القيادي بحزب الأمة القومي مبارك الفاضل المهدي: بتعامل مع أجهزة المخابرات عادي..ولكن هناك عوامل صغيرة في شخصيتك قد تؤدي لآثار تترتب عليها خسائر سياسية كيف تتعامل مع اتهامك بالغرور والتعالي من قبل البعض ؟
نحنا تربيتنا مختلفة ومتميزة في أسرة المهدي الوالد كان رجلا متواضعا واذكر عندما كنت مدرسة سان فرانسيس التي درست فيها الأولية اني سئلت عن مهنة والدي وعندما سألت أبي قال لي: “شغال مزارع” فقلت له يا أبي انا لا يمكنني ان اذهب واقول لهم مزارع قال لي: “والله العظيم مزارع”، انا توقعته ان يقول لي: “رجل اعمال او كذا..” وهذه تربية ولذلك انا من دون السياسيين الموجودين ليس معي شخص أصلا يتبعني وليس لي حرس ولا بهرج وبالعكس هذه الأشياء تشعرني بالضيق وطبيعية حياتنا جعلتنا نتمثل بالوالد ولذلك انا أبعد الناس عن قصة الغرور و التعالي.
عمر تجربتك السياسية أربعون عاما، اعطني اهم ثلاثة منجزات سياسية حققتها خلال هذه الفترة ؟
أولا، عندما جئت العمل السياسي كان ذلك في سن 18 سنة وبدأت بمهام خطيرة وكنت صلة الوصل بين الشريف حسين ود عمر والإمامي الهادي في الجزيرة أبا قبل ضربة الجزيرة ابا ولذلك تمرست على العمل السري واستطيع ان اقول ان من اكبر المهام التي انجزبتها حركة 2 يوليو 1976.
رغم الخسائر والهزيمة ؟
نعم لأن العملية نجحت ومسؤوليتي انتهت لانها كانت مسؤولية الاشراف على المقاتلين واشرفت على القائد والمسائل المالية، واجمع بينهم (القائد والمقاتلين والسلاح) لمدة ستة اشهر.
رغم الخسائر التي ترتَّبت على هذه الحركة انت تعتقد انها انجاز لك ؟
العملية طبعا ناجحة، ولم تحقق اهدافنها الكلية ولكنها حققت اهدافا سياسية ولكن العملية من حيث انها “اتت بأناس تسللوا للخرطوم من قبل ستة اشهر واحضرت سلاحا ودفنته حول الخرطوم واخرجت السلاح وجمعت الناس بالسلاح وقاموا بهجومهم ونفذوه هذا في حد ذاته نجاح كبير جداً.
هناك من يقول ان عملية الاعداد العسكري حدثت بها مسشكلات ارتبطت بك، الناس تحدثوا عن آليات كانت بها مشكلات وان التسليح لم يكن على قدر المهمة، وان هناك تجاوزات تمت في تلك الصفقات؟
الحديث الذي يردده البعض ان “اللواري” لم تكن جيدة وبالتالي لم تؤد مهمتها غير صحيح لانه ان كانت اللواري غير جيدة فلن يصل الناس الي نقاطهم وانا كنت المنسق العام للعملية، وكان يفترض ان استلم المقاتلين والسلاح واستلم المال واربط هؤلاء جميعها مع بعضهم الي ان يأخذوا سلاحهم ويذهبوا الي مواقعهم وهي عملية تمت بنجاح ولمدة ستة اشهر كنت اديرها على بعد مائة متر من جهاز الامن.
المنجز السياسي الثاني؟
اعتقد انني استطعت ان أُنحج مشروع وحدة المعارضة وبرامجها في التجمع الوطني الديموقراطي واستطعت الربط ما بين المعارضة الشمالية والجنوبية ولأول منه في تاريخ السودانوهذا مهم جدا واستطعت ان أنشئ علاقة نموذجة مع الاخوان في الجنوب وهي علاقة انسانية قبل ان تكون سياسية.
المنجز السياسي الثالث ؟
الثالث هو انني راض عن ادائي بانني دفعت بعملية الاصلاح والتجديد في حزب الامة في وقت مناسب جدا، ورغم الانقسامات الموجودة لكنها الان اصبحت قضية اساسية مثارة في الساحة.
ألاحظ انني سألتك عن اجازات وانت تحدثت عن ادوار ولكن ملاحظتي ايضا ان كل هذه الأشياء الذكرتها بلا نتائج ؟
يوليو 1976 حركة مهمة جدا وغيرت مسار التاريخ.
إعتراف صادق، هل في لحظة من اللحظات شعرت بالهزيمة السياسية ؟
ابداً، والانسان يمر بتجارب كثييرة بالحرب (كر وفر) وانت في يوم تجد نفسك فوق ومرة تجد نفسك تحت.
قلت ان السياسي في يوم يكون (فوق) ويوم آخر يكون (تحت)، دعنا نعمل احداثيات لموقفك! أين انت الان؟
أنا على البر في السطح في مرة ذهبت لمناسبة اجتماعية وقابلني احد مبار المسؤولين وانتهز فرصة عدم وجود ناس بقربي وسألني: “الايام دي بتعمل في شنو؟” قلت له: “والله الايام دي نان قاعد اتفرج عليكم”، قال لي: “والله ابدا تكون قاعد تعمل ليك في حاجة خطيرة جداً”. (ضاحكا): أنا الايام دي على البر والسطح.
متفرج؟
لست متفرجاً ولكني متابع للأمور ونحاول الدفع في اتجاهات ايجابية.
لماذا يرتاب الناس من صمتك ؟
لأن الشخص الحركي دائما لديه قرار وموقف يعتبرون انه لا يمكن ان يكون ساكنا ولا بد ان يكون هناك شيء تحت الماء.
الناس يعتقدون ان اهتماماك وصلتك بالمعلومات جعلاك من السياسيين الذي لهم علاقات وارتباطات باجهزة المخابرات الاقليمية والدولية، تتبادل معهم المعلومات وليس بالوصف التقليدي انك عميل لهم، ولكن متعامل ومتفاعل معهم؟
شوف انا عاوز اقول ليك حاجة: اذا كنت في المعارضة في العالم الثالث لا يلتقيك السياسيون من يلتقيك هم ناس الاستخبارات، ويمكن في بعض الاحيان ان تلتقي برأس الدولة ولكن بعد ذلك علاقتك كلها مع الاستخبارات وفي العالم الاول تكون علاقتك مع الدبلوماسيين في امريكا واوروبا ولديك أي موضوع تناقشه في وزارة الخارجية.
وتتعامل معها عادي؟
لازم، ما نات عندك قضية مثلا وتكتب لرأس الدولة تتم المقابلة يتم تحويلك للاستخبارات وهذه الدول طبيعة تركيبها ان القضايا المتعلقة بالمعارضات يتم التعامل معها في اطار الاستخبارات.
هل كان هناك أناس داخل الحكومة لديهم مواقف تجاهك، ولم يكونوا راضين عن وجودك في السلطة؟
طبعاً ونحن عملنا اتفاقنا مع الرئيس البشير وناس علي عثمان لم يكونوا راضين و” حفروا لينا”.
وإنت “ِغال تحفر ليهم” أيضاً، تريد ان تقيم علاقة مع رئيس الجمهورية بمعزل منهم؟
انا زول واضح، عندما بدأنا التفاوض أي ورقة كتبتها ثلاثية “جيش، جبهة اسلامية، حركة اسلامية وحزب الامة”، ارسل الاستاذ علي عثمان لي وقال: “لماذا تكتب الجيش وتفصلنا عنه؟”، فقلت له: “والله انا ما شايفك لابس دبورة وعندما اراك ربس دبورة بدخلك معاهم، ولكن انا اعتقد ان الجيش يُفترض ان يكون مؤسسة قومية”.
أنت تحب التعامل مع العساكر ؟
ليست قصة حب، هي قصة تعامل مع الواقع.
ضياء الدين بلال
صحيفة السوداني
مغرور علي شنو كمان دا علي الخيانة واللا الارتزاق يحردن بنات جعل