مقدم أغاني وأغاني في حوار «هائل»: هذا الموسم نقوم بعمل شيء «ما شافوه قبل كده»
في شقته بحي العمارات بالخرطوم، جلسنا إليه، وتحدث لنا الرجل المبدع بأسلوبه المعروف، حتى خلنا أنفسنا أننا نتابعه من خلال الشاشة وبرنامجه الشهير «أغاني وأغاني»، طرحنا عليه كل التساؤلات الدائرة حول البرنامج الشهير، وغصنا في أعماقه بأسئلة خاصة أجاب عليها بكل سعة صدر، لم يقطع حوارنا معه إلا ضحكته المجلجلة، الشهيرة.
إنه الإعلامي المخضرم والشاعر والملحن والفنان الشامل ، الموسوعة السر قدور.
٭ بداية حدثنا عن برنامج «أغاني وأغاني» هذا الموسم وما هو الجديد فيه؟
– أولاً أشكركم على الزيارة والسانحة الطيبة، وأقول: نحن في البرنامج قدمنا عشر نسخ من البرنامج على مدى عشرة أعوام، كانت لنا أهداف واضحة في البرنامج، منها إبراز الغناء السوداني وتقديم نماذج كانت منسية، وربطنا الجيل بالتراث، خاصة ونحن في عصر الفضائيات وأمواج من التأثير الخارجي، لذلك كان لابد من ربط الشباب بالتراث، فقدمنا أعمال الفنانين المؤثرين على مر الأجيال.
٭ هل تتفق معنا أن البرنامج فقد الكثير من بريقه؟
– اتفق معكم، وهذا شيء طبيعي من تعوّد الناس عليه، لأنه في بداياته كان فيه نوع من الدهشة لأنه برنامج جديد، أما هذا الموسم سوف نقوم بعمل شيء «ما شافوه قبل كده»؟
٭ ماذا ستعملون؟
– في هذا العام نريد أن نعمل خط بعنوان رحلة أجيال، نعمل خلاله إضاءة ناعمة على مسيرة الأغنية السودانية منذ أن بدأت من الحاج سرور وحتى طه سليمان، وأسميناها باسم «المرحلة ما بين سرور وطه سليمان» وهذه «5» أجيال وكل جيل وقفنا عنده، وستكون بدايتنا بالجيل الأول ثم الثاني ثم الثالث وحتى اليوم، وهو الخامس، جيل فرفور وعاصم وعصام وشكر الله وطه وحسين، وهو جيل لديه إسهامات وجيل موهوب.
٭ يعني «أغاني وأغاني» هذا العام يشمل غناء كل الأجيال؟
– نعم ، وسنركز على الثنائيات ذات الأثر، مثل الثنائية بين العبادي والحاج سرور، وهي أول ثنائية في تاريخ الغناء، ثم كرومة مع محمد بشير عتيق، ثم الثنائيات في فن الغناء الحديث مثل ثنائية عبد الرحمن الريح مع حسن عطية وعثمان الشفيع مع ود القرشي والفلاتية مع علي محمود حتى إسماعيل حسن مع محمد وردي، وهذه من أكثر الثنائيات تأثيراً، ثم السر دوليب مع عثمان حسين في الغناء المتسامح المختلف وله لونية مختلفة، ثم ثنائيات المحلنين عبد اللطيف خضر مع إبراهيم عوض وبرعي مع عبد العزيز داؤود وعمر الشاعر مع زيدان إبراهيم وحسن بابكر مع محمد ميرغني، فكل مرحلة فيها ثنائيات مؤثرة، هذا هو الخط العام، بحيث إنه في نهاية البرنامج نصل إلى شيء محدد عن تاريخ الأغنية السودانية ومعرفة كاملة وكيف تطور هذا الفن، بالإضافة إلى الجانب الثقافي بجانب الترفيه والفن.
سنتناول في هذا الموسم تجارب علي السقيد وسيد خليفة بالتزامن مع ذكريى رحيله، وسيد خليفة يستحق لأنه فنان مؤثر ومن أعلام الفن السوداني. وسنقدم لأول مرة تجربة الفنان إسماعيل عبد المعين، واستطعنا أن نتحصل على أغنياته من خارج السودان «لندن، القاهرة»، وستكون الحلقة بعنوان «فنان الوطن» لأنه لابد أن نعطي الوطن حقه، وسوف تكون حلقة مدوية نقدم خلالها أغنياته التي قدمها في مؤتمر الخريجين بداية من «إلى العلا»، «صه يا كنار»، «واجب الأوطان داعينا»، «جزيرة توتي يا جنة» وحتى «المقرن بالليل».
٭ بمناسبة الغناء للوطن، هنالك مبادرة مشروع بذات الاسم، يجمع بين الحلنقي وود الحاوي وندى القلعة، ماذا تقول؟
– الوطن فعلاً يحتاج لاهتمام، و يفترض في الإذاعة أن تتولى الغناء الوطني، وليس الوطن فحسب، بل الجيش يحتاج أيضاً للغناء و«يستاهلوا أنو نغني ليهم كل يوم»، أما مشروع الغناء بالتأكيد عمل عظيم ومشروع جميل جداً، وأنا أحيي الحلنقي وعبد اللطيف وندى القلعة على هذه الفكرة الرائعة وأرجو أن تنفذ وتعرض في المسرح القومي وتسجلها الإذاعة والتلفزيون، وأرجو أن يكون المشروع الثاني هو مشروع الغناء للجيش، وأنا لا أمانع في المشاركة مع هذا الثلاثي المبدع ولدي نصوص جاهزة.
٭ نعود بك مرة أخرى لـ«أغاني وأغاني».. كيف يتم اختيار المطربين والمطربات المشاركين؟
– الاختيار يتم عبر لجنة وأنا أحياناً لا أعرف بعضاً من تم اختيارهم، ولكني استمع لهم في البروفة، الاختيار للمشاركة في البرنامج قائم على لجنة وليس أشخاص أو مزاجات.
٭ أستاذ السر، كيف ترى الساحة الغنائية الآن؟
– حقيقة الساحة «محتاجة» إلى دعم رسمي، لأن فن الغناء من أهم الفنون في تاريخ الأمم ومؤثر جداً، وقديماً قالوا للأسكندر الأكبر إذا فتحت إحدى البلاد لا تبحث عن الذين يكتبون القوانين، بل اسأل عن الذين يكتبون الأغاني، وتم تفسير الحديث بأن من يكتبون القوانين يراقبون السلوك أما الذين يكتبون الأغاني فإنهم يصنعون السلوك، الغناء مؤثر في حياة البشر وفي قوميتهم وتماسكهم وفي وحدتهم.. وأنا أري أن عندنا كثيراً من المواهب الرائعة الجميلة من شعراء وملحنين ومطربين، ولكن الجهد الرسمي قليل، فالإذاعة تخلت عن فن الغناء، حتى الإذاعات الخاصة ما زالت تدور في فلك القديم.
٭ هل تري أن الإذاعة مقصرة؟
– لا يوجد إنتاج من الإذاعة والإذاعة مؤثرة لأنها لديها لجنة النصوص لاختيار النصوص الجديدة ولجنة الألحان والفرقة الموسيقية التي تنفذ بصورة جيدة والأستديوهات المجهزة للتسجيل الجيد، ولابد للإذاعة أن تفرد مساحة للغناء في برامجها، لأن مساحة الغناء فيها ضيقة جداً ولا أعرف سبباً لذلك، مع أن الإذاعة كانت دائماً هي التي تتولى القيادة، قيادة العمل الغنائي، وفجأة تخلت عن القيادة، أنا بفتكر أن النيل الأزرق قدمت خدمة كبيرة جداً للفن السوداني بأنها اهتمت بهذا الجانب. نعم أحياناً يكون إنتاجها قليل، ولكن الجيد يتم تقديمه بصورة ممتازة للجمهور، أنا أريد أن أقول إن الإذاعة يجب أن تحتضن وتتعاون مع اتحاد الفنانين واتحاد فن الغناء الشعبي واتحاد فلاح وكل المجموعات الفنية.
٭ والفضائيات السودانية كيف تراها؟
– من ناحية عناصر بشرية جهدها واضح ومقدر ومحترم، ولكنها تحتاج إلى استخدام التكنلوجيا الجديدة المتطورة.
٭ صوت نسائي واعد لفت نظرك؟
– أنا في نظري كل البنات السودانيات ممكن «يغنن» بدرجات متفاوتة وليس المهم الإبداع، أنا لا أريد أخصص صوتاً بعينه، ولكن معنا الآن هدى عربي ومكارم بشير «كويسين جداً» وقبلهن منار صديق «هائلة» وهناك اثنين من الشابات هن رانيا وآمنة عبد الله.
٭ لماذا توقف السر قدور عن كتابة الشعر الغنائي؟
– أنا لم أتوقف عن الكتابة وآخر أعمالي لدى الفنان كمال ترباس سترى النور في الأيام القادمة وهي بعنوان «زي ما تسوي سوي» وآخر أغنية لي تغني بها طلال الساتة بعنوان «بتلومني واللوم عليك»، و لدي أغنيات لديها ذكريات جميلة وارتباطات مثل «حنيني إليك» و«عايز أشوفك» وأغنية «اتدللي» للأستاذ العاقب معجب بها وسيتغنى بها شريف الفحيل، وهناك نشيد للجيش بعنوان «درع الوطن» وهذا آخر عمل قمت بكتابته، وأنا أدعو كل الشعراء أن يكتبوا للجيش لأن آخر أغنية كتبناها للجيش كانت لعمنا عمر البنا «الحارس مالنا ودمنا» منذ نصف قرن من الزمان، وشيء مؤسف ألا نغني للجيش طوال تلك الفترة.
٭ كيف ترى غياب طه عن البرنامج هذا الموسم؟
– «عادي جداً»، وطه فنان ذكي ولديه مسلسل في رمضان، وسوف يشارك معنا في أربعة أو خمسة حلقات محددة.. والغياب دائماً ما يكون لظروف، فالموسم الماضي فقدنا فرفور وذلك لوفاة والدته.
٭ متى يبكي السر قدور؟
– ده سؤال شنو .. طيب، أنا دموعي قريبة وأبكي عندما أسمع خبراً مفرحاً.
٭ وما الشيء الذي يغضبك؟
– لا يغضبني بالمعنى، ولكني استغرب عندما يتم توجيه النقد لعمل فني قبل مشاهدته، أنا أعلم أن العمل الفني ينتقد بعد أن يقدم، ولكن انتقاده قبل تقديمه فهي مسألة مضحكة.
٭ ماذا تود أن تقول في ختام هذا اللقاء؟
– أقول أنا وطيلة العشر سنوات في «أغاني وأغاني»، أقول للشباب اهتموا بالأداء ولا تهتموا بالكلمات مهما كان جمال الكلمات، اعرفوا كيفية أدائها والغناء بها، لأن الأداء يتمثل في «حاجتين»، الفن والرياضة، ودليل تقدم الأمم في الأداء، مثلاً اليابانيين آخر ناس دخلوا إلى مجال كرة القدم الآن في آسيا يكادوا أن يكونوا الأوائل لأنهم اهتموا بالأدائيات، ونحن إذا وجهنا اهتمامنا بفن الأداء الغنائي والرياضي سوف نتقدم في المجال الاقتصادي والزراعي والصناعي و عملنا الإداري سيسير بصورة محسوبة ومنظمة، لأن الأداء في الفن والرياضة هو صورة الأداء في كل المجتمع، فهل نحن نؤدي بالطريقة الصحيحة أم الخطأ في حياتنا..
أنا دائماً أتكلم في كل بداية حلقة من البرنامج عن الأداء، ورسالتي هي فن الأداء في كل شيء.. أتمنى أن نهتم بهذا النوع من الفن، وأقول أيضاً أن تتم مشاهدة برنامج «أغاني وأغاني» من هذه الزاوية.
أشكركم مرة أخري على هذه الجلسة الطيبة والسانحة العظيمة وتحياتي لكل قراء «آخر لحظة» الذين أحبهم جداً.
حاورته: ندى عبد الرحمن
اخر لحظة
نعيد زي ما بتعيدوا
هذا الموسم نقوم بعمل شيء «ما شافوه قبل كده»
جمع جيل الكروانات والبلابل بجيل البوم والغربان والسمبر
يا ساخرون ما تنتقد قبل ان تشووووووووووووووووف
ما فهمتك يا خالد
وأرد عليك بعد تفهمني قصدك !!
أيوة يا خالد
فهمت قصدك إني بعد أشوف البرنامج
الحكاية ماهي محتاجة شوف ….حيجيب لك جيل كابلي ووردي ومقرانة مع طه سليمان وجيله !!
راح أسيب لك وللقراء الحكم … لأني عبرت عن رأيي
يشوفوا شنو المناظر هي زاتها والصور نفس المشاهد
جدو قدور ده ما خايف من زيارة ملك الموت؟ شنو شابكنا أغاني وأغاني في أرزل العمر
الله يهدينا ويهديه
سترقصوا التانجو يعني او الحبشي!!!!!!؟
ما شافوه قبل كدا ليه غيرت ضحكتك ولاّ شنو ؟!