وجبات على الماشي.. غذاء الكادحين في درب “المعايش” كدحاً.. ساندوتشات وكده
الوجبات الخفيفة والسريعة أصبحت خيار الكادحين خلف توفير ضروريات الحياة، تحت وطأة العناء المتواصل، هؤلاء المغلوب على أمرهم صاروا يكابدون طوال اليوم، حتى أصبحت سيماهم في وجوهم من كثرة اللهث (خلف توفير لقمة العيش) ثمة تساؤلات في نفوس الكثيرين، مثال توفير جميع السلع المستهلكة باختلاف أنواعها وأشكالها، وفي ذات الوقت ارتفاع الأسعار يُلاحقها باستمرار كيف تتوازن هذه المعادلة؟ ومن هو المسؤول الأول عن تلك الزيادات غير المُبررة؟ التُجار أم الجهات المعنية الأخرى؟ وكانت إيجابات البعض وكأنه يكتب على ورقة امتحان واضعاً علامة صاح على الدائرة التي تحوي بداخلها: “كل ما ذكر أعلاه صحيح”.
ساندوتش
يرجع اسم ساندوتش إلى رجل بريطاني يُدعى جون مونتاغو، اشتهر بين زملائه كشخصية سياسية بارزة، يُقال إنه كان ينشغل بعمله كثيراً، وليس لديه وقت لتناول وجباته خارج المكتب، وكان يطلب من الخدم تحضير شرائح اللحم ووضعها بين قطعتين من الخبز ليأخذها معه إلى العمل، حتى لا تتسخ طاولته ومكتبه، وفي رواية أخرى يقال إنه يحب اللهو كثيراً. أما أصل لقب ساندوتش جاء من مدينة ساندوتش في إنجلترا وأصبح متصلاً بجميع أفراد عائلته وتوارثوهُ عبر الأجيال، وزاد انتشار فكرة السندوتشات في عصر الثورة الصناعية في إنجلترا وإسبانيا، حيث وجهود الطبقة الكادحة التي تحتاج إلى اختصار فترات الأكل، لذلك يلجأون إلى أخذ الساندوتشات معهم أينما ذهبوا، اشتهر هذا النوع من الوجبات الخفيفة وتعددت أنواعه وتطوّر كثيراً بمرور السنوات.
كيس الخضار
إلى ذلك صارت السندوتشات من الوجبات الأساسية، التي يعتمد عليها الكثيرون في ظل الأوضاع المعيشية المتدنية، قبل أن يسترسل في حديثه عثمان الماحي (أعمال حرة) أورد سؤالاً ربما يراود نفوس الآف المواطنين غيره، قائلاً: سئمنا وعود المسؤولين عن انفراج الضايقة المعيشية، وكل شمس تشرق نتفاجأ بالغلاء غير المُبرر، إلى متى يستمر هذا الحال؟ وأردف عثمان: تصاعدت أزماتنا حد العجز عن توفير (كيس الخضار وروشتة الدواء) هكذا لخص معاناته ذي الأربعين عاما،ً حيثُ شاخت ملامحه التي تُوحي بأنه فوق السبعين، عُقد لسانهِ وترقرقت عيناه عندما بدأ الكشف عن أوضاعه المأساوية كما وفق وصفه. واستطرد: أتألم غاية الألم عندما أرى أبنائي يتضورون جوعاً، ويطلبون أشياء كغيرهم من أقرانهم وأقف عاجزاً عن تلبيتها، وهم لا يفهمون لغة الاعتذار حينها أفكر في استخدام أساليب الانحراف لولا أراجع أيماني بالله. يتابع: الشعور بالعوز أمر مُستفز لشخص درس وتعلم وخفيت قدماه خلف أعلانات الوظائف التي يُعنى من أُدرجت أسماؤهم قبل إعلانها، ونذهب نحن أدراج الرياح حيث لا تشفع لنا كفاءات ولا تخصصات، لذلك فقدت الأمل في كل شيء. وأضاف: “دخلت السوق وصرت أقوم بأي عمل أسترزق منه ولو القليل”، وكثيراً ما أرجع آخر اليوم ومعي سندوتشات طعمية أو فول لوجبة الغداء، وأخشى على أبنائي من الأمراض جراء تكرار تناول مثل هذه الأطعمة، وحرمانهم الأُخرى التي يحتاجون مكوناتها الغذائية، وبالتالي يؤثر ذلك على مستوى التحصيل الدراسي، اعتقاداً بمقولة “العقل السليم في الجسم السليم”.
طلب فول
من جهته، يقول أحمد الجيلي، مالك كافتريا مُطلة على أحد الشوارع ذات الحراك المستمر: الإقبال عادةً يرتبط بالمناطق التي تكثر فيها حركة الناس مثل الأسواق ومواقف المواصلات، وكذلك الشوارع الرئيسة، ويتزايد عدد زوار المحل منذ الحادية عشرة وحتى الخامسة مساء، وأغلبهم يركزون على سندوتشات الطعمية، البيض والفول باعتبارها وجبات خفيفة، وأسعارها في متناول الجميع، وفق قول البعض، مواصلاً: هنالك العديد ممن يترددون على المحل، يأخذون سندوتشات أو طلبات فول لأسرهم في وجبة الغداء. وفي رأيي الحالة الاقتصادية لها أثر كبير في القبول على هذا. وكشف عن ارتفاع أسعار السلع التي يستخدمونها في صناعة السندوتشات، وقال: مثال ربع الكبكبي قبل شهر كان سعره 60 جنيهاً والآن قفز إلى 100 جنيه وأخيراً استقر على 90 جنيهاً، أما الزيوت عبوة 16 لتراً تباع بمبلغ 250 – 260 جنيهاً. وأرجع عدم جودة معظم الخبز إلى نوع الدقيق المتوفر. أما عن أوزانه، قال: “كل مخبز شغال على كيفو”، مُشيراً إلى أهمية الجانب الصحي الذي يعتقِد أنه هم مُشترك بينهم والجهات المعنية، واستنكر منع المحلية للعرض الخارجي الذي يُساعد على انتعاش المحل وزيادة الدخل، وبالتالي لا نُعاني من تسديد الرسوم المفروضة ودفع الإيجـار، وفي ذلك نأمل استمرارية العمل.
خالدة ودالمدني
صحيفة اليوم التالي