نبيل غالي

جنوني وغرور سنار


*هناك أشخاص يعيشون داخل المدن..
*وهناك مدن تعيش داخل الأشخاص..
*وسنار تعيش في داخلي..
*فهي زهرة مدائن هذا الوطن.. وكل يغني ليلاه..
*ويا سلام سنار مدينة على حد قول شاعرنا إسماعيل حسن.
*كانت عودتي إلى سنار قبل أربع سنوات تقريباً..
*قسراً أبتعد عنها.. وحنيناً أعود إليها..
*فهي ليست ألبوماً من الصور أعود إليه..
*أو ذكريات رومانسية أحلِّق معها..
*إن سنار.. إمعان في تجديد دمائي..
*حتى لو أدى ذلك إلى النزف!!
*حينما زرتها قبل أعوام أربعة..
*وجدتها مازالت متدثرة بالوقار..
*وقار على جدران بناياتها القديمة والجديدة.. والتي في طور التشييد..
*وقار على فروع أشجارها التي جفت أوراقها من العطش..
*وقار على حديقتها العامة التي هجرتها العصافير..
*وقار على بوابة مدخلها..
*وقار على دار الرياضة بها وقد فقدت أنديتها شهية المنافسة..
*وقار على دار اتحاد فنانيها.. الذي كان نوَّارة المدينة..
*وقار على رابطتها الأدبية التي كانت وهجاً متألقاً..
*وقار على خطتها الإسكانية التي بعد أن أينعت وحان قطافها.. ذبلت!!
*وقار على طموح مهرجانات نادي الشعلة.. تلك الفعاليات التي صارت ترتعش كالطير الذبيح!!
*وقار على وجوه أبناء سنار وهم يعودون إليه مع كل عيد من المهاجر الداخلية والخارجية!!
*ليقولوا لها (كل عام وأنت بخير في الوقار)!!
*هل هناك مدينة تشبه سنار التي يشرق منها كل هذا (الوقار)؟!
* وهذا هو جنوني وغرورها..
*فمن الذي شاخ فينا؟!
*أنا أم هي.. أم الاثنان معاً؟!
*وسنار السلطنة والسلطانة.. أصبحت (عاصمة) للوقار!
*سنار: “سأسكت حين أكلم عينيك..
*حتى تطيش عن الروح..
*هوج السهام..
*فكم ذا يطيب السكوت..
*لديك..
*وكم ذا يطيب الكلام!!”