سقوط مئذنة .. سقوط ضمائر
إنهارت في الاسبوع الماضي المئذنة الثالثة لمسجد شيخ مختار بشمبات الأراضي مربع (4)، عندما شرع العمال الشهداء منهم والأحياء في تشييدها على الناحية الجنوبية للمسجد، علماً بأن بالمسجد مئذنتان أخريان، فأمر كهذا كان يجب على الجهات المسؤولة والتي أرادت تشييد مئذنة ثالثة أن تخضعها لدراسات هندسية مكثفة، وأن تتحرى فيها الرقابة خاصة أن المسجد يقع في منطقة مأهولة بالسكان، ولكن ماذا نقول حيال اللامبالاة وعدم تقدير المسؤولية والتي في تقديري أصبحت صفة ملازمة للمجتمع، فالإنشاءات والمباني تقوم على التقديرات الشخصية للأفراد، دون الرجوع الى الجهات المختصة والتي نرمي عليها اللائمة مباشرة وعلى من أرادوا توسعة المسجد ايضاً، وعلى المهندسين المشرفين على الأعمال إن وجدوا ؟ ونسألهم بحق الذي رفع السموات بلاعمد …
ما ذنب هؤلاء الذين راحوا ضحية هذا الحادث البشع، أو أولئك الذين يعانون الآن الألم والجراح بالمستشفيات، ماذنب أسر وأقارب هؤلاء أو أولئك لكي تثكل الأمهات ويفقد الآباء، فلذات أكبادهم وسندهم ودخرهم في هذا الزمان الصعب، كل هذا في تقديري سببه الأول والأخير هو الطمع والجشع، الذي أصبح القاسم المشترك بين من أرادوها توسعة أو أولئك الذين باعوا تلك المواد التالفة، أو من اشتراها وشرع في إنقاذها مئذنة في بيت من بيوت الله، إذاً هي مأساة بكل ماتحمل الكلمة من معنى لذلك، يجب على الجهات المسؤولة فتح تحقيقات واسعة يقدم فيها الجاني الحقيقي حتى يكون عظة لغيره، لأن الأمر لا يحتمل السكوت عليه، فإن كان ثمة تساؤلات تطرح نفسها من سيتكفل بعلاج الجرحى من المصابين، والذين يتوزعون الآن بين عدد من المستشفيات، خاصة وأن التكاليف المالية ستنوء بحملها أسرهم البسيطة أو المعدمة أصلاً ؟ ماذا ستفعل كل الأطراف حيال أهل الدم والذين راحوا ضحية الإهمال والتلاعب بالمواصفات، كيف سيتم التعويض؟ وفي تقديرى أن سقوط المئذنة لأمر جد خطير، ومع إيماننا التام أن لكل أجل كتاب، إلا أن سقوط المئذنة يمثل سقوطاً مريعاً لقيم وأخلاق وضمائر البعض، ممن يسعون للثراء وكنز الأموال باقصرالطرق حتى ولو كان على أرواح الأبرياء.
راي :د. ناجي علي بشير
صحيفة آخر لحظة
الغلط من المهندس قاليهم ابنو المئذنة فوق مسطبة تغطي بئر سلم
انا المعلق الزمان داك “حلو” هل نسيتوني
إذا كان بالمسجد أكثر من مئذنة فما الداعي لإنشاء اخرى؟ كان الأولى أن يتم صرف التكاليف في شئون المسجد الاخرى أو في أي عمل خير أجدى لمجتمع المسجد!