحتل الوسطية من حيث العواصم العالمية
لابد للحكومة السودانية من العمل على ضرورة رفع العقوبات الأمريكية من أجل اقتصاد قوي

*بداية من أنت؟ وماهو انطباعك عن السودان لدى مجيئك لتولي زمام العمل الدبلوماسي سفيراً لدى كوريا بالسودان؟
-أنا Park won sup سفير كوريا لدى السودان الشقيق، عملت كدبلوماسي لدى الكثير من الدول أمريكا منها إسرائيل والنرويج وبعض الدول, كما نعلم أن العلاقات الثنائية بين السودانية الكورية بدأت في عام 1977م وكانت البداية مع بداية الشراكات الكورية مع أفريقيا ودامت العلاقات منذ ذلك العام إلى يومنا هذا حتى وصلت إلى الأربعين عاماً وكانت تلك العلاقات تتمتع بالود الذي كان يجمع بين الطرفين كما يتضمن ذلك الجانب الاقتصادي, وفي عام 1997م بدأت كوريا تقلص من حجم الاستثمارات الممولة التي كانت تقوم بها بسبب الأوضاع الاقتصادية والأزمة المالية العالمية, إضافة إلى انفصال الجنوب عام 2011م والذي ضاعف من حجم الأزمة الاقتصادية وأدى إلى تدهور العلاقات بين الشمال والجنوب.
لكن الآن أرى إشارات إيجابية تدعم الاستثمار السوداني الكوري من ضمنها حب الشعب السوداني للمنتجات الكورية مثل الأجهزة الكهربائية, والسيارات, والتلفزيونات.
بدأت الآن العلاقات تستثمر في جانب العلم والتكنولوجيا والبنية التحتية ومجالات الثقافة والرياضة, كما أشار إلى أنه يرى أن العلاقات بين السودان وكوريا سائرة إلى الأمام في شتى المجالات.
*زرت الكثير من الدول العربية والعالمية فأي دولة وجدت نفسك فيها ونالت إعجابك من حيث المناخ وكذلك المجتمع.؟
-أكثر دولة أعجبتني هي السودان وذلك لأنني أول دولة عملت بها سفيراً معبوث من دولتي كوريا فأغلب الدول التي عملت بها كنت أحمل وظيفة دبلوماسي فقط، لذا أحببت السودان ووجدت نفسي فيه, ولهذا السبب للسودان مقام خاص أحسه في دواخلي كما أنني أعجبت بأبناء السودان الذين يتمتعون بالخصال السمحة, والطيبة, والكرم, والنهوض لمساعدة الآخرين, كما أعجبني أيضاً المستوى العالي للتعليم والمتعلمين, وأقول: حقيقة إن بالسودان إمكانيات عالية تأهله للتقدم والتطور أكثر فأكثر, كما أشار إلى ضرورة وأهمية التعاون المشترك بين السودان وكوريا حتى تدعم كوريا ذلك التعاون بما يجب منها على أهمية المجالات في ظل العلاقات الثنائية.
*هل هنالك ثمة تقارب بين الشعب السوداني وكوريا فيما يتعلق بالعادات والتقاليد؟
-لاشك أن السودان وكوريا من حيث الناحية الجغرافية يبعدان عن بعضهما كثيراً لكن هناك الكثير من الأشياء المشتركة بين الشعبين, وأضاف قائلاً: عندما أتيت للعمل في السودان كان قد حدثني البعض بأن هناك أشياء مشتركة بين السودان وكوريا مثلاً: حب السودانيين للملابس البيضاء وما شابه ذلك إضافة إلى أن أغلب المثقفين السودانيين اشتركوا في عشق أغنية (أري رنق) الكورية.
وقال مضيفاً: الكل يعلم أن كوريا والسودان كانت تدرج اسماءهم مع بقية الدول النامية إلى أن استطاعت كوريا النهوض باقتصادها, وهنالك أشياء تجعل السودان في مصاف الدول التي تعمقت باقتصادها نحو الأفضل وأتمنى أن يكون هناك سعياً لتعاون مشترك وإتفاق لتوسيع العلائق حتى تكون هناك مساندة تقود السودان نحو الأفضل وتعمل على رفع درجات الوعي لدى الشعبين السوداني والكوري لذلك أنشأت السفارة الكورية الركن الكوري في داخل جامعة الزعيم الأزهري لتعريف الشعب بجمع المكونات لدولة كوريا.

لابد من الاهتمام برياضة التايكندو
الشعب الكوري قال: سعادة السفير نأمل أن يجري السودان تلك الخطوة في الجامعات السودانية حتى يكون هناك تمثيل للسوداني من حيث الدبلوماسية في كوريا ومدى إسهامه في تمتين العلاقة بين الشعبين في كافة الأصعدة.
قال: فيما يختص بالتمثيل في العاصمة الكورية توجد السفارة السودانية بسيول وأعتقد أنها تعمل على توطيد العلاقة بين الشعبين كما أنني أحب أن أوضح شيئاً من السؤال السابق وهو أن رياضة التايكندو قد بدأت في كوريا حتى اشتهرت في السودان لذلك دعا إلى الإهتمام بهذا الجانب من الرياضات.
مدى علاقتك الشخصية بالرياضة وأي الرياضات تقوم بممارستها بشكل دوري كما أضاف قائلاً: إنه من محبي ومشجعي كرة القدم كما أنها الرياضة الأولى في كوريا وقد شاركوا بها في أولمبياد كأس العالم, وقال: إنه التقى بوزير الشباب والرياضة وطلب منه المزيد من التعاون في المجال الرياضي، وأشار إلى الإتفاقية التي تم توقيعها بين البلدين الصديقين في المجال الرياضي وعلى الصعيد الخاص ذكر أنه نشأ في منطقة ريفية تهتم كثيراً بالرياضة لذا هو يعشق لعبة الغولف بصورة جنونية وهو الآن يمارسها.
*هل سبق لك أن قمت بزيارات لبعض مناطق السودان وأي المناطق لفتت نظرك وما هو الإنطباع الذي خرجت به؟
-رد قائلاً: نعم قمت بزيارة العديد من ولايات السودان وبدعوات رسمية كـ(ولاية الجزيرة) التي أقدمنا فيها على قيام عمل مشترك يتمثل في إنشاء مشروع لمركز تدريب زراعي من شأنه الإهتمام بتطوير الزراعة في ولاية الجزيرة, وكذلك من ضمن برامج الزيارة زرت ولاية النيل الأبيض وأقمنا فيها مشروع لمحاربة البلهارسيا وكذلك قمت بزيارة (الولاية الشمالية) بدعوة من والي الولاية الشمالية وفق دعوة قدمت لي من منظمة الأمم المتحدة زرت ولاية النيل الأزرق إضافة إلى ولاية دارفور.
وقد استمتعت كثيراً بزيارتي لتلك الولاية وبمواطنيها وقد أعجبت كثيراً بمواطني السودان الذي يتميز بالطيبة والإلفة وروح التعاون والتفهم, لكن لاحظت كثيراً إن أغلب المواقع التي قمت بزيارتها لا تشبه الخرطوم العاصمة وهي تحتاج إلى الكثير من العمل والجهود من الحكومة, وقال سعادته: نحن الآن بصدد قيام عمل ومشروع مشترك يدعم الإهتمام بالقرى الريفية ويطلق عليه مشروع حركة القرى الجديدة.

تربطني علاقات حميمية ببعض الأخوة في السودان
*على الصعيد الرسمي هل لديك صداقات تربطك مع بعض الشخصيات؟
-رد قائلاً: أنا بصفة رسمية قد قابلت العديد من الشخصيات السودانية التي تعرفت عليها وقمت بدعوة العديد من السودانيين لزيارة منزلي في أوقات متفرقة فمنهم من قمت بدعوته لتناول وجبة العشاء أو الغداء بغرض التعرف على ثقافات البلدين فمن خلال هذه اللقاءات المتكررة تمكنت من معرفة وصداقة العديد منهم, وصارت لي علاقات كثيرة تربطني بالعديد من الشخصيات فمثل هذه اللقاءات ترفع من درجات الوعي لدى الإنسان وتتيح مجالات للترابط والحميمية بين أبناء الشعبين.
عندما قدمت إلى السودان لم أكن أعرف شيئاً عن السودانيين ولكن الآن أنا أعلم الكثير عن الشعب السوداني وثقافاته المتعددة وهذا ما كان سيحدث إلا عبر التواصل.
*على الصعيد الشخصي هل لديكم زيارات اجتماعية لبعض الأسر السودانية وكم لك من الأولاد والبنات وهل يقيمون إلى جانبك؟
-قال: نعم لي بنت وولد وزوجة, زوجتي تقيم معي وهي معجبة إلى حدٍ بعيد بتواجدها في بلدها الآخر السودان ومستمتعة بذلك,
أما أبنائي فلدي ولد درس بالولايات المتحدة الأمريكية وهو تخرج ويعمل هناك بالولايات المتحدة ولدي ابنة واحدة درست وتخرجت في إحدى الجامعات الكورية وقد حضر كلاهما للسودان في الشهر الماضي والتقوا هنا وكانوا أكثر حيوية ومتعة من خلال تواجدهم في السودان.
*هل هناك اتفاقيات من شأنها أن تدعم الجانب التعليمي أو الصحي إضافة إلى ما يتعلق بجانب الإعارة والمنح الدراسية كشكل من أشكال التعاون المشترك بين البلدين.؟
-قال سعادته: لابد للدولتين أن تعملان على تبادل الخبرات وهنالك دعوات قدمت لبعض الطلاب السودانيين للدراسة والتدريب في كوريا وقد تم ذلك عن طريق منظمة كويكا منظمة التنمية الكورية حيث قدمت أكثر من ثلاثمائة فرصة للدراسة أو التدريب وقد حرصت هذه المنظمة على رصد كل السودانيين الذين تمت دراستهم أو تدريبهم عبر هذه المنظمة على أن يقوموا بتكوين رابطة تجمعهم, ومن ثم يعملوا على التعريف بثقافة البلدين ومد جسور التواصل فيما بينهم ورصفاءهم من الكوريين, وأضاف قائلاً: إن هنالك جامعات كورية خاصة تقدم عبر طرقها الخاصة, وقال: لقد قمت بدعوة أحد البروفيسورات الكوريين إلى جامعة الزعيم الأزهري لتوقيع اتفاقية تعاون بين جامعة الأزهري والجامعة الكورية تدعى (كندا).
*حجم الاستثمارات الكورية في السودان كم تبلغ لحد الآن؟ وهل هناك اتجاه لتعاقدات في مجال السيارات الكورية وتأثير فتح استيراد السيارات هل يرمي ذلك بظلاله على الاقتصاد الكوري؟
-ذكر قائلاً: وفقاً للاحصائيات بلغ حجم الاستثمار الكوري لدى السودان1.500 مليون دولار ونحن الآن بصدد قيام مشروع واحد متمثل في تصنيع معدات طبية, وأقول: إنه لا يمكن لدولة ما النهوض إلا عبر اقتصاد قوي وعلاقات تدعم ذلك الإتجاه لذا لابد للسودان وكوريا أن يدعما جانب الاقتصاد لأجل ذلك قمنا بعمل اتفاقيات تعمل على حماية المستثمر والنظر في قضية الضرائب العالية التي تفرض على المستثمر حتى يؤدي ذلك إلى جلب العديد من المستثمرين وتقوي الاقتصاد السوداني، وهذه الاتفاقية لم تدخل حتى الآن حيز التنفيذ وأنا أتمنى أن تبذل كوريا جهودها وكذلك السودان حتى ينهضوا بالاقتصاد السوداني.
أهم عناصر لجلب شركات كورية للسودان للعمل في مجال الاستثمار لابد للحكومة السودانية من العمل على الاهتمام بالبيئة الاستثمارية والمستثمر وتوحيد النافذة وتقليل الضرائب التي كثير ما تعيق حركة المستثمرين.
*حسب خبرتك ماهي المؤشرات التي تقود إلى انجاح مسيرة الاقتصاد في السودان وتقوده نحو الأفضل؟
-بالتأكيد لابد من تطوير الاقتصاد السوداني نفسه حتى يكون ذلك ظاهراً للدول التي تريد الاستثمار في السودان, ثانياً: كما أسلفت لابد من خلق بيئة اقتصادية جاذبة تعمل على جذب المستثمرين من الدول الأخرى للسودان, ثالثاً: لابد لحكومة السودان من الالتفات إلى رفع العقوبات الأمريكية ومحاولة العمل على معالجة العلاقات مع الدولة الأمريكية حتى تنهض باقتصادها.
ومهمتنا في السفارة تقديم المعلومات الضرورية للمستثمر وتشجيعه للاستثمار في السودان إضافة إلى ضرورة التوصل إلى صيغ اتفاقيات مع السودان فيما يتعلق بالجانب الاقتصادي.

حوار: الصادق يسن- بثينة أبو القاسم
السياسي

تعليق واحد

  1. اكتر شي يغيظ ظاهرة الاعلاميين وهم متصورين بجريدة سياسيه أو رياضيه مع أجنبي ما عارف المكتوب في الجريده شنو وخاصة لعيبة الكوره الأجانب لطفك ي رب التخلف وصل لكل شي في السودان