حوارات ولقاءات

رئيس حزب المؤتمر السوداني عمر الدقير : كيف تقود المعارضة تغيير النظام “المعارضة تعاني الانقسام”


تعاني قوي الاجماع من أنقسامات كبيرة في داخلها كيف تقود تغييراً للنظام في ظل هذه الانقسامات؟
التحالف يضم قوي مهمة ونحن حريصين علي أن نكون جزء منه،لكننا ليس راضيين عن أداء التحالف سياسياَ،ونفتكر أنه قد تحول الي جسم معطوب وليس له حراك وسط الجماهير،وذلك ناتج لخلاف في بعض القضايا،وقد طرحنا في الحزب قيام مواجهة شفافة وأمينة وصادقة لمختلف الاطراف المكونه لقوي الاجماع ،لكي يتم تجاوز هذه الخلافات في الرؤي الاساسية والتي تتعلق من الموقف من نداء السودان وغيرها،فأما أن يلتئم الصف علي رؤية واحدة وأما أن يتم فراق بأحسان، ومن أجل ذلك بدأنا أتصالات بالاحزاب المكونه لقوي الاجماع وما زلنا في أتصال بباقي القوي لطرح وجهة نظرنا هذه بدون أستثناء حتي نتجاوز حالة العطب والقعود التي يمر بها التحالف، لأنه بهذه الطريقة لن يكون مؤهل للقيام بأي عمل مقاوم يؤدي الي تغيير في الوضع،وذلك لأنه عاجز عن واجبات التغيير.
ما هو مأخذكم علي نداء السودان؟
ليست لدنيا مأخذ جوهرية علي نداء السودان كتحالف مصمم لأنجاز التغيير المنشود ومهام الانتقال بعد ذلك، لكننا نعتقد أنه لم يستطع حتي الأن ان يحقق الفعالية المطلوبة وذلك بسبب الخلافات في قوي الاجماع حوله،وكذلك الخلاف التنظيمي بين اطراف الجبهة الثورية،ولذلك نناشد رفاقنا في الاجماع والثورية بحسم الخلافات بصدق وتجرد وشجاعه وبروح الهدف الواحد،كما نعتقد ان النداء محتاج للتطوير بأكمال الوثائق الناقصة وتفعيل مجلس التنسيق الرئاسي والتوافق علي معايير محددة لاستيعاب أخرين من قوي التغيير في المجتمع السياسي والمدني ليتحول لأكبر منصه لوحدة قوي المعارضة.
هناك أتهام لقوي الاجماع بأنها تكتفي بالشجب والادانة وليس لها وجود تأثير فعلي علي الواقع؟
صحيح أتفق معك تماماً وهذا هو مأخذنا عليها،فقد أكتفت قوي الاجماع بالأدانة في كل بياناتها،وادمنت توقيع المواثيق والعهود وبيانات الشجب والاستنكار،لكن الفعل الجماهيري ممنوع من الصرف وهذه هي الوضعية المختلة التي تغييرها مع الاخرين وتجاوزها وأن تحول قوي الاجماع لجسم فاعل يمشي بين الناس ويخاطبهم ويخاطب كل القضايا المطروحة في الساحة.
هل تعتقد أن خيار الثورة الشعبية بات بيعيداً عن سما السياسية السودانية في الوقت الحالي ؟
من يقول بذلك يجهل سنن التاريخ،وتمرد الناس والعصيان علي الواقع الغاشم لا ينتهي أبداً،وأشواق الشعوب للحياة الكريمة والحرية لا تموت أبداً،فالقول بنفي حدوث هبه شعبية تواقع الغاشم ده قول مردود،لان سنن التاريخ تؤكد غير ذلك،وتقول أن الولادة الجديدة هي وعد قائم لشعب حي،وما زال الشعب السوداني يضج بالحيوية وسوف يتجاوز كل الذين يريدون القعود به ويملك زمام أمره ويندفع لتغيير الواقع وليس لدينا في ذلك شك.
بعض المراقبين يرون أن المعارضة تعاني من التشرذم والضعف ويستبعدون نجاحها في تحريك الشارع لإحداث انتفاضة شعبية؟
لا استطيع أن أرفض تماماً الرأي الذي يقول بضعف المعارضة، وواجبنا كحزب معارض أن نسعى مع الآخرين لتجاوز حالة الضعف والتشرذم والإرتفاع لمستوى تحديات التغيير،أما القول باستبعاد حدوث الانتفاضة الشعبية فيعني جهلاً بمنطق التاريخ ومكره واستخفافاً بجدلية الحراك الانساني .. فما مِن شعبٍ ظل مقيداً ومقهوراً للأبد، ومن يحسبون صمت الشعب رضاءً أو تأييداً عليهم أن يدركوا أن الشعب في صمته يختزن أوجاع المخاض لولادة فجر الخلاص، وليس بوسع السودانيين أن يحبسوا إرادة التغيير في صدورهم للأبد، وهم الذين جرَّبوا هذه الإرادة مرتين في ربيع تاريخهم الحديث.
مقاطعة ـ لكن المعارضة غير موجودة في الشارع؟
نعم المعارضة أدائها ضعيف ودون المستوي المطلوب،ولذا دورنا مثل دور كل القوي المعارضة أن ترتفع بنفسها الي مستوي التحديات خاصه وأنها قد أعطت نفسها حق أمتياز تمثيل الضمير الوطني،وليس من الممكن أن تعطي نفسك هذا الامتياز ويكون رصيدك كله بيانات ومؤتمرات صحفية وليس هناك فعل حقيقي علي الارض،فالمطلوب من القوي المعارضة ونحن جزء منها أن تقوم بأدوار أقتحامية تفتح كوة في جدار الاستبداد والقوانين القمعية وتبث الوعي الايجابي في شرايين المجتمع لأستنهاض الممكنات النضالية الهاجعة وترجيح كفة التغيير.
الي متي ننتظر أن تغير المعارضة الواقع؟
لا أستطيع التحدث بأسم المعارضة ولكن كحزب نحن لسنا صامتيين وموجودين وسط الجماهير بشكل يومي عبر الاليات المتاحه ونحاول أختراق القبضة الامنية حتي نسمع صوتنا للناس ونحرضهم علي الثورة والعصيان.
أختار حزب الامه القوي الانتفاضة الشعبية انتم مع هذا الخيار؟
نحن لم نترك ذلك الخيار أبداً وهو المقاومة ضد هذا النظام ولن نتنازل عنه بالاساليب المجربة والمستحدثة لاسقاط وازالته ،ونحن لما نتكلم عن الحل السياسي شامل ومتفاوض عليه متي ما لاحت فرصه حقيقية له ليس لدينا مشكلة فيه وهو خيار مناسب،لكن شعارنا حزب مقاوم وننشد تغيير الواقع،لذا نخت يدنا في يد حزب الامة عبر حملة هنا الشعب.
الكثير من حملات المعارضة فشلت منها ارحل وغيرها؟
حملة ارحل لم تفشل وساهمت في مقاطعة شبه شاملة للانتخابات،وهذا لا ينفي أن أداء القوي المعارضة غير فعال،ولكننا لا نعرف اليأس والاحباط وسنظل نحاول استنهاض الهمم ونرتفع الي مستوي التحديات بأن نكون في مقدمة الصفوف وهذا لا يأتي الا بوحدة قوي المعارضة ونسعي لذلك ليلاَ ونهاراَ.
كيف تنظر للمفاوضات بين الحكومة وقطاع الشمال؟
المفاوضات المقبلة هي لقاء تشاوري وليس مؤتمر تحضيري ومفردة اللقاء التشاوري دليل علي أنسداد الافق أمام كل الاطراف ،كما أنها تعني وجود حالة ارتباك داخل الالية نفسها لانها في أخر قرار لها دعت لمؤتمر تحضيري،ولم يتعامل مكتب أمبيكي بألتزام مع القرار (539) وأرسل رسائل متضاربة وهي قيام مؤتمرتستثني منه بعض الاطراف مثل قوي الاجماع،ولذلك تمنع حلفاؤنا في نداء السودان،والحكومة تمنعت لانها غير جادة في الحوار،ولم يمضي أمبيكي في أجراءات المؤتمر التحضيري حتي دعا لأجتماع تشاوري فصله علي أحزاب محددة وهي حزب الامة وحركات دارفور والحركة الشعبية قطاع الشمال والحكومة وهذا يعبر عن أرباك ولن بفضي الي شىء،لكن أذا قام ليس لدينا مانع فيه وسوف ننتظر مخرجاته، وعلي أمبيكي وضع الامور في نصابها وفي كل الاحوال نحن ها هنا قاعدون في الارض ووسط الجماهير وهذا ميداننا الحقيقي.
كيف تنظر الى التعديل الذي أجازه المجلس الوطني مؤخرا ورفع بموجبه العقوبة الخاصة بالشغب من ستة أشهر إلى خمسة سنوات؟
هذا التعديل يمثل استمرارا لنهج تكميم الأفواه وتحريم حرية التظاهر السلمي، وهو تعديل معيب شكلا وقانونا ويعبر عن احساس النظام بنهوض الحراك الجماهيري المقاوم ويمثل خطوة استباقية تهدف لقمع اي حراك احتجاجي او مطلبي.
لماذا أثرتم عدم الدخول في الحوار الوطني؟
نحن بنعمل بقاعدة (من جرب المجرب حاكت به الندامه)،فمثل هذا الحوار سبقته حوارات كثيرة منذ ميلاد الانقاذ لكنها تفتقد للشروط والعناصر المفضية لحوار جدي ومنتج ومثمر لذلك لم تأتي بنتيجة،فالشاهد في الامر أن الانقاذ قد عملت حوارات في كل المجالات ولكنها دائماً تنتهي بالفشل لعدم التزام بتنفيذ مخرجاتها،لذلك هذا الحوار لن يضيف أي جديد وأي شىء يتمخض عنه سوف يكون مصيره مثل سابقيه ،فالحوار الحالي الهدف منه أعادة أنتاج النظام في نسخه جديدة لا يتغير فيها شيء سوي أرداف بعض المعارضين في كراسي السلطة،لذلك نحن رفضناه وطالبنا بحوار حقيقي تهيأ له شروط وليس لدينا شروط غير الالتزام بالدستور،أي أن تلتزم الحكومة بوثيقة الحقوق التي وضعتها هي نفسها في الدستور،ثم بعد ذلك يمكن أن ندخل في حوار،فالحوار الحالي يشبه حوار من يرفع السيف في وجه الخصم ثم يدعوه الي حوار هادئي معسول الكلام ،والسيف أذا رفع أبطل الخيار ولم يترك مجالاً لحوار.
المتحاورين في قاعة الصداقة أجزموا أن القضايا التي ناقوشها لن تستطيع المعارضة أضافة أي شيء لها؟
المحك دائماٍ في التطبيق،لذلك السؤال هل سيتم تنفيذ ما تم ناقشه،وبالتالي ليست المشكله أن تتوصل الي توصيات حقيقية ويتم التي التقاضي عنها،كما أن هذا الحوار غابت عنه القوي المعارضة والرئيسية وبذلك يعتبر حوار من طرف واحد وأقرب لحوار الذات أي بمعني (منلوك وليس ديالوك)،فالأحزاب المشاركه في الحوار الان ليست هناك تناقض بينها وبالتالي ليست بحاجه الي حوار أصلاً،فالحوار ليس أن تحاور شركائك في الحكم وأنما تحاور معارضيك وتستمع لرؤاهم النقدية ومأخذهم علي الواقع الموجود وبعد ذلك يمكن أن يتفق الناس، لذا فالحوار بهذه الصورة قاصر وأعرج.
رغم الضمانات التي أعطتها الحكومة للمعارضة الأ أنها لم تشارك ماذا تريدون؟
الحكومة لما أطلقت حوارها قبل عامين ولو كانت جادة لما أتبعته بأنتخابات عامه،فكل القوي المعارضة وناس في الحكومة طالبوا بتأجيل الانتخابات وقد قابلها الشعب بمقاطعة شبه كاملة وحولها الي محاكمة شعبية للنظام،لذلك هي غير جادة بدليل أن القرارات التي أصدرتها الالية رفيعة المستوي وأخرها القرار(539) والذي دعا كل الاطراف التي تشكل الواقع السياسي في السودان لمؤتمر تحضيري حتي تبحث المسائل الاجرائية وتهيئة المناخ،لكن الحكومة رفضت متعللة بأجراء الانتخابات،لأنها تريد حوار بطريقتها هي لا يفضي الي تغيير حقيقي وأنما يفضي الي أعادة النظام بنسخة أخري.
أذا نفذت الحكومة مخرجات الحوار هل خيار الثورة سيظل مستمر لحزبكم؟
سوف نستمر في مقاومت هذا النظام حتي تتحقق أشواق شعبنا في الاستقرار والسلام والحرية،اذا هذا الحوار فكك دولة الحزب الواحد واوقف الحرب ،حينها سنوقف المقاومة،لكن هذا أمر بعيد المنال.
ما رأيك في طرح الحكومة الانتقالية التي طرحها المؤتمر الشعبي وأتفقت حولها لجان الحوار؟
طرح الحكومة الانتقالية سابق لأوانه،وذلك لأن أقتراحها يكون بعد توافق شامل وكامل علي حل سياسي مرضي للجميع ومتفاوض عليه ومن الطبيعي تنفيذ هذا التوافق عبر حكومة أنتقالية تكون عبارة عن عقل جماعي يمثل أرادة اهل السودان كافة،لذلك السؤال تعمل حكومة أنتقالية لي شنو وأنت لم تؤسس لمخرجات حوار حقيقي وهذا شيء مفقود حتي هذه اللحظة.
رأيك في الوضع الاقتصادي وزيادة الأسعار رغم خلو الموازنة منها؟
الوضع الإقتصادي بلغ درجة غير من مسبوقة من التدهور جعلت السَّواد الأعظم من السودانيين يكابدون شظف العيش والغلاء والضوائق الحياتية، تثقل كواهلهم الجبايات والإتاوات ويواجهون صعوبة بالغة في الحصول على الخدمات الأساسية التي تخلت الدولة عن مسؤولياتها تجاهها،ولكن من الخطل النظر إلى الأزمة الإقتصادية المستفحلة التي تعيشها البلاد من المنظور الإقتصادي الصرف معزولاً عن مجمل سياسات نظام الإنقاذ المُفتقرة للرؤية الشاملة حيث تُدار الدولة بشعارات هتافية ينعدم فيها الحد الأدنى من الإستراتيجية والتخطيط العلمي، وأحد الشواهد على صحة هذا الكلام هو زيادة أسعار غاز الطبخ بعد أقل من شهر على إجازة الميزانية وتعهد وزير المالية بعدم احتوائها على أية زيادة في الأسعار، بل وتأكيده بأن الميزانية تحمل «بشريات» !! .. هذا الواقع المؤسف يجعل مسؤولية التغيير فرض عين على كل فرد.
أين أنتم من كل ذلك؟
نحن كحزب نعارض ذلك وندعوا المواطنيين لمقاومته وأعلاء الصوت رفضاً لهذه السياسات الخرقاء،وسوف نبذل كل ما في وسعنا لكي نكون وسط الناس عبر المخاطبات الجماهيرية عبر كل سبل المقاومة المتاحه وندعوا كل القوي المعارضة أن ترتفع الي مستوي واجب المرحلة وتصعيد وتيرة المقاومة لتغيير هذا الواقع.

صحيفة الوان