المتحدث الرسمي للسفارة الأمريكية “كارولينا شنايدر”: قمت بتمديد فترة عملي بالسودان لفترتين بعد انتهاء مدة عملي الأولى
العلاقات السودانية الأمريكية تتأرجح بين الصعود والهبوط باستمرار، ورغم الفجوة الكبيرة بين البلدين إلا أن السياسة ليست بها ثوابت ومن الممكن أن يصبح عدو الأمس صديق اليوم، وقد شهدت الفترة الأخيرة زيارات لشخصيات كبيرة بين البلدين على المستوى الشعبي والدبلوماسي، وللوقوف على الأوضاع وكشف الحقائق جلست (آخر لحظة) مع المتحدث الرسمي للسفارة الأمريكية كارلوينا شنايدر التي تعتبر شخصية لها وزنها واشتهرت بتواصلها مع فئات الشعب السوداني على كل المستويات، وتشارك في الاحتفالات الشعبية والمشاعر الدينية والمناسبات الاجتماعية من أفراح وأتراح، وآخر زيارة لها كانت للإعلامي المخضرم حمدي بدر الدين بعد الحوار الذي أجرته معه الصحيفة والتنسيق معها، فلنذهب لمضابط الحوار:
*حدثينا عن العلاقات السودانية الأمريكية؟
-العلاقات السودانية الأمريكية في تحسن دائم، وأمريكا لديها التزام كامل تجاه السودان ومن هذا الالتزام هنالك برنامج تبادل زيارات وقد تم إرسال عدد من شيوخ الطرق الصوفية ونظار القبائل وتسمى الدبلوماسية الشعبية، وأيضاً قامت أعداد من القيادات السياسية والشعبية لأمريكا وأيضاً هنالك شخصيات أمريكية حضرت للسودان.
*لكن بعد الزيارات تم تمديد العقوبات لعام جديد؟
-لا يوجد رفع كامل للحظر ولكن تم رفعه عن بعض الأشياء الضرورية مثل الصمغ العربي والمعدات الطبية والأدوية والآليات الزراعية والاتصالات الشخصية والتبادل الثقافي والمعرفي، وتعتبر أمريكا أن هذه الأشياء تؤثر على المواطن مباشرة.
*تحسين العلاقات مبني على جانب شعبى أم سياسي؟
-هنالك تطور في العلاقات على الصعيدين الشعبي والسياسي، وظهر في العلاقات مؤخراً، وقرار الحظر ورفعه يعتبر من سياسات أمريكا ككل، وهو قرار من جهات عليا بالولايات المتحدة هي من يحق لها أخذ القرار فيه.
*زيارة رئيس المجلس الوطني إبراهيم أحمد عمر لأمريكا؟
-ليس لديّ معلومات كثيرة عن ما حدث بالتفصيل، ولكن تبادل الزيارات له دور إيجابي وقد سبقتها زيارة وزير الخارجية، وإبراهيم أحمد عمر تحدث عن ما دار بينه وبين الحكومة الأمريكية في زيارته الأخيرة.
*السفارة الأمريكية بالخرطوم مشاركتها ضعيفة في المحافل الحكومية؟
-ممكن تخبرنا عن مثال للاحتفالات التي لم نشارك فيها.
*عيد الاستقلال وباقي الأعياد الوطنية وجميع احتفالات الحكومة؟
-نحن لدينا موظفون من السفارة يشاركون ولكن من الممكن أن لا يظهروا بالمستوى المطلوب، ولكن لدينا تمثيل في كل المحافل.
*قبل فترة تم جمع توقيعات لرفع الحظر، هل له تأثير؟
-بالتأكيد سمعنا بهذه التوقيعات والحكومة الأمريكية تحب الاستماع لجميع الأطراف شعبية ودبلوماسية وغيرها من كل الطوائف.
*وجودك في السودان، حدثينا عن شعورك وانطباعك السابق؟
-أنا كمديرة قسم الشؤون العامة والناطق الرسمي باسم السفارة الأمريكية، يهمني جداً تطبيع العلاقات بين البلدين وأقوم بنقل آراء السودانيين عن أمريكا، وأعكس تعامل الشعب السوداني معنا، لشعبنا في أمريكا، ومنذ قدومي للسودان لم أجد غير الترحيب الحار، واعتبر السودان من أأمن البلدان في العالم.
*ماذا تعرفين عن الشعب السوداني؟
-أعرف عنهم الكثير، فهم من أطيب الشعوب التي شاهدتها، وتعاملهم جميل جداً وأحب الأكلات الشعبية السودانية وخاصة العصيدة بملاح التقلية، وقمت بزيارات كثيرة للأسر السودانية ولدينا علاقات جيدة، وحتى زملائنا في العمل بالسفارة من أصول سودانية نمارس معهم طقوسهم المحلية في مناسباتهم، وأحب لبسهم وأفراحهم الشعبية، وأمتلك ثوبين قدمت لي كهدايا من أصدقاء.
*تشاركين باستمرار في الاحتفالات الشعبية غير الرسمية؟
-نعم نشارك الشعب السوداني فرحته في كل الاحتفالات في الأعياد ورمضان وجميع الأفراح الشعبية، وأستمتع بمشاركتهم ونقيم دورات في مختلف المجالات ولدينا نشاط ثقافي لتبادل الثقافات والمعرفة بين البلدين وتقريب وجهات النظر، ونقوم بزيارات لشخصيات اجتماعية.
*ماذا عن زيارة شخصيات بعينها؟
-نحن كسفارة نعمل على التواصل مع الجميع، وأي شخصية تستحق الزيارة نذهب إليها ونهتم بالإنسان ونحب التواصل مع الآخرين بمختلف مستوياتهم.
*ذهابكم للخبير الإعلامي حمدي بدر الدين؟
-ذهبنا للوقوف على حالته الصحية والاطمئنان عليه، وقد قدم الكثير للولايات المتحدة من خلال عمله بإذاعة صوت أمريكا، وهو يمثل بالنسبة لنا شخصية اعتبارية وحلقة وصل بين البلدين، وقد علمنا بحالته الصحية من خلال حواركم بصحيفة (آخر لحظة) معه واتصالكم بالزميل السنوسي الصحفي بالسفارة والتنسيق لزيارته باعتباره يتمتع بالجواز الأمريكي، وبعد زيارتنا له استغربت أن أحد خبراء صوت أمريكا سوداني وهو الآن بالخرطوم، لم نكن نعلم عنه شيئاً ولكن تعرفنا عليه من خلال الصحيفة، وسنقوم بإجراء حوار إذاعي معه يبث من خلال صوت أمريكا السفارة، ووجهنا له دعوة لزيارة مقر السفارة الأمريكية بالخرطوم وتقديم خبراته الإعلامية للعاملين بها في مجال الإعلام.
*ماذا كان رد فعل حمدي عقب الزيارة؟
-أبدي الإعلامي المخضرم سعادته بهذه المبادرة، وأيضاً نحن سعدنا بهذا الأمر.
*ماهي أهداف الزيارات وقد قمتم موخراً بزيارة مماثلة لنبيل متوكل؟
-الزيارات التي نقوم بها من باب التواصل مع المجتمع، وهذا يعتبر جزءاً من عملنا كمكتب للشؤون العامة الذي ينضوي تحته الملحقية الثقافية والتعليمية والإعلام، وهو معني بزيادة الترابط بين شعبي البلدين.
* ما هو فنانك المفضل؟
-أستمع لعدد من الفنانين السودانيين، منهم محمد علي فنان الرق والأستاذ شرحبيل أحمد وفرقة الجاز السودانية، وأيضاً أستمع للفنان صلاح براون.
*هواياتك؟
-أحب الرياضة وأمارس السباحة والجري والقراءة والموسيقى والبستنة، وأعشق الأعمال اليدوية.
*هل هنالك فرق بين المرأة السودانية والأمريكية؟
-الاختلافات الجغرافية والتاريخية أدت لبعض الاختلافات الثقافية، لكن جميع النساء وكل الناس سواء، وجميعهم يطلبون الأفضل لأسرهم ومجتمعاتهم ويبحثون عن السلام والازدهار والتحكم بأنفسنا، ونريد أن نوفر فرص تعليم وتطوير مهارات النساء وأن نقدم عطاء للمجتمع، ونحن كنساء نبحث عن حياة أفضل للأجيال القادمة من تلك التي عشناها، لذلك أعتقد أنه من الجيد جداً الاستثمار في تعليم البنات.
*لماذا التركيز على تعليم البنات؟
-لأن المرأة المتعلمة تستطيع أن تقوم بتكوين أسرة أكثر صحة، ومجتمع قوي واقتصاد أفضل، وفي الحقيقة أثبتت الدراسات أن ذهاب أكثر من 10% من الفتيات للمدرسة من شأنه أن يزيد الناتج القومي من دخل تلك البلاد بحوالي 3%.
*ما هو دوركم تجاه هذا الأمر؟
-أريد أن أشجع الجميع لأخذ كورس على الانترنت وهو ضمن برامج مبادرة القادة الأفارقة الشباب، عبر هذا الرابط: https://yali.state.gov/courses/women-girls/وهو تحت عنوان (فهم حقوق الفتيات والنساء)، وبعد أخذه يمكن الحصول على شهادة بعد امتحان مبسط وأتمنى كل السعادة لنساء السودان بمناسبة اليوم العالمي للمرأة، وأبعث لهن التهاني بعيد الأم.
* كثيراً ما تقومين بكسر البروتكول وتقومين بالتصوير أثناء الاحتفالات؟
-نحن تعودنا أن نعمل جميعاً كفريق واحد ونخلص في عملنا ونقوم بكل شيء لتحقيق أهدافنا، ومثال لذلك إذا أردنا في المكتب أن نقوم بتصوير أو نسخ أوراق أو تقديم شاي أو قهوة أو أي شيء آخر، فأقرب شخص يقوم بهذه الأمور.
*هل واجهتك مشاكل أثناء عملك وتجوالك بالخرطوم؟
-لا توجد مشاكل وأنا الآن أريد أن أقوم ببرامج خارج الخرطوم ومقابلة أناس آخرين من جميع أنحاء السودان، لكن في بعض الأحيان توجد صعوبة لموظفي السفارة في السفر خارج ولاية الخرطوم.
*تشعرين بالغربة لفراق الأهل والأصدقاء؟
-نعم اشتاق لأسرتي وأصدقائي بشكل كبير وقد ضاعت مني لحظات كثيرة في حياة من أحبهم كالأفراح التي تكون داخل أسرتي والأصدقاء، لكن وجدت أصدقاء بالسودان ساعدوني على تخفيف حدة شوقي وزودوني بمجتمع جديد رائع.
*انطباعاتك عن الخرطوم قبل حضورك؟
-لم أكن أعلم أن الناس سيقومون باستقبالي بهذا الشكل الحار، والشعب السوداني كريم ولطيف في التعامل وجعلوني أشعر كأني ببلدي منذ اليوم الأول الذي وصلت فيه.
*إذا خيرت كارولينا بين العمل في السودان أو أي دولة أفريقية أخرى؟
-لقد قمت بتمديد فترة عملي بالسودان لفترتين بعد انتهاء مدة عملي الأولى، وأحب عملي هنا بشكل كبير وسعيدة جداً بوجودي بالسودان.
*شكراً كارولينا..
-شكراً.
حوار: عمر الكباشي – تصوير: سفيان البشرى
اخر لحظة
هوي يا غلفا
تمشي بكرة تسيئ لينا
وتقولي السودان مافيهو أمان