علينا ألا نتورط في سوريا..!
قبل عامين كان ممثل السودان في نيويورك يكاد يقبل رأس السفير المصري هنالك.. الحكاية بدأت باجتماع لسفراء الدول العربية بشأن الموقف في سوريا.. المملكة العربية السعودية اقترحت تقديم مسودة قرار لمجلس الأمن الدولي باسم المجموعة العربية في مواجهة مقترح روسي.. هنا أسقط في يد سفيرنا الذي لم يرد الدخول في مواجهة مع الدب الروسي الذي تحتاجه بلادنا مع كل قرار أممي.. لكن عدم التوقيع مع العرب يجعلنا في مواجهة مع دول الخليج المتحمسة.. التشابه في المواقف بين الخرطوم والقاهرة جعل دبلوماسية الهواتف تنشط في ليل نيويورك الطويل والبارد.. في الصباح كان ممثل مصر في الأمم المتحدة يحمل الخبر السعيد «خلاص أقنعتهم يمرروا المقترح باسم مجلس التعاون الخليجي».
منذ أسابيع وتجد الخرطوم نفسها في حرج دبلوماسي.. بلادنا قبل أن تتدبر وجهة محور محاربة الإرهاب الجديد سارعت بالتوقيع على الميثاق.. قبل أيام أعلنت السعودية نيتها لخوض حرب برية في سوريا لمحاربة داعش.. المهمة بالطبع تمتد لشن حرب على النظام الدموي الأسدي هنالك.. المملكة العربية تحظى بدعم كافة دول المحور الجديد المكون من بضع وثلاثين دولة.
مشكلة الخرطوم معقدة، حيث ستجد نفسها في مواجهة مباشرة مع روسيا.. هذا الواقع جعل دبلوماسيتنا تتخبط كمن مسّه شيطان.. الخارجية صرحت قبل أيام أنها ضد الحل العسكري في سوريا.. أمس الاول خفف وزير الخارجية المتوجه إلى روسيا الخميس المقبل لهجته قليلاً “لا نقول إننا امتنعنا أو أبدينا تحفظاً للمشاركة في عمل عسكري”.. ختم غندور تصريحه بعبارة أكثر وضوحاً، حينما دعى للحوار السياسي كمخرج للازمة السورية..،لكن غندورعاد واكد امس امكانية الدخول في حرب برية في سوريا..الموقف الاكثر جدة جاء عقب زيارة وزير الخارجية السعودي للسودان.. أي موقف غير مندفع مع المحور الخليجي ربما يعتبره البعض ردة سياسية.
في تقديري.. أن على الدبلوماسية السودانية ألا تتورط في الدخول في حرب خارجية جديدة.. الوضع في سوريا معقد.. أي مغامرة سودانية ستغضب قوى عسكرية تستطيع أن تسبب لنا الاذي الجسيم .. مازالت المليشيات البعثية قوية ومتماسكة رغم طول امد الحرب الأهلية.. الأحزاب البعثية لديها امتدادات في بلدنا ذات ولاء مزدوج لهذا وجب الحذر.. التدخل سيغضب الجماعات الإرهابية المتشددة هنالك والتي من سوء حظ بلدنا أنه بات يمدها بالرجال والنساء ومن وراء ظهر حكومتنا.. أي استفزاز لهذه الجماعات سينقل الحرب إلى مدننا وأريافنا.. أما الخسارة الكبرى فستكون في الحليف الروسي الذي بإمكانه أن يؤذينا براً وبحراً وجواً وسلماً وحرباً.. الأهم من ذلك ليس هنالك دوافع تجعلنا نخوض مثل هذه الحرب فشموليتنا لا تختلف عن شمولية الأسد كثيراً.
الأهم من ذلك أن موقفنا من حرب اليمن يجب أن يخضع لجرد حساب.. رجالنا الأشاوس يخوضون حرباً شاقة في جبال اليمن.. لكن العائد السياسي والاقتصادي أقل من تضحيات أبطال الجيش.. مازالت بلادنا في أعلى قوائم الشر ولم تفلح الدبلوماسية الخليجية ذات العلاقة الوثيقة مع الغرب في فك الشفرة.. اقتصادنا في عزلة عالمية رغم الوزن الثقيل للمال الخليجي في المؤسسات الدولية.. بل إن مصر الشقيقة التي اعتذرت من دخول حرب اليمن تحظى بدعم خليجي وصل حتى نهاية العام المنصرم مبلغ ستة و عشرين مليار دولار.
بصراحة.. علينا أن نتجنب الدخول في الفخ السوري.. دول غربية وعربية أكثر منا مالاً وولداً تتجنب المواجهة البرية وتبحث عن آخرين ليقوموا بالمهمة الصعبة والشاقة.
ويبقي السؤال المهم هل الارزاق بيد روسيا ام بيد الله الواحد الاحد
هل مايحدث في سوريا واليمن والعراق وليبيا يرضي المسلمين
اليس هذا يستحق الجهاد والأستشهاد من اجل ايقاف هدر دماء المسلمين
ام اصبح كل شيء ننتظر فيه موافقة امريكا وروسيا
الم يسير المعتصم جيشاً حينما قالت إمرأة وامعتصما
وأما اليوم امم تقتل وتباد والدول الاسلامية تتفرج ولا تحرك ساكناً وهي في إنتظار امريكا وروسيا التي تتنازع في الشرق الاوسط من اجل مصالحها الخاصة ولقد اشتكت الجدران هنالك من الدمار والارض من الدماء
كاتب غتيت – تحريض بين السطور – خيانة بين الجمل – احذروه