لماذا يقلد الطفل الآخرين!؟
نشر معهد جيزيل العلمي عام 2010 دراسة ذكر فيها بأنّ «هناك طريقاً واضحاً تسلكه جميع أدمغة الأطفال لتتلقى المعارف وليس ثمّة فرق سوى في تأثير البيئة التي ينشأ فيها الطفل على عمليّات الإدراك». وعندما يبلغ الطفل عاماً واحداً من العمر يبدأ دماغه بتلقي المعارف والمعلومات ويبدأ بتقليد غيره.
سنة واحدة من العمر: الطفل المقلّد
الحدث: حب تقليد كلّ شيء من تصرّفات وأفعال الأهل والأقارب. ماذا يرى الأهل؟ يبدأ بعض الأطفال مثلاً بالتقاط الهاتف الخليوي لوالده والثرثرة بواسطته ثمّ الإنصات والكلام بطريقة توحي بأنّ هنالك فعلاً من يتكلّم معه.
لماذا يفعل ذلك؟ تقول لورا روبين، الطبيبة المختصّة في علم الأطفال العصبي في مركز بورتسموث في الولايات المتحدة الأميركيّة، موضحةً: «بالرغم من أنّ الأطفال الرضّع يقلّدون تعبيرات وجه أمّهم أو أبوهم منذ الولادة، غير أنّ العام الأول للطفل يشهد ازدياداً في التقليد المرتبط بهدف وقصد واضح للطفل».
ويقول العلماء بأنّ أجزاءً من الدماغ (الفص الجبهي والجانبي) والتي تساعد الطفل على تعزيز اللغة والمهارات الاجتماعية تشهد نمّواً مهمّاً في هذا العمر، بالإضافة إلى حب الاستكشاف الذي يأتي مع الزحف والمشي ويطور تلك الأجزاء من الدماغ أيضاً.
وقد يلمح الأهل هذا التحوّل مثلاً عندما يرون الطفل يصدر صوتاً عالياً باستخدام ملعقة خشبية داخل الوعاء، بدلاً من مجرد ضرب الوعاء على الأرض كما كان يفعل سابقاً (يقلّد بذلك أمّه وهي تعد الطعام). وببلوغه الخامسة عشر إلى ثمانية عشر شهراً سوف يستخدم الملعقة كأنّها ميكروفون.
كيف نساعده؟ أهم ما يمكن فعله هو توقيف عادة مشاهدة التلفاز من قبل الأطفال، لأنّ دراسات موثقة بينت أن مشاهدة هؤلاء الأطفال إلى ما يقرب من أربع ساعات يومياً من البث التلفزيوني، يعطّل اللعب ويحرمهم من الاستفادة الدماغيّة للعبة تقليد آبائهم وأمّهاتهم.
البيان