لماذا النساء قاهرات في المراسيل؟
كنت في جانب من البقالة الفسيحة التي توزعت فيها الاصناف بين جاف وسائل وتراصت البضاعة علي نسق اقر بانه كان مرتبا بشكل جيد ؛ كان احد الزبائن يبعثر بعض ما يريد شرائه كان رجلا حريصا فيما يبدو اذ يرفع علبة الجبن ويراجع التاريخ والسعر ثم يهز راسه متضجرا ؛ اكثر صاحبنا من البعثرة علي الرفوف بشكل اثار غيظ المدير الجالس امام تل من الدفاتر يراجع بعضها ويراجع معها مرور الزبون ؛ لحظات يدخل زبون اخر كان عريسا من معالم الحناء ووجه الصقيل وحيرته من النظرات التي كان يرسلها نحو رف تراصت عليه البهارات واصناف الزيوت ؛ وبعض مستلزمات الطبخ ؛ وقف ينظر للسلع امامه وهو يمسح راسه حينا ويناجي سطح هاتفه الذي ما انفك من البريق مع كل رسالة واتس تحدث قرعا علي الاسماع ؛ يا اخينا ! صاح العريس مناديا احد العمال ؛ ما عندكم زيت صباح ! العامل الذي كحال عمالنا في اللؤم والفظاظة رفع راسه من فوق جوالات سكر كان يعيد رصها ليقول جنبك قدامك ..ما تشوفها براك ؟ الرد الذي كان جافا تعامل معه السائل بكف اطراف قميصه والانحاء اكثر علي كتل قوارير الزيوت المتراصة بالوانها الذهبية الفاقعة ؛ صار يقرأ بصوت مسموع ؛ كان واضحا انه لم يجد النوع الذي يقصده ، تدخل المدير ليؤكد ان هذا الصنف (خلص) ثم اجري مكالمة فهمت منها انه يطلب امدادا ؛ وجدت نفسي حينها قريبا من الفتي العريس شئ من فضول دفعني للتطوع باقتراح بان ياخذ صنفا اخر ؛ حدجني بنظرة مميتة مفادها ..انت دخلك شنو ! ثم قال اريد الصنف الذي طلبته ؛ كان قد بلغت به الحيرة والجزع مبلغا ظهر في ملامح وجهه التي قتمت حتي قارب لونه الخلاسي سواد قاع الظلام ؛ لحظات ورايته يجري مكالمة لم اشك في انها مع (العروس) ؛ بداها مبتسما علي شح منه ثم رايته يجفل للحظة ! كان يتمتم ويكمل الجمل بامساك كتل من الهواء لا اراها ! الراجح انه قدم مقترحا باحضار بديل ؛ تم رفضه ؛ تكاملت الحيرة في وجه الفتي احسست به يرغب في النواح ؛ اضطر بعدها لشراء مستلزمات اخري كان اولها علبة سجائر حرص علي دسها في جيب بنطاله بحذر ؛ حينما كان يعبر الباب خارجا كان يجري مكالمة اخري يقسم فيها ان زيت (يارا) غير موجود ! يقسم بصدق عميق وجهير ؛ المدير او صاحب البقالة الذي كان يتابع الحدث من تحت نظارته العسلية اللون بدا سعيدا بما يري وهو يقول مخاطبا شخصا لا اراه .. ضبحو الكديسة للزول دا
بالمناسبة لماذا النساء قاهرات في المراسيل .. انا ايضا ان ارسلت منهن لا اتي بخير
الخرطوم
محمد حامد جمعة