قير تور

متغيرات على زواج الدينكا (8)

[ALIGN=CENTER]متغيرات على زواج الدينكا (8) [/ALIGN] [ALIGN=JUSTIFY]* وكما عرفت عزيزي القارئ في الحلقة الماضية فمن الممكن نشوء تنافس على فتاة بين شخصين أو أكثر، وفي الحلقة الماضية تطرقنا إلى الشخص الذي يأتي بأبقاره ولا يرفض مباشرة. وهناك حالات كثيرة مشابهة المهر لا يرفض عند الدينكا حتى لو كان من شخص مبغوض عند اسرة الفتاة أو الفتاة نفسها، فإذا كانت اسرة الفتاة لا تريد العريس فإنهم يقومون بتأخير مراسم الزواج باية طريقة حتى يظهر شخص آخر يتقدم بمهر يساوي أو يفوق المهر الذي تقدم به الأول وهنا يتم إرجاع الأبقار لصاحبنا الأول وهنا يتقدم أهل الفتاة بالإعتذار إلى العريس المرفوض بطريقة هادئة قائلين بأنهم فقط ارادوا ضم كل الأسرة في فتاتهم وقد حقق هذا الشخص هذا الشرط بمعنى آخر فقد تفوق عليك هذا في المهر المدفوع ومن النادر التطرق إلى الأسباب الحقيقية للرفض فقد تكون هناك عيوب لا تريد أسرة الفتاة كشفها في الحال ما لم يكن هناك بد من ذلك.. وحتى الكشف عن العيوب هذه لا يكون لأسرة العريس إنما يكشف فقط بين الأهل الذين يقتنعون فيما بينهم فيقررون سراً عدم تزويج بنتهم لذلك الشخص.
* وبما أننا تطرقنا إلى أسرة الفتاة فهنا يتوجب عليّ شرح هذه المسالة ذات التاثير على مهر الدينكا. فقد درج الناس على القول بأن مهر الدينكا كبير ومرتفع القيمة المادية جداً، وفي الحقيقة عندما كانت الدينكا تتزوج بالأبقار وتعيش في مناطقها لا تعتبر الأرقام التي نتحدث عنها الآن كبيرة قياساً بالواقع المعاش. فمن الأشياء الثابتة فقيمة المهر تزيد كل ما كانت أسرة الفتاة كبيرة يقابله في الجانب الآخر اسرة للعريس يقومون بالواجب نحو إبنهم.
* الفتاة الكبرى عند الدينكا ليست مسؤولية زواجها للاب إنما هي بنت الأسرة الكبيرة ولذا فمهر البنت الكبرى (البكر) أعلى من بقية البنات في الأسرة وهي كذلك أعلى مكانة ولها مطالب كثيرة.
* البنت الكبرى يتم تخصيص عدد من الأبقار لكجور الأسرة قد يصل عددها إلى خمسة، ولأرواح الأجداد نصيب، وأعمام البنت لهم نصيب. بجانب ذلك فهناك طقوس ثابتة لا تتغير خاصة عند دينكا نقوك أبيي وأعالي النيل ورووينق وفانروو، فالبنت الكبرى لابد لزوجها من تقديم ثور يذبح لوالد الفتاة (والد الفتاة هنا ليس الذي ولدها إنما جيل والدها فهذا الثور يتم ذبحه في حضور كل جيل والد الفتاة الذين يقومون بطقوس تمثل كرنفالاً وفرحاً يدل على أن بنتهم قد غسلت وجوههم وهم فخورون بها لأنها جعلتهم يأكلون من بيتها، وهناك تيس يذبح للأم في يوم الذبيحة تتم جميع طقوس الآباء، ووغالباً يتم عمل الإثنين معاً. فالآباء لا يأتون بدون الأمهات أو قد يتم عمل طقوس الأمهات أولاً لأنها إذا لم تعمل فالأم لا تزور إبنتها في بيتها وإلا توفيت على الفور!!).[/ALIGN]

لويل كودو – السوداني-العدد رقم 1191- 2009-3-8

تعليق واحد

  1. التحية لك اخ قير,

    شكر لك و مددك يواصل الابداع ….

    ومن النادر التطرق إلى الأسباب الحقيقية للرفض دبلوماسية حقيقية 😉
    و دمتم