أغنية عن اللاجئين تحظى بانتشار عالمي.. وأرباحها لأطفال المهاجرين
أطلقت المغنية الأسترالية الحائزة على عدة جوائز دولية، ميسي هيغينز، أغنية جديدة مصورة حظيت بانتشار عالمي مستوحاة من قصة الطفل السوري ألان الكردي، الذي هزت صورته العالم الصيف الماضي حين وُجد جثة هامدة على ضفاف تركيا بعد محاولة عبور فاشلة انقلب فيها زورق كان يحمله وعائلته.
الأغنية الجديدة بعنوان “أوه يا كندا”، وتروي قصة الطفل اللاجئ ذي الأعوام الـ3 حين فرّ هارباً من الموت مع أخيه ووالديهما، وفق تقرير نشرته صحيفة الغارديان البريطانية، الجمعة 19 فبراير/شباط 2016.
وقالت هيغنز إنها ستتبرع بـ100% من مكاسب الأغنية وصافي أرباحها لمركز موارد طالبي اللجوء، وتذكر الفنانة أنها صُدمت بصور الطفل السوري على شاشة التلفزيون بينما كانت هي نفسها في غرفة معيشة بيتها ترضع مولودها الجديد.
ونقلت النسخة الأسترالية من صحيفة “الغارديان” عن هيغنز قولها: “استغرقت وقتاً كي تهدأ المشاعر التي ثارت بداخلي – مثل الغضب – قبل أن أدرك أني أردت أن أكتب عن هذه القصة. لم أُرد أن ألقي محاضرة عن الأخلاق أو أوجّه إصبع الاتهام واللوم تجاه أحد، بل أردت أن أروي القصة كما حدثت، فالقصة وحدها مؤثرة”.
الأغنية من إنتاج شركة Stark Raving Productions، أما صور الأغنية فمن رسومات الأطفال حول مأساة الشرق الأوسط، مصحوبة بصور متحركة تروي قصة عائلة ألان، والصور من صنع وتحريك مخرج الأفلام المتحركة نيكولاس كالينكوس، والمخرجة ناتاشا بينكوس الحائزة على جوائز.
تقول المخرجة بينكوس: “سمعت الأغنية لأول مرة عندما أرسلتها لي ميسي بتسجيل تجريبي على آيفون. كنت أقود السيارة عندما استمعت إليه، اضطررت للتوقف ثم انفجرت باكية ودموعي تنهمر. كان لابد لمشاهد الأغنية من إحياء قصة ألان بكل إحساس وجرأة، لكن من دون الإفراط أو المبالغة”.
المخرجة قضت أسابيع في تخطيط شكل المقطع المصور، لكنها أدركت أن أفضل فكرة هي تبني رسومات أطفال اللاجئين أنفسهم التي رسموها في مراكز إعادة التأهيل حول العالم. فزودتها بها كل من مؤسستي Caritas وWorld Vision اللتين تعنيان بأطفال المهاجرين عبر برامج إعادة التأهيل التي تشجعهم على الرسم.
وأضافت بينكوس: “وفي غضون أسابيع كان صندوق بريدي قد امتلأ بمئات الرسومات التي تصور الرعب الذي عاشوه، ومازالت صورهم تطاردني وتسكن مخيلتي”.
وحرصت بينكوس على أن تحافظ على طبيعة الصور في بساطتها وبراءتها الطفولية المرسومة باليد كأنما نقلب صفحات دفتر رسومات الأطفال، أو كأنما ندخل وجدان الأطفال ومخيلة عالمهم، وما إن أطلعت بينكوس المغنية هيغينز على فكرتها حتى وافقتها على الفور.
وقالت لـ”الغارديان” إن رسومات كل أطفال العالم تتشابه في الأسلوب وطريقة رسم الخطوط والوجوه والبيوت، وكذلك الحال مع رسومات أطفال اللاجئين، “إلا أن في رسومات هؤلاء بنادق ومسدسات وطائرات مقاتلة ودم مسفوك على الشوارع. مناظر مؤلمة”.
وتابعت: “أبدع نيكولاس كالينكوس في دمج هذه الرسومات مع الصور المتحركة الطفولية. لكل الشخصيات وجوه بشكل بصمات أصابع، وأظن ذلك رائعاً. يشعرك المقطع المصور بأنه لقطات من كابوس أو حكاية خيالية، ولا أملك نفسي من البكاء كلما أشاهده”.
وتأمل هيغينز بأن تذكر الأغنية الناس بالمأساة وأن مآسي غيرها تحدث في عالمنا كل يوم. وقالت: “إن كانت الأغنية ستحدث أثراً أو نتيجة واحدة، فآمل أن تكون توقف الناس عن إدارة ظهورهم إلى الجهة الأخرى”.
huffpostarabi