الطلاب الأجانب في الجامعات
راي : بشير حسن وقيع الله
انشغل الناس في الأسابيع الماضية بما أشيع ونشر حول كشف وغش امتحانات الشهادة السودانية.. والحمد لله فإن الأمر أنحصر في حالات الغش، ولم يتم الكشف الذي يؤثر على الممتحنين والذي ربما كان سيؤدي الى إعادة الامتحانات كما حصل في أحد الأعوام السابقة.. حتى إذا كان هناك كشف أو تسريب فإن ذلك قد انحصر أيضاً في أعداد محدودة، ولم يتسرب لخلاف المستهدفين به، ولم يستفد منه أحد غيرهم.. وحسبما جاء في التوضيحات فإن الأمر قد تم باستعمال تكنولوجيا عالية بين سماسرة وأسر وطلاب، ولكن إرادة الله التي ظلت تحرس هذا البلد قد سخرت إحدى المعلمات لكشف الأمر من خلال ملاحظات بدت لها.. إن الشهادة السودانية كما قيل خط أحمر، وأن سمعتها والاعتراف العربي والدولي بها يجعلنا نعض على أمنها وسلامتها بالنواجذ، وقد ظلت على مدى عشرات السنوات تحتفظ بميزاتها وسريتها. والحمد لله أن ما تم من تسريبات وحالات غش قد تم بواسطة طلاب أجانب، وقد أعجبني تأكيد الوزيرة المصرية التي زارت السودان لهذا الغرض بأن الشهادة السودانية لها ميزاتها وقدسيتها، وقالت إن الشهادة المصرية يضاف لها عشر درجات حتى تصبح في قوة الشهادة السودانية وأعجبني أيضاً تعليق المذيع المصري الذي أجرى مقابلة مع تلك الوزيرة وكرر بأن الغش في الشهادة السودانية أمن قومي.. وقال تصوروا أن ذلك في السودان وليس في أمريكا ولا اوربا، وأشاد في تعليقه في هذا الجانب بالسودان وقارن بما يجري في مصر- وهي بلاده- حيث تشجع الأسر- حسب قوله- الأبناء على الغش بل أن بعض الأسر تفتخر بذلك وبأبنائها الذين حققوا النجاح عن طريق الغش..
وهناك شق آخر في أمر الطلاب الأجانب الذين يدرسون بالجامعات السودانية.. لقد قرأت إستطلاعاً بإحدى الصحف عن هذا الأمر، فتبين أن هناك آلاف من الطلاب الأجانب يدرسون بالجامعات السودانية، ومنهم الأردنيون والسوريون والمصريون والسعوديون واليمنيون وخلافهم من الدول العربية ودول أفريقيا، وقد لاحظت أن أولئك الطلاب يثنون على الجامعات السودانية، وأغلبهم بالرباط، والنيلين، وجامعة أفريقيا، وقد ذكر بعضهم أنهم جاءوا للسودان بعد أن قارنوا بين كل الجامعات في البلاد العربية ففضلوا السودانية، وذكروا أن الأمن والأمان ومعاملة المجتمع السوداني عوامل جاذبة لهم.. وذكر أحدهم أنه التحق ولمدة ثلاث شهور بجامعة جزائرية، لكنه تركها وحضر للسودان وإلتحق بجامعة سودانية.. وأن طالبة مصرية تعيش أسرتها بالسودان أرادت الدراسة بالخارج فنصحتها صديقتها السعودية التي تدرس بالسودان بأن أفضل مكان هو السودان، وفعلاً جاءت والتحقت بجامعة الرباط، وقد شكرت صديقتها على ذلك، أن كل الطلاب الأجانب الذين تحدثوا في الإستطلاع أشادوا بالجامعات السودانية، وبالمجتمع السوداني، ولكن شكوا من سخانة الطقس في الصيف وغلاء الأسعار، وبعض المصاعب الإدارية في القبول، ومن الرسوم حيث تسدد بالدولار.
وفي إطار مراجعة أمر الطلاب الأجانب الذين يدرسون بالجامعات السودانية، وعلى خلفية ما تم من غش في امتحانات الشهادة السودانية، علمنا أن هناك لجنة سوف تنظر في أمر كل الطلاب الأجانب بالجامعات السودانية.. أنني آمل أن تضع اللجنة في حسبانها أن هؤلاء الطلاب قد إختاروا بلادنا للدراسة دون غيرها، وأنهم معجبون بجامعاتنا وبالمجتمع السوداني، ولذلك يجب أن يجدوا منا كل الترحيب، وأعتقد أن دور اللجنة يجب أن ينحصر في الجوانب الأكاديمية المؤهلة لدخول الجامعات ومطابقتها بالحد الأدنى لمستويات القبول الخاص.. أننا نعتز أن يصبح السودان قبلة لطالب العلم من العالم العربي والأفريقي والإسلامي، بل من دول أخرى في العالم، وأن نعمل على تذليل الصعاب أمام الطلاب الأجانب الراغبين في الدراسة بالسودان، حتى تصبح بلادنا مركزاً للإشعاع العلمي والثقافي.
آخر لحظة