هموم المعيشة ..
توفير الاحتياجات اليومية للمعيشة تمثِّل هاجساً لكل رب أسرة أو شخص تقع على عاتقه مسؤولية تسيير أمور المنزل أو الأسرة عامة في ظل المتغيرات الاقتصادية وتصاعد الأسعار بصورة خيالية أفقدتنا التركيز على أي الضروريات أهم وواجب توفيرها ليكتفي البعض منا بتوفير أدنى حد للعيشة اليومية لأن الحكم والفيصل في هذا الأمر هو (القروش) والتي أصبحت بلاشك لا تتساوى مع مستويات الأسعار والسلع بأي صورة من الصور ورغم الجهود التي تبذل من قبل بعض الجهات المسؤولة وعن حماية المجتمع وتوفير الضمانات الاجتماعية ومكافحة الفقر وتحقيق التنمية الاجتماعية هنالك عجز واضح في إمكانية توفير (قفة الملاح) للمواطنين، وحقيقة يعاني كافة المواطنين وخاصة الشرائح الضعيفة والفقيرة في المجتمع معاناة كبيرة في كيفية التوفيق ما بين الممكن والمستحيل في قفة الملاح نتيجة الارتفاع الجنوني في أسعار السلع والمواد الغذائية كافة دون استثناء بالأسواق رغم قيام تجربة مراكز البيع المخفض والتي لم تشابه اسمها في أي شيء ومن ثم اندثرت التجربة وضاع أثرها ولم نعد نسمع بها يومنا هذا؟ واكتوى المواطن بنار الأسعار دون أن تجد حكومة الولاية حلاً جذرياً لكبح جماحها أو إعادتها إلى مستوى يتناسب مع دخل المواطن، ومن المعلوم أن غالبية مواطني الولاية من الموظفين والعمال والمهن الحرة والهامشية وقطعاً لاتكفي أجورهم أو ما يتم الحصول عليه مالياً لمجابهة غول الغلاء في الأسعار بالأسواق، وتكمن المشكلة كيف يمكن أن توفر الولاية قفة الملاح وهل تملك الأجهزة المختصة خطة أو إستراتيجية واضحة لتوفير الأمن الغذائي لمواطني الولاية عبر مشروعات إنتاجية أو زراعية وصناعية أو غيرها تمكن من توفير احتياجات المستهلك وبأسعار مناسبة؟ هنا المشكلة وعلى المسؤولين في السلطة الاجتهاد في وضع الحلول بالتعاون والتنسيق مع أجهزة وسلطات الولاية السياسية والاقتصادية لتوفير قفة الملاح ولقمة العيش للمواطن للحد من التخوف الواضح من انعدام الأمن الغذائي وهو شعار معاكس تماماً لمبادرة السيد رئيس الجمهورية لتوفير الأمن الغذائي العربي ومن خلال المعايشة للأحوال الاقتصادية وارتفاع الأسعار والسلع بتنا في خوف حقيقي من عدم توفر الأمن الغذائي لمواطني الولاية ناهيك عن السودان كافة والبلاد العربية قاطبة ولتحقيق هذه الشعارات لا بد من تخطي حواجز الخوف وخوض التحدي الحقيقي بتوفير مستلزماتنا المعيشية على مستوى الداخل ولن يتم الأمر قطعاً بين ليلة وضحاها مما يتطلب تضافر الجهود الرسمية ووضع خطط قصيرة وطويلة المدى لاستدامة المشروعات التنموية والاهتمام بالزراعة لزيادة الانتاج والانتاجية وحل مشكلات الجبايات والرسوم والضرائب على السلع المحلية والمستوردة حتى نستطيع الخروج من نفق الأزمة الغذائية التي أمسكت (برقبة) المواطن وجميعنا نصبو إلى تحقيق شعار الأمن الغذائي لأنه بالطبع يحقق مستوى معيشياً طيباً لكل فرد وكافة الشرائح المجتمعية دون تمييز ويعد الأمن الغذائي أول السلم في تحقيق الاستقرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي لأي دولة في العالم تطمح أن تكون في الريادة ومقدمة الدول ولن يتأتى ذلك عبر (الحلم) فقط أو ابداء الخوف فدعونا نترك تلك الهواجس وراءنا والشعارات الفضفاضة دون أن تكون هتالك نتائج عملية وواضحة تطبق أرض الواقع للتخفيف من الأزمات الاقتصادية والمالية والعمل على تحقيق الشعار أرض الواقع من أجل المواطن والدولة وتوفير لقمة العيش الكريم التي نطمح جميعاً إليها دون استثناء.
رشا التوم
الانتباهة