عمر أحمد قدور في ضيافة «نجوع»:
الشاعر الفريق د. عمر أحمد قدور، من مدينة الدامر، رئيس الاتحاد القومي للأدباء والكتاب السودانيين، الأمين العام المساعد للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، ومساعد الأمين العام المؤسس لاتحاد كتاب آسيا وإفريقيا.. وهو رجل قانوني معروف، وأديب متمكن بزغ نجمه في سماء الإبداع الكتابي باكرا، يكتب الشعر برصانة، حيث يكثر من كتابته باللغة العربية الفصحى ويتناول احياناً العامية اذا ما اراد ان يكتب في الغزل، وصدرت له اربعة دواوين شعرية، ولديه تجربة مميزة في الإذاعة والتلفزيون حيث كتب مسرحيات قصيرة وقدم عدداً من البرامج منها «شاعر وفنان» و «الوجه الآخر» و «حديث القلب».. التقته «نجوع» بمركز الشهيد الزبير محمد صالح وطرحت عليه جزءاً من محاوري، حيث لم يسعفنا الوقت لطرح المزيد الذي كنت ارغب في طرحه، حيث كان مشاركاً في إحدى الندوات بمركز الزبير.. السطور التالية تكشف ملامح الحوار:
> أين كان د. عمر قدور قبل الاتحاد القومي للأدباء والكتاب السودانيين؟
< كنت عميد الدراسات العليا بجامعة الرباط الوطني، واحد مؤسسي الجامعة الذين وقعوا على مشروع قيامها، ومدير اكاديمية الشرطة والدراسات العليا الذي خرج اول دفعة من هذه الاكاديمية في عام 1996م، وهي دفعة الزمالة الأولى التي ضمت غالبية قادة الشرطة المعاصرين، وكذلك كنت من الذين وضعوا دستور 1998م، بل أحد العشرة الذين صاغوا الدستور بشكله النهائي، وكنت حينها رئيساً لقضاء الشرطة والشؤون القانونية. والآن الى جانب النشاط الأدبي فأنا بروفيسور في القانون وعلوم الشرطة في عدد من الجامعات والأكاديميات والكليات العليا داخل وخارج السودان.
> ما هي الدواوين التي صدرت لك؟
< صدرت لي اربعة دواوين شعر هي «صوت من السماء» الذي قدم له العلامة عبد الله الطيب وصدرت منه طبعتان، وديوان «عيون الآخرين» الذي قدم له مبارك المغربي ونشر في ذلك الوقت على نفقة المجلس القومي لرعاية الآداب والفنون، و «لن تغيب الشمس» و «نشيد النيل» هذا غير المخطوطات والمقالات الراتبة التي نُشرت في بعض الصحف منها جريدة «السياسة» في الثمانينيات «فكر وفن»، وجريدة «أخبار اليوم» منذ تأسيسها، وكنت انشر فيها نافذة راتبة وأخيراً «آخر لحظة» وكان لي فيها عمود «اطياف» يعود الفضل فيه للأستاذ الهندي عز الدين واتمنى ان اعاود معه من جديد.
> هل تكتب بالفصحى أم بالعامية؟
< كتبت بالفصحى في الأساس، ولكن لا اكتب العامية الا في نوعين: الاغاني العاطفية واشهرها اغنيتي التي يصدح بها الفنان صديق الكحلاوي «ريدة زمان»، ولدي عدد كبير من الاغاني العاطفية المجازة لكن لا انشط في توزيعها على الفنانين.. كذلك اكتب بالعامية مديح الرسول «ص». ولدي ديوان كامل في مدح الحبيب المصطفى «صلى الله عليه وسلم» وهو «أنفاس الحبيب».
> حدثني عن تجربتك مع الإذاعة والتلفزيون؟
< كنت في الماضي اكتب للإذاعة تمثيليات قصيرة بعنوان «حوار»، وهي الآن موجودة في مكتبة الاذاعة، اما البرامج التلفزيونية فعندي منها اشهرها «شاعر وفنان» وهو مكرس لاهل الفن والادب و «الوجه الآخر» وهو للشخصيات العامة وللمشاهير في المجتمع، كما اتعاون الآن مع كل من الاذاعة والتلفزيون، ولدي برنامج ثابت في اذاعة ساهرون «حديث القلب».
> بين القانون وتدريسه في الجامعات وبين الشعر وبرامجك الاخرى.. اين تجد نفسك؟
< أجد نفسي في جميع مجالاتي العلمية والادبية.
> متى تقلدت منصب رئاسة الاتحاد القومي للأدباء والكتاب السودانيين؟
< بالنسبة للحركة الأدبية فأنا من المؤسسين، فقد كنت من الاوائل الذين اسسوا اتحاد الأدباء والكتاب 1977م ــ 1988م الذي ترأسه الراحل مبارك المغربي، وكنت اصغر الاعضاء سناً في المكتب التنفيذي، وكان معي زميلي «السفير فيما بعد» أبو بكر الشنقيطي، واستمر عطائي داخل تنظيم الاتحاد الذي ضم في ذلك الوقت «د. حسن عباس صبحي ــ مصطفى سند ــ محيي الدين فارس ــ صديق مدثر ــ آمال عباس ــ فراج الطيب ــ السر دوليب ــ ومحمد البدوي وآخرين. وفي 1994م وقع عليَّ الاختيار بإجماع الأعضاء من الادباء لأقوم بتأسيس اتحاد الأدباء والكتاب مرة اخرى، وكنت رئيساً منتخباً وأميناً عاماً في اطار الخرطوم عاصمة للثقافة 2005م. وضم المجلس إخوة كرماء منهم صديق مدثر ــ د. حديد السراج ــ أ. الفاتح حمدتو ــ أ. عبد المنعم ابو القاسم ــ د. عبد القادر احمد سعد ــ اللواء ابو قرون عبد الله ابو قرون ــ أ. ليلى حسن سلمان ــ أ. منال محمد الحسن ــ أ. بثينة خضر مكي ومصطفى عوض الله بشارة وغيرهم . وقد أقمنا بعد ذلك في عام 2011م جمعية عمومية جامعة قررنا فيها أن تظل مسيرة اتحادنا قائمة ومستمرة تحت مسماه التاريخي الذي يستمر حتى الآن «الاتحاد القومي للأدباء والكتاب السودانيين» الذي اتشرف بقيادته، وينوب عني الأديب الكبير د. حديد السراج، ويتولى أمانته العامة الفاتح حمدتو «صاحب بانوراما أم درمان»، وكذلك الأديب الاستاذ عبد الرحمن حسن عبد الحفيظ وبقية اعضاء المكتب.
> الى ماذا يرجع تعدد كيانات واجسام اتحاد الأدباء والكتاب، وهل يمكن القول ان الإبداع ينطبق عليه ما ينطبق على السياسة من تحزبات وانقسامات؟
< ليست لدينا تعددية تُذكر، والموجود الآن الاتحاد القومي الذي يمثل السودان في المحافل الإقليمية والدولية، والذي يقود من الداخل نشاطاً كثيفاً جداً مواكباً للأحداث في الوطن ومتجاوباً مع الحوار الوطني والثقافي، وهو مشارك فيه بحماس عبر عضويته الواسعة، كما يقيم الاتحاد ندوة راتبة كل ثلاثاء، وبلغنا هذا العام الندوة رقم «400» وهي مكرسة للادباء والكتاب الشباب، وفي اعتقادي ان هذا هو التيار الرئيس «الاتحاد القومي» الذي يمثل الوطن، ويشارك مشاركة فعالة في كافة الاحداث. والتنظيم الثاني وهو قديم، ويضم اخوتنا من الشيوعيين والقوى الحديثة، وهو تطور بمدرسة آبادماك التي ظهرت في منتصف الستينيات، ولقد دعوناهم للاندماج معنا في التنظيم الشامل، ولا توجد تنظيمات ذات اثر ولا وجود لها في الساحة داخلياً وخارجياً، ولذلك السودان لا يعاني من انقسامات كما هو الشأن في كثير من البلدان العربية التي يحتدم فيها الصراع بين المثقفين بصورة غير ايجابية، ونحن في الاتحاد القومي نسعد بزملائنا الآخرين وتنظيماتهم، وشعارنا «دع ألف زهرة تتفتح».
> ما هي الأهداف التي يطرحها الاتحاد؟
< الاتحاد القومي يضع نصب عينيه كافة الاهداف التي تهدف اولاً الى ترقية الفكر والثقافة والادب وهي هدفه الاساس، واجازة ونشر الاعمال التي تتقدم بها عضوية الاتحاد ومراجعتها واعانتهم على طبعها ونشرها، بجانب تمثيل الأدباء في كافة المحافل الأدبية الداخلية والخارجية، فنحن نمثل السودان في الاتحاد العام للكتاب والأدباء العرب، واتحاد كتاب آسيا وافريقيا والاتحاد القومي من مؤسسيه، ونحن أعضاء كذلك في رابطة الأدب العربي الإسلامي في مكة المكرمة، ونحن أعضاء مؤسسون في اتحاد كتاب إفريقيا في ساحل العاج «بان افريكان».
> هل يواجه الاتحاد أية مشكلات أو تحديات؟
< لا نواجه أية مشكلات وتحديات، ونشكر إخوتنا المسؤولين في كافة القطاعات لأنهم يتفهمون رسالتنا «عدا البعض» غفر الله لهم، الذين لم يدركوا هذه الرسالة، ونثق تماماً في أنهم سيعودون الى جادة الصواب وينصفوننا في يوم من الأيام، طالما نحن نسير على الطريق الصحيح ونخدم قضايا وأهداف الوطن.حوار: هادية قاسم المهديالانتباهة
عمر أحمد قدور …شقيق الكل يوم معانا العم ” السر أحمد قدور “