عضو آلية الحوار الوطني “كمال عمر” قدمنا (3) مقترحات في نظام الحكم وإذا خيرونا بينها سنختار “البشير”!
بالتزامن مع تقدم خطوات الحوار الوطني واقترابها من محطتها الأخيرة، تتسارع خطوات المؤتمر الشعبي مع أحزاب أخرى، لإكمال بناء المنظومة الخالفة التي سيفاجئ بها الشعبي الساحة السياسية عقب الانتهاء من الحوار الوطني والتي سيعقب مولدها حل أو تلاشي حزب المؤتمر الشعبي، إلى جانب أحزاب أخرى واختفائها من الساحة السياسية .. حملت الأخبار خلال اليومين الماضيين أنباء عن اتجاه الشعبي لحل نفسه، فهل اكتمل بناء المنظومة الخالفة التي سينتهي إليها المؤتمر الشعبي؟ وما هي الأحزاب التي ستنتهي في الخالفة .. وما موقف المؤتمر الوطني من المنظومة وما دوره فيها، وهل ستشهد الساحة السياسية في الفترة المقبلة اختفاء المؤتمر الوطني أيضاً من الخارطة السياسية؟ هذه النقاط وغيرها تناولها هذا الحوار مع القيادي بالمؤتمر الشعبي “كمال عمر” فإلى مضابطه:
وليس المؤتمر الشعبي وحده وإنما هناك أحزاب كثيرة ستنتهي في الخالفة!
-إخوتنا في المؤتمر الوطني عندهم مشكلة مع كلمة انتقالي، لا أريد أن أقولها الآن !
قدمنا (3) مقترحات في نظام الحكم وإذا خيرونا بينها سنختار “البشير”!
هل تعلمي ماذا قال لي شيخ “حسن” عندما ذهبت إليه لنبحث الرد المناسب على حديث “إبراهيم محمود” ؟!
{ هناك أخبار وحديث عن حل حزب المؤتمر الشعبي وعن أن شيخ “حسن” سيتجه في الأيام القادمة لحل المؤتمرالشعبي ما مدى صحة هذا الحديث؟
– أولاً هذه العبارة التي وردت في الخبر غير دقيقة .. حزب المؤتمر الشعبي ليس حزب الرجل الواحد حتى يتمكن شيخ “حسن” من حله .. الخبر فيه استهتار وعدم احترام لمؤسسية الحزب، الحزب عنده هيئة قيادة وأمانة عامة وحتى لا يظلم شيخ “حسن”، فشيخ “حسن” من أكثر الشخصيات إيماناً بالمؤسسية، وشيخ “حسن” فاصل ونحن فاصلنا المؤتمر الوطني من أجل المؤسسية، ولذلك نحن استغربنا الخبر الذي تم تداوله في المواقع. نحن ومنذ أن بدأنا كحركة صغيرة في الجامعات ظللنا نتطور باستمرار من جبهة الميثاق الإسلامي للإخوان المسلمين، للجبهة القومية الإسلامية، للمؤتمر الوطني، للمؤتمر الشعبي، وبالتالي نحن لم نتجمد ولم نقفل نفسنا، وفي كل مرة تكون هناك تطورات لمؤسسة أكبر .. وطبعاً فكرة حل المؤتمر الشعبي هذه مرتبطة بالمنظومة الخالفة.
{ نعم، فهل اكتمل بناء المنظومة الخالفة لذلك أعلنتم عن حل المؤتمر الشعبي؟
– بالنسبة لحل الحزب .. الحزب (ما حيتحل في الوقت الراهن) هذا الحزب سينجز كل قضايا الحوار، وبعدما تنجز قضايا الحوار ويكتمل الحوار ويتوصل الناس لوفاق سياسي ويعملوا سلام ويعملوا حريات نحن بعد ذلك سنفتح المنظومة الخالفة والتي ستكون بديلاً للمؤتمر الشعبي .. والمنظومة الخالفة لن تكون بديلاً للشعبي فقط، هي ستكون بديلاً لأحزاب كثيرة موجودة في الساحة. يا “سوسن” أنا لا أريد أن أقول ستكون مفاجأة ولكن أغلب الأحزاب الموجودة هذه بالنظام الخالف ستنتهي، نحن عندنا اتفاق مع عدد كبير من الأحزاب في الساحة السياسية والتقيناهم في اتجاهات مختلفة، وبالتالي ليس المؤتمر الشعبي وحده سينتهي ولكن هناك أحزاب كثيرة ستنتهي في المنظومة الخالفة .. المنظومة الخالفة هذه تصور لجسم أكبر هي ليست حزباً فقط هي منظومة اعتبارية مؤسسية تشمل في داخلها الإسلاميين واليساريين وكمية من الأوزان الفكرية ستدخل في المنظومة الخالفة.
{ معنى ذلك أنه سيتم حل المؤتمر الشعبي وسيتم حل عدد من الأحزاب؟
– آي المؤتمر الشعبي ومعه أحزاب كثيرة جداً كلها ستتحول – هو ليس حلاً، فكلمة حل هذه فيها استخفاف بوزنها – ولكن ستتحول كلها لجسم كبير.
{ تعني أنها ستتحد جميعها في إطار المنظومة الخالفة؟
– ستتحد في إطار المنظومة الخالفة .
{ ما هي هذه الأحزاب هل ما زال أمر أسماء الأحزاب المشاركة في هذه المنظومة سراً؟ الحوار تبقى على نهاياته شهر واحد بعدما قمتم بالتمديد، وطالما الإعلان عن الخالفة مرتبط بالانتهاء من الحوار فهذا معناه أن بناء المنظومة قد اكتمل؟
– فترة التوافق عمرها من الممكن أن يكون سنة أو سنتين .. فترة الانتقال والحكم الوفاقي، ستكون هناك فترة حكم وفاقي مدتها سنة أو سنتان كحد أقصى، ففي هذه الفترة لن نستطيع الإعلان عن المنظومة الخالفة .. يعني المؤتمر الشعبي لازم يباشر فترة التحول هذه وبعدها و(نحن ماشين على الانتخابات) ممكن نعلن عنها .. ونحن الآن قطعنا شوطاً كبيراً حوالي (70%) من المنظومة .
{ أنت حددت أنه ستكون هناك فترة حكم انتقالي سنة أو سنتين مع أن الرؤية حتى الآن في داخل الحوار غير واضحة، وهناك جدل والمؤتمر الوطني رافض للفكرة؟
– (أنا ما مع العقد وهسه كلمة انتقالي دي طلعت كدا) ولكن أنا أقول الحكم الوفاقي .. يعني أنا لست من دعاة الانتقالي وكلمة انتقالي هذه عندها إشكالية مع إخوتنا في المؤتمر الوطني .
{عندهم عقدة نفسية أو مشكلة نفسية من هذه الكلمة كما قلت لنا أنت في حوار سابق؟
– (أنا ما داير أسميها عقدة لكن هم عندهم مشكلة معاها) .. وأنا لا أريد أن أقولها الآن، لا أريد أن أقول كلمة انتقالي ولا حكومة انتقالية، أنا أريد أن أتكلم عن حكومة وفاقية وعن وضع وفاقي لا يستثني أحداً وببرنامج وفاقي .. هذه هي المرحلة القادمة.
ونحن مع أن يظل “البشير” في قيادة المرحلة القادمة. “البشير” هو الرجل القوي الآن. “البشير” هو الذي ابتدر الحوار و”البشير” هو الذي يتكلم الآن عن الحوار في كل مناسبة، ونحن في تقديرنا (مافي أنسب منه أصلاً في قيادة المرحلة القادمة هذه هي قناعتنا).
{ إذن المؤتمر الشعبي غير موقفه .. فالموقف الذي كنتم أعلنتموه في مقترحكم الذي دفعتم به في الحوار كان مختلفاً؟
– لا لم نغيره، نحن عندنا (3) خيارات، الخيار الأول لقيادة المرحلة القادمة شخصية قومية يتفق عليها. الخيار الثاني أن يتكون مجلس رئاسي والرئاسة تكون دورية، الخيار الثالث هو الرئيس “البشير”. الغالب عندنا الآن في المؤتمر الشعبي أصبح هو الرئيس “البشير”. نحن الآن في المؤتمر الشعبي إذا خيرونا بين هذه الخيارات الـ(3) سنختار “البشير”. فالبشير هو الأنسب لقيادة المرحلة القادمة.
{ لكن هل في ظل قيادة “البشير” للمرحلة القادمة سيكون شكل الحكم مختلفاً عن الحكم الراهن؟
– طبعاً سيكون حكماً مختلفاً ببرنامج جديد وبأشخاص جدد.
{ هم الأشخاص والأحزاب المشاركة في الحوار؟
– نعم قد يكونوا هؤلاء وقد يكونوا آخرين ينضموا إلى الحوار وقد يكونوا آخرين اقتنعوا بمخرجات الحوار .. فالناس الموجودون الآن خارج الحوار قد يقتنعوا بمخرجاته. وأنا في الأيام الفائتة سمعت للكثيرين منهم وهم الآن مشكلتهم ليست في الحوار وإنما مشكلتهم في مخرجات الحوار، في هل الرئيس سينفذ مخرجات الحوار.. فلو قام الرئيس “البشير” بعمل اختراق حقيقي في الساحة ونفذ مخرجات الحوار، فأنا أفتكر أن الرئيس “البشير” سيكون شخصاً ليس أقل من “مانديلا”، لأنه سيكون قد حقن دماء السودانيين وحقق تحولاً ديمقراطياً حقيقياً في البلد.
{ مشكلة الرافضين للحوار ليست في هل سيتم تنفيذ المخرجات أم لا .. ولكن مشكلتهم في ماذا ستكون المخرجات في ظل أغلبية للمؤتمر الوطني داخل مؤتمر الحوار .. فما سيحدث بحسب اعتقاد هؤلاء أن أغلبية المؤتمر الوطني حلفاؤه والموالون له وأصدقاؤه سيخرجون مخرجات تناسب المؤتمر الوطني؟
– شوفي .. أنا أقول لك شيئاً: هذه كانت هواجس لكثير من القوى السياسية كانوا يعتقدون أن المؤتمر الوطني يحتفظ بغالبية ضخمة داخل الحوار، ويستطيع من خلال هذه الغالبية الضخمة أن يسير الحوار ويمنتج الحوار وأن يخرج الحوار بالشكل الذي يريد. الواقع الآن مختلف تماماً، هذه القوى الموجودة داخل الحوار الآن هي قوى منحازة لقضايا الحوار وليس لحزب .. منحازة لكيف يحكم السودان ومنحازة لقضية الوحدة الوطنية التي تحفظ البلد والتي تحقن دماء السودانيين، ولذلك لا يستطيع المؤتمر الشعبي ولا المؤتمر الوطني ولا أي حزب حتى ولو جاء تحالف الإجماع الوطني، لا يستطيع أن يسير هذه المجموعة الموجودة في الحوار . فقط من يستطيع أن يسير هذه المجموعة هو من يرتضي بما يريده الشعب السوداني، ليس هناك مجال لأي إنسان يخالف هذه الأصول ليأتي هو للحكم أو ليأتي حزب يتحكم في البلد .. (والماشي دا ماشي لمصلحة الشعب السوداني)، ومن يقود الدفة لمصلحة الشعب السوداني هو الذي يتحكم في الحوار.
{ المعارضة إذا سمعت هذا الكلام ستقول لك هذا كلام مجاني أنا من الممكن أن أقول مثله .. وستقول لك هناك دلائل كثيرة تكذب حديثك هذا وتضعفه؟
– ( المعارضة يا “سوسن” قاعدة برة في النقعة فممكن تقول الكلام مجاني، وأنا قاعد جوه الحوار أنا بقول الكلام دا وأنا قاعد جوه الحوار قاعد مع الناس).
{ لكن رد الفعل الذي قام به حزب المؤتمر الوطني تجاه مقترحكم الذي طرحتموه في الحوار يكذب كلامك هذا ويضعفه.. الروح التي تعامل بها المؤتمر الوطني مع المقترح وقوله إن هذه أوهام، وقبول أحزاب الحوار بردة فعل الوطني هذه وعدم اعتراضها، كل هذا يجعل المرء يتصور أن هذه الأحزاب التي تقبل بهذا ولا تعترض ستقبل بأي شيء؟
– طبعاً نحن واحدة من إشكالياتنا أننا (دائماً بننفعل) .. هل تعلمي أنه عندما قدم المؤتمر الوطني رده هذا وقال إن هذا وهم أنا ذهبت وقابلت شيخ “حسن” (عشان نشوف الرد المناسب للكلام دا)، هل تعلمي ماذا قال لي شيخ “حسن”؟
{ ماذا قال لك؟
– بعقلية المفكر السياسي الواعي قال لي (ما تشغل نفسك بالإجرائيات، ما تشغل نفسك بالكلام البطلع كدا كلام الزعل، خليك في الموضوعات الـ(6) بتاعتك، ناقشها وامشوا قربوا لبعض وقدر ما تقربوا لبعض الوهم ببقى حقيقة). وفعلاً بعد ذلك الكلام الذي قيل نحن جلسنا مع المؤتمر الوطني بطريقة ثنائية وجلسنا معه في داخل الحوار، والآن لحد بعيد الوفاق الذي نطلبه نحن في الوفاق السياسي (ماشي بصورة كويسة). وحتى “إبراهيم محمود” نفسه عندما سألناه عن (كلام وهم) قال أنا لم أقل هذا الكلام.
{ لكن بعد ذلك “إبراهيم محمود” عاد وقال قلته وقال أنا أعبر عن وجهة نظر المؤتمر الوطني ولا أعبر عن وجهة نظري الشخصية؟
– طيب المؤتمر الوطني هذا حزب من ضمن أحزاب الحوار ومن حقه أن يكون له رأي .. من حقه أن يقول أنا لا أريد حكومة انتقالية، هذا من حقه.
{ ولكن ليس من حقه أن يتفه آراء الآخرين؟
– مقاطعاً: أسمعيني يا “سوسن” .. من حقه أن يقول لا أريد حكومة انتقالية، لكن في نفس الوقت الرئيس وقع في خارطة الطريق، وقع على أنه ملتزم بمخرجات الحوار .. فإذا جاءت المخرجات وقالت (وضع انتقالي) أو (وضع وفاقي) فالمؤتمر الوطني في النهاية ملزم بأن ينفذ.
المجهر السياسي