منوعات

إن قضيت سنة في الفضاء، ماذا سيحصل لجسمك؟ تغيرات غريبة أقلها أنك ستصبح أطول من ذي قبل

تتضمن التأثيرات زيادة طول الجسد، كما يؤدي الانخفاض الكبير في الجاذبية إلى إضعاف قوة العظام والعضلات بدرجة ملحوظة. ومع هذا فإن العلماء سوف يضعونه تحت الملاحظة لاكتشاف التأثيرات بعيدة المدى

يبدو أن العلماء أصبحوا على موعد مع اكتشاف ما الذي يمكن أن يسببه قضاء الشخص عاماً في الفضاء، وذلك بعد عودة اثنين من رواد الفضاء من بعثة فضائية استغرقت 340 يوماً بمحطة الفضاء الدولية.

وسيكون رائد الفضاء “سكوت كيلي” محل اهتمام علماء وكالة ناسا، حيث سيجري العلماء مقارنات بين “كيلي” وتوأمه المتماثل “مارك”، الذي بقي على كوكب الأرض، من أجل اكتشاف نوعية التغييرات التي طرأت على كيلي بعد مكوثه عاماً في الفضاء.

وأحد تلك التغيرات التي طرأت على سكوت كيلي تكمن في زيادة طول جسمه إنشين اثنين عن طول أخيه، فقد أدت ظاهرة انعدام الوزن في الفضاء إلى استطالة العمود الفقري للكابتن كيلي، مما يعني أن تلك الزيادة في الطول سوف تختفي تدريجياً.

ومن المتوقع أن تذهب كل المعلومات الأخرى التي ستتوصل إليها دراسات العلماء فيما يتعلق بتلك التأثيرات إلى البعثة النهائية التي سوف تذهب إلى المريخ، حيث سيتوجب على رواد الفضاء قضاء فترة أكبر في ظل ظروف الجاذبية الصغرى والمحطات الفضائية.

بيد أن العلماء على دراية تامة بالأخطار العديدة والصعوبات التي يسببها قضاء فترة طويلة بمحطة الفضاء الدولية. ففي الغالب يقضي رواد الفضاء أربعة أو خمسة أشهر بالمحطة، وتطرأ خلال تلك الفترة تغيرات كبيرة على أجسادهم.

وتكمن أبرز تلك التأثيرات في انعدام الجاذبية- فضلاً عن المقاومة الكبيرة لتلك الظاهرة- الذي قد يعيق الجسد من المحافظة على قوته. وهذا يعني أن العظام والعضلات على وجه التحديد يمكن أن تضعف، وهو التأثير الذي يمثل خطورة على الأشخاص عندما يعودون إلى كوكب الأرض.

فعلى سبيل المثال، تصبح العظام أكثر هشاشة خلال الفترة التي يقضيها الشخص في الفضاء. وحيث أن العظام لا تحتمل نفس درجة الوزن المعتاد على كوكب الأرض، فإنها تتدهور وتضعف تدريجياً، ويكمن الخطر في أن الجسد يفقد مادة الكالسيوم من أجل التلاؤم مع هذه الظاهرة، مما قد يؤدي إلى ظهور حصى في الكلى أو كسور في العظام.

وقد تظهر بعض التأثيرات المشابهة على العضلات، بسبب عدم ممارسة وظائفها بدرجة كبيرة مما يضعفها. وفي ظل هذا التأثير تعاني العضلات من الإصابة عندما يصبح الجسد بحاجة إلى استخدامها.

فضلاً عن ذلك، لدى الجاذبية تأثيرات مباشرة أخرى. فمثلاً، غالباً ما يتدفق الدم بالجزء الأعلى من الجسد بصورة أكبر، مما يزيد من حجم الرأس، بينما لا يحتاج القلب إلى القيام بمزيد من وظائفه المتعلقة بضخ الدم إلى الجزء السفلي للجسد مما قد يؤدي إلى انكماش حجم عضلة القلب.

أضف إلى ذلك أن المخاطر ليست مرتبطة بالجاذبية وحسب، فخروج الجسد خارج نطاق الغلاف الجوي لكوكب الأرض يجعله أكثر عرضة للإشعاع، إلا أن تأثير ذلك على البشر لا يزال غير معلوم تماماً.

وقد تزداد التأثيرات الخطيرة المصاحبة للسفر في الفضاء في رحلة المريخ، حيث يزداد انعدام الجاذبية في الكوكب الأحمر، فضلاً عن أن فرص مساعدة الأفراد ستكون أقل بكثير عندما يصلون إليه.

huffpostarabi