نبيل غالي

آهٍ من ضلع آدم


آهٍ من بنات حواء ثم آهٍ بالثلاثة! فعلتها من قبل الحبوبة حواء مع أبينا آدم واستطاعت بكيدها أن تورده مورد (الأرض)، إذ استكثرت عليه الجنة وانتقلت جرثومة ذلك الكيد حتى وصلت حفيداتها في القرن الحادي والعشرين، وهذه الورثة سوف تنتقل إلى الأجيال القادمة من الإناث حتى يرث الله الأرض ومن عليها.
مسكين (ابن) آدم، خرجت حواء من (ضلعه) وتركت مقاومته الصدرية ضعيفة! فحينما يحن إليها إنما يحن إلى ذاك (الضلع) الذي خرج ولم يعد، واهم من يعتقد أن الحب في القلوب، ما هو أكيد إن الحب في (الضلوع)، ولعل أقرب مثال لذلك هو أن أطعم (شية) هي (شية الضلوع)، والرجل حينما يمضغها باستمتاع إنما يطمح لتعويض ذاك (الضلع) الذي (طفش) منه ولم يسترده، أما (الضلوع) في الولائم سوف تشاهد فيها تهافت التهافت من الرجال.. صراع الجبابرة. ألم أقل لكم إن نظرية (الضلع) هذه صحيحة مائة في المائة.
حقاً ليس هناك ما هو مثير للدهشة، ففي الحيوانات نجد أغلب الضرر يأتي من الإناث، فالذي يلسع من البعوض ليس سوى الأنثى، وذلك لتحصل على البروتين الذي تحتاجه لوضع بيضها، حمى وارتعاشات وهلوسة، كل ذلك يصاب به الإنسان من أجل بيضة!! إنه وأيم الله افتراء ما بعده افتراء! كل من أحب أنثى وإن طالت سلامته فهو لا محالة على آلة حدباء محمول، إن بنت حواء عندما تفكر وتقدر في الحب فإنها تأخذ حكمتها من أفواه إناث العناكب، التي تبدأ في محاصرة ضحيتها بخيوط العيون التي في طرفها حور وحول ورمد طبيعي! ألم نتعلم في المدارس من قبل أن في العين شبكة، وهذه الشبكة تجيد استعمالها بنت حواء وتصطاد بها فريستها الرجل! وسرعان ما يصدق (ابن) آدم- العبيط أنه قد فهم لغة عيونها ويظل يحدق فيها كالأبله، وهي في الحقيقة بلاهة متناهية و(هي) تقوم بدورها في إتقان وتمثل حالة (كسوف) أمام عيون الولهان الغافل، وهو لا يدرك أن الخطر ماثل أمامه، إذ أن (كسوفها) ليس (كسوفاً) بمعنى (الحياء) إنما (كسوف شمس) وهو يحدق فيها ويترتب من جراء تحديقه حروق في عينيه تؤدي إلى العمى وما أكثر العُميان في الحب!!
وهكذا مسك الختام عند (قيوس) الحب – ومفردها قيس والجمع هنا على وزن تيوس!! وتزهو بنت حواء بانتصارها وتغني مع نديداتها (يا ليلى قيس جن). وإلى الآن لم يتوصل أي فريق من الباحثين إلى مُركب ثبت في الاختبارات العملية أنه مضاد قوي وفاعل لسحر الأنثى، ومازال ضحايا الحب من الرجال يتزايدون ولا توجد أي هيئة للإحصاء السكاني تستطيع حصرهم، ولعل من النماذج الماثلة عندنا (المحلق وتاجوج) وعندهم (روميو) (وضاح اليمن)، وهذا الأخير عندما سمعت حبيبته طرقات على باب حجرتها وقد كان الحبيب (وضاح) يبثها لواعجه، لم تجد سوى أن تشير عليه أن يختبئ في (صندوق)، فأخذه أصحاب الطرقات على الباب ورموه في البحر!! وهكذا تركت حبيبها ليواجه نهايته المحتومة، أما سالومي تلك الأميرة اليهودية التي لم تستطع أن تخترق مشاعر يوحنا المعمدان، فكانت حياته هي الثمن!! حيث قدم الملك هيرود زوج أمها (رأس يوحنا) لها على طبق من ذهب، وكما قيل فإن (سالومي) لم تفز بـ (قلب) يوحنا، فاتكفت بـ (رأسه)!!