منوعات

ينبوع الحنان

أريت العافية عنوانك.. وأريت الصحة فنجانك!!
أول عاطفة حب.. وأول إحساس طازج!!
٭ اليوم.. نقف إجلالاً لكل أم سودانية بمناسبة عيد الأم.
اليوم نقدم جزءاً صغيراً لقلب مفعم بالتحنان هو بعضاً من وفاء.. لأننا لا نملك حيال ذلك إلا هذا النبض.
اليوم نحتفي بكل أمهات الزملاء والصحفيين وخصوصاً بصحيفتنا ألوان .. ووراء كل هذا الرهق أم حنونة تغسل الحسرات والنفوس بعاطفة جياشة.. وقلبٌ يقاسمنا الهم والقدر والفرح.. ونفثات اليراع وإنتظارات السهر..
اليوم نمنحهن من رفق الأمنيات ما يوازي اللهفة.. وعشم الخطو نحو هامات النجاح فعذراً إن تقاصرت كلماتنا عن مقامات الأمهات.. ودورهن في منحنا ديمومة الحب الصافي.. ونبع الحنان.. فالتحية والتجلة لهن…
أمي ويالفوادها من جنة
كم ذا نعمت بها وكم ذا انعم
يمر علينا اليوم الاحتفال الخاص بالام
ذلك الينبوع العذب الذي ننهل منه الحنان والالفة وهي لا تستحق يوم للإحتفاء به وانما كل الايام تستحق ان نرفع لها الايادي بالدعاء والتضرع
التحية لكل ام كابدت وتجاسرت في سبيل ان تبقي الفرحة في العيون والقلوب
الاحساس البارد
*شاهدت قناة عربية (متأمركة) فيلماً يطلق عليه (ترفيهياً عائلياً) يظهر فيه مجرم خطير يحمل رشاشه ويدخل على أسرة مكونة من خمسة أفراد يطلق عليها النار الواحد تلو الآخر في تصاعد مثير للمأساة وبعد أن قضى على الأسرة برجالها وأطفالها يفتح التلاجة ويتناول قطعة جبن وحتة باسطة (كأنو ما حصل حاجة) وتصورت أن نجوم هوليوود يقدمون المتعة ممزوجة بالدم وطعم القهوة السوداء هكذا الجريمة تدخل مع الموسيقى التصويرية دون أن يصاحبها حزن أو هزة رمش لتصبح في مقام الاعتياد المألوف ولتمرير العنف في نشرات الأخبار ونحن نتناول العشاء بلذة متناهية.
وهذا ما يفسر اتساع رقعة الجريمة في السودان التي أصبحنا نتقبلها بكل احتراقاتها القاسية (بدم بارد) وبالمناسبة التطور في صناعة السكاكين لا يدخل ضمن الاهتمام بالمطبخ وإنما لملء اورنيك (8) أو قتل بآلة حادة.
ومازلت اذكر مقولة صديقي بأن المرأة تحتفظ بثلاث سكاكين الأولى لتقطيع البصل والثانية لفك المظاريف الثقيلة والثالثة لتقطيع زوجها إرباً إربا إذا اكتشفت (انو عينو زائغة) .
أفلام الرعب التي تبثها الفضائيات العربية ماهي إلا تكريس لثقافة (الآكشن) في حياتنا الطبيعية التي برعت فيها هوليوود واستخدمت فيهما عمالقة من المخرجين أمثال (سيلبيرج) لجعل حالة طبيعية لا تحتمل تصاعد وتفاعل سكر الجلكوز في الدم.
والأمر برمته ترعاه الشركات اليهودية التي دخلت مدن الإنتاج السينمائي (لجس) تمرير الفكرة الشيطانية وصناعة (البروفة) الأساسية في كيفية تسريب الرعب في الأوصال دون إثارة العصب السادس.
الجميع يتحلقون حول مائدة العشاء فتنفجر شاشة التلفاز من أثر الحرائق والقنابل وتتطاير الجثث الآدمية وتتناثر الدماء ورغم المشهد الفظيع تجد أن القوم يواصلون الأكل ويقضمون شرائح العجور بالشطة والليمون لفتح الشهية اكثر وهو اشبه بما يقوم به المجرم الخطير الذي قتل الجميع وفتح الثلاجة ليقضم قطعة جبن بالزيتون.
الأحزان في الأزمان الرمادية أصبحت عادية جداً لدرجة أنها تتساوى مع الافراح في الكمية والنوعية وانهمار الدموع.
حالات الاحساس المتناقض اعترت المجتمعات حد التشابك فلا تفرز ظاهرة الزواج من البكاء فكلاهما مناسبة يجتمع حولها الناس واحياناً يتم اطلاق الرصاص في الهواء تعبيراً عن الفرح المرعب.
وكل ذلك نتاج ثقافات دخيلة مفروضة علينا قهراً عبر التلفاز تمت صياغتها لتمرير (الاحساس البارد) والانفعال البليد لذلك أصبحت أفراحنا وأحزاننا تتم بطريقة (البيزنس) .
إذا تصفحت أوراق الجريمة في الصحافة السودانية لاصابتك الدهشة قبل أن تصل مرحلة الغثيان .. نوعية جديدة من الجرائم لم نكن نعرفها من قبل .. ولد طائش يقل أباه في مصروف دراسي .. امرأة تردي زوجها قتيلاً بسبب رسائل نصية في الموبايل .. زوج يلقي بزوجته من الطابق الرابع لأنه اكتشف الحقيقة المرة.
وبالطبع هذه الأوراق تخشى كثيراً أن تحملها الى المنزل لمنا فيها من اهوال وكل هذا مرده لثقافة الرعب التي تبثها القنوات الفضائية جهاراً نهاراً وتطالبنا بأن نبتسم ..والكارثة تكمن في سيناريو الاعتياد لشئ يفتت الاكباد .

الوان