(أصوات المدينة) تدعو للحب والسلام في شوارع الخرطوم
لوحة رائعة شكلها طلاب كلية الفنون الجميلة بجامعة السودان، وهم يلتفون حول فرقة أصوات المدينة للاستماع والاستمتاع بما تقدمه من إبداع فني، في مبادرة من الفرقة بإقامة عدد من الحفلات المجانية تحت شعار (حب وسلام)، أعضاء الفرقة هم مجموعة من الشباب المبدع الذين سخروا مواهبهم وفنهم في إشاعة روح المحبة والسلام وسط المجتمع، أحيوا عدداً من الحفلات في الميادين العامة، وفي منطقة الغابة بالخرطوم والمنتديات والمراكز، وظلوا يتجولون بإبداعهم من مكان إلى مكان ينثرون الحب بين الناس..
(آخر لحظة) جلست إليهم عقب حفلهم بكلية الفنون الجميلة واستمعت إليهم، وكانت هذه حصيلة ما خرجنا به من جلستنا معهم.
*بداية تحدث لنا عازف (ايقاعات ودرامز) محمد نور الدين عن خط سير (أصوات المدينة) أو ما تسعى لتقديمه، فقال إن فكرة الفرقة نبعت من البيئة المحيطة بنا والتي تدور بها أحداث الحياة اليومية وتجارب الإنسان البسيط، أو باختصار هي أسلوب حياة، وأضاف أن الموسيقى لها قوة تأثير عالية جداً سواء بالسلب أو الإيجاب، ولذلك لابد أن تستغل في كل ماهو مفيد، والتعامل معها كوسيلة لعكس قضايا وهموم الناس والعمل على حل مشاكلهم، وأصوات المدينة تسعى للمعالجة والتغيير عن طريق الموسقى.
البعد عن الابتزال:
أما حسين محمد عثمان عازف (صولو جيتار) بالفرقة أوضح لنا أن ما يميز تجربتهم عن غيرها هو أغنيات السرد القصصي، التي تقدمها الفرقة على مستوى الألحان والكلمات، وهي أغنيات تناقش وتعكس الواقع المعاش، وهنا يكمن سر تمييز أصوات المدينة لكونها تعبر عن الحياة اليومية باللهجة العامية المتداولة بين الناس، بعيداً عن التكلف، وبمعزل عن الابتزال.. وأشار الى أن القالب الموسيقي للفرقة حديث ومختلف، متمنين أن تأخذ الرواج الذي حظيت به التجارب الموسيقية السابقة.
رسائل من والى المجتمع:
ابراهيم بن البادية، والذي يعتبر القلب النابض للفرقة، لكونه عازف ويصيغ الكلمات والألحان ويؤديها بأسلوب احترافي ساحر.. قال إن أي فنان لابد أن تكون له مسؤولية تجاه مجتمعه، (اي فنان من محله بطريقته ممكن يفيد المجتمع)، الرسام مثلاً ممكن يرسم على الحيطان عشان يجمل الشوارع، الفرقة ركزت على المسؤولية المجتمعية أكثر من غيرها لكونها تحمل في أغنياتها رسائل واضحة ومباشرة من والى المجتمع، يمكن لأي إنسان فهمها، الى جانب المشاركة في عدد المبادرات الإنسانية، وهذا هو التغيير الحقيقي الذي نسعى إليه، وفي سؤالنا له عن اتقانه الفني في مايتعلق بكتابة النصوص والتلحين، قال بأنه لا يرى نفسه بالمبدع لأنه مازال في بداية الطريق.. وأضاف أن الفضل لله في الأول والأخير، لأن الإبداع موهبة من عنده.
دعم الموهوبين:
محمد أحمد المصطفى عازف (باص جيتار) بالفرقة، قال: إن الفرقة تعتمد على نفسها في كل شيء، فمنذ نجاحاتها الأولى فكرت في إقامة شركة انتاج خاصة بها للاعتماد على الذات في مايخص الرعاية الفنية والمادية.. أضف الى ذلك أن أصوات المدينة تفتح أبوابها لكل الشباب الموهوبين الباحثين عن فرصة (إننا دائماً مانحاول أن نكون منبراً لمن لا منبر له، حتى نصل بأنفسنا وبالمجتمع الى السلام الروحي).. أما محمد بيرم عازف (كلاسيك جيتار) بالفرقة وفنان تشيكلي يدرس بكلية الفنون.. قال إنهم يسعون لأن تكون لهم لونيتهم الخاصة في الغناء متقين التشابه والتكرار.
دعوة للحب والسلام:
ختاماً: تحدث لنا مدير الفرقة د. منتقى محمد الصديق (طبيب أسنان)، مؤكداً أن فكرة إنشاء الفرقة في الأصل نبعت لإحساسهم بأن السودان في حاجة للونية جديدة من الغناء، لتكون بمثابة مرآة عاكسة لأزمات المجتمع، لذلك سميت أصوات المدينة لتكون صوت (الكمساري بتاع الدكان، بتاع الاورنيش، ستات الشاي والكسرة ….الخ) والفرقة بدأت مزاولة نشاطها فعلياً قبل عامين من الآن، وشاركت في مبادرة ليوم الطفل وأطفال السرطان وغيرها.. في محاولة منهم للمس أوجاع المجتمع، وقال إنهم مازالوا متمسكين بشعارهم (الحب والسلام).. داعين أنفسهم، ومن حولهم لخلق مجتمع معافاة لاعلاء شأن السودان وشعبه.
الخرطوم: إمتنان بابكر
صحيفة آخر لحظة