دا السودان ..ياهو دا السودان
دا السودان ..ياهو دا السودان
رغم خروجي المبكر ..الا ان حرارة الجو لفحت وجهي منذ الصباح …غبار عالق في الاجواء ..جعلني استبشر خيرا بقرب انخفاض درجات الحرارة …حمدت الله على هذه النعمة ..ان ترى الجزء الملئ من الكوب ..الغبار مزعج ..ويستدعي عمليات نظافة كثيرة ..ولكنه في المقابل يبرد الجو ويطرد البعوض ..ما الذي أغرى أجدادنا القدماء بالسكن في هذه البلاد ؟؟..جو خانق ..حار جاف صيفا وربيعا وبرضو شتاء ..ومبتل حتى الاغراق خريفا.. ؟؟.. ربما كان الجو مختلفا في ذلك الوقت …لكن مش برضو كان في خيارات ؟؟ هسه سويسرا دي مالها؟؟ ..ضحكت عند هذا الخاطر …تذكرت حوار الرجل العجوز مع الزائر الشاب في قصة الراحل الطيب صالح (دومة ود حامد) …كان الرجل يحكي بكل حب وتقدير لبلدته التي يتبادل البعوض وذباب البقر فيها ازعاج السكان ويتكفلون بحرمانهم من النوم …كان يحكي بكل تقديس عن الدومة ..تلك التي لا يريدون المساس بها حتى انهم ضحوا بفرصة موقف للباخرة ..وفضلوا ان يسافروا على الحمير حتى أقرب محطة … الطيب صالح يحكي عن السودان في ود حامد .. فود حامد ما هي الا بقعة مصغرة عن الواقع السوداني الذي يأبي ان يمد رأسه خارج الجرة …بالأمس جمعني الحديث مع شباب اسرتي الصغيرة ..منهم الذي تخرج ..ومنهم من ينتظر …دار الحديث عن الخطط المستقبلية ..اذا بهم جميعا تراودهم احلام الهجرة الى بلاد العالم الاول ..تلك البلاد الباردة …لا يوجد ولا حتى احتمال البقاء بالسودان …(بلان بي) عندهم هي دول الخليج …هل يأتي يوم ..يصير فيه السودان قاعا صفصفا؟؟ …هل خطر ذلك على بال احد اجدادنا القدماء الذين اختاروا بكامل قواهم العقلية هذه البقعة من الارض ؟؟ …اين كانت تكمن العلة ..في ود حامد؟؟ موقع البلدة؟؟ افكار ساكنيها؟؟ ام ان الجيل الجديد لم يحرك ساكنا لتحديث الاراء …بل ترك كل شئ وغادر …تحت شعار نفسي ..نفسي …أين قرأت عبارة ان المصريين يحبون مصر ..بينما السودانيين يحبون بعضهم البعض ..اليس غريبا هذا؟؟ نحب بعضنا ولا نطيق الارض التي عشنا عليها …أين يكمن الخطأ؟؟ …قال بطل دومة ود حامد انهم بعد فوات الاوان اكتشفوا ان مكان الدومة كان يمكن ان يحتمل قيام المحطة ..دون المساس بالدومة المقدسة …اليست الرسالة واضحة؟؟ لماذا لا يريد احد المجازفة بالتغيير؟؟ … (خير يا دكتورة ..ليه ما بتردي السلام ) ..ادم سيد الدكان ..يبدو انني مررت دون ان الاحظ وجوده …هززت رأسي ..فقد ازدحمت الأفكار فيه حتى حجبت الرؤية …ضحكت ورددت التحية ..واستمعت الى اغنية الصباح…رغم الغبار العالق لازال المسجل يصدح (النسيم الفايت طيبه من رياك ..مر بي وضاعف شوقي لي رؤياك)…
د. ناهد قرناص
نحمد الله ادكتورة هذا قدرنا ونصيبنا — اين انت من بلاد الاسكبمو — ودول تكثر فيها الزلازل والبراكين — والاعصارات وتهدم التربة — ولازم نرضى بالسودان ولو كان على فوهة بركان وكتاباتك مدعاة لهجرة شبابنا وزعزعة فى وطنيتهم —
دعوهم يحبون بلادهم ونحن نجعل بعضنا أوطانا سنكسب بعضنا ونحب ارضنا دمتى يا بنت قرناص