عالمية

أردوغان: لن نطرد الروس من تركيا

أكد الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أن أنقرة لن ترد على ردود الفعل “الانفعالية” لموسكو بعد إسقاط واحدة من طائراتها العسكرية من قبل الطيران التركي، ولن تمس بمواطنيها أو مصالحها. ونقلت صحيفة حرييت عن أردوغان قوله: “نعتمد مقاربة متوازنة في مواجهة التحركات الانفعالية لروسيا”.

وكان الرئيس التركي يتحدث، مساء الثلاثاء، لصحافيين يرافقونه في الطائرة بين باريس، حيث شارك في قمة الأمم المتحدة للمناخ، وقطر، حيث يقوم بزيارة عمل.

كما شدد على أنه من غير الوارد طرد مواطنين روس من بلاده، قائلاً إن “هذا لن يليق بتركيا”. ودان أردوغان العقوبات الاقتصادية التي فرضتها روسيا، لافتاً إلى أن “روسيا هي شريكتنا الاستراتيجية (…) لكن انظروا إلى ما يفعلون: إنهم يعاقبون رجال الأعمال الأتراك. نحن لن نستخدم هذه اللغة”.

وأشار إلى أن بلاده مستعدة للتخلي عن الغاز الروسي المصدر الرئيسي للطاقة لديها.

وكانت روسيا قد فرضت تأشيرات دخول على الأتراك الراغبين في زيارتها، اعتباراً من الأول من يناير المقبل ودعت مواطنيها إلى الامتناع عن زيارة تركيا.

اخبار العربية

تعليق واحد

  1. كبيرأنت يا أردوغان

    ***********************
    أعجبني هذا التحليل لشخصية أردوغان بقلم الإعلامي ” سمير حجاوي ” فليتقضل بقراءته كل من يحب أردوغان في الله

    **********************

    الرئيس التركي رجب طيب أردوغان شخصية “كارزمية” بامتياز، فهو سياسي وخطيب مفوه، ومتحدث بارع، ومتدين ورع، ومفاوض محترف، ومناور لا يشق له غبار، وهذا يعني أنه يمتلك كل مقومات الزعامة والقيادة، التي تجعل منه زعيما وليس رئيسا فقط، وقائدا كبيرا يلاعب الكبار.
    أردوغان ليس رجلا عابرا في حفر اسمه عميقا في التاريخ إلى جانب العظماء رغم أن مهمته لم تنته بعد، ورغم أن الحاضر يمسك بتلابيبه، فهذا الرجل الفذ، نقل تركيا من الإفلاس إلى البحبوحة، ومن الضعف إلى القوة، ومن “التسول” على أبواب صندوق النقد الدولي إلى الوفرة، ومن تعاسة البنية التحتية والخدمات والفساد، إلى سعادة الفخر أن تكون تركيا، أو حتى ضيفا زائرا في تركيا.
    صحيح أن الجانب الاقتصادي مهم، وهو ما يسجل للرئيس أردوغان منذ كان رئيسا لبلدية إسطنبول، المدينة التي يشتهيها العالم، ورئيسا للوزراء إلى أن أصبح رئيسا لكل الأتراك، لكنه تجاوز ذلك إلى ما هو أهم وأخطر، فقد دفع الأتراك إلى اكتشاف هويتهم من جديد، الهوية التركية الإسلامية الخالصة، منذ أن صدح بالشعر الذي يقول: “مساجدنا ثكناتنا، قبابنا خوذاتنا، مآذننا حرابنا، والمصلون جنودنا، هذا هو الجيش المقدس، يحرس ديننا”، أثناء خطاب جماهيري عام 1988، فما كان من النظام الحاكم في حينها إلا أن اتهم أردوغان بالتحريض على الكراهية الدينية وتسبب ذلك في سجنه ومنعه من العمل في الوظائف الحكومية ومنها الترشيح للانتخابات العامة، لكن الزمن تغير وانقلبت الأمور، ليتحول أردوغان إلى أهم رجل يقود تركيا ويؤثر فيها منذ مؤسس الجمهورية التركية كمال أتاتورك.
    وفي الوقت الذي اختار فيه أتاتورك “تشليح” تركيا من هويتها الإسلامية وتاريخها، ويلغي الكتابة بالحروف العربية، فإذا بهذا القائد الفذ، أردوغان، يعكس ساعة الزمن لتسير في الاتجاه المعاكس لهذا الخط المعادي للهوية الإسلامية، فأعاد الاعتبار للمسجد والحجاب والتعليم الديني، وأقنع الأتراك، أن الشعب الذي لا ماضي له لا حاضر ولا مستقبل، وأعاد تعليم اللغة التركية العثمانية واللغة العربية في المدارس، وهذا هو التعبير الأفضل والأقوى لعظمة هذا القائد الذي يبني الهوية التركية الإسلامية الجديدة، في مسعى لإعادة اكتشاف الذات، وربما هذا ما دفع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى القول إن أردوغان يسعى “لأسلمة” تركيا، وكان تركيا بلدا “كافرا” أو أنه يبشر بالإسلام في أرض قاحلة من العقيدة، كما فعلت الكنائس التبشيرية في إفريقيا، ونسي بوتين أن الغالبية العظمى من الشعب التركي مسلمون، وهذا ما جعل من أردوغان هدفا لوسائل الإعلام “العالمية” ووكالات الأنباء التي تخلت عن مهنيتها في التعامل مع أخباره وأخبار حزبه، لأنه رفض أن يجعل من تركيا “جمهورية موز” تابعة لهذا الطرف أو ذاك.
    ما يميز أردوغان هو ذلك الشعور الكبير بالكرامة والزهو والاعتزاز بهويته، وفضلا عن ذلك فهو زعيم يهوى “الثورة على القواعد التقليدية”، والانتفاض ضد السكون ويجيد “دوزان” الأشياء، لتحط بردا وسلاما في قلوب الأتراك والمسلمين، وهذا ما جعله محط أنظار العرب والمسلمين في كل أنحاء العالم، ويكفي أن العرب والمسلمين تعاملوا مع الانتخابات البرلمانية الأخيرة في تركيا وكأنها شأن محلي في كل دولة، وغرقت مواقع التواصل العربية في التعليقات والصور والمتابعات، بطريقة لا تحظى بها أي انتخابات في العالم العربي م