منوعات

شاهد بالفيديو .. مصرية تبحث عن زوجها المختفي منذ 27 شهراً.. وهذه قصته

إن كنت تسير في شوارع القاهرة، ووجدت سيدة تقف بمفردها وترفع لافتة تسأل فيها عن مصير زوجها المختفي منذ أشهر، لا تستغرب، فهذه السيدة هي مها مكاوي التي تبحث عن شريك عمرها أشرف شحاته.

من هو أشرف شحاته؟

msr

أشرف شحاته، محامي ورجل أعمال، يبلغ من العمر 48، وأب لثلاثة أوﻻد، يمارس النشاط السياسي عبر عضويته في حزب الدستور، أحد اﻷحزاب المعارضة في مصر.
اختفى شحاته قسرياً ظهر يوم ١٣ يناير/ كانون الثاني ٢٠١٤، من أمام مدرسة خاصة مملوكة له في منطقة كرداسة بمحافظة الجيزة.

حررت زوجته مها المكاوي محضراً إدارياً باختفاء زوجها، وقدمت بلاغاً للنائب العام للمطالبة بالكشف عن مصيره، كما قدمت شكاوى إلى المجلس القومي لحقوق اﻹنسان وعدد من المنظمات الحقوقية لدعمها في المطالبة بالكشف عن لغز اختفائه. لكن كل هذه البلاغات والشكاوى لم تسفر عن نتيجة.

إلى من تتجه أصابع اﻻتهام؟

حمّلت مها المكاوي مسؤولية اختفاء زوجها لوزارة الداخلية المصرية وبالتحديد لجهاز اﻷمن الوطني، وأكدت أنها علمت “بشكل غير رسمي”، أن زوجها محتجز في أحد مقرات اﻷمن الوطني، وأنها حصلت على وعود وهمية عديدة بإطلاق سراحه.

وبررت مها موقفها هذا بالقول أن زوجها أخبرها في يوم اختفائه، وقبل خروجه من المنزل “لو تأخرت أنا رايح أشرب فنجان قهوة في أمن الدولة (اﻻسم المتداول لجهاز اﻷمن الوطني)”، ورجحت المكاوي أن سر اختفاء زوجها هو خلافه مع شقيقة رئيس وزراء سابق، إذ كانت تشاركه في المدرسة التي كان يملكها، وتمّ فضُّ الشراكة، ما ترتب عليه خلافات.

وأكد حزب الدستور، في بيان له، أن “الهدف من إخفاء أشرف يتعلق بحرمانه من ممارسة حقوقه السياسية بشكل غير قانوني”، وأن ذلك يعني “أن وزارة الداخلية مازالت تنتهج طرقاً غير قانونية وغير مشروعة للتخلص من المنافسين السياسيين”.

وحمل الحزب مسؤولية سلامة أشرف شحاته لرئيس الجمهورية ووزير الداخلية، وطالب بسرعة الكشف عن مصيره، أو إعلانه بالاتهامات الموجهة له والسماح له بالاتصال بمحاميه وتقديمه للمحاكمة، هو وغيره من المختفين قسرياً، أو اعتراف السلطات بضربها للقانون والدستور والمعاهدات عرض الحائط، وعدم اكتراثها بدولة القانون.

الرد الرسمي

من جهتها نفت وزارة الداخلية اﻻتهامات الموجهة إليها بإخفاء أشرف شحاتة قسرياً، وأكد مساعد الوزير ومسئول العلاقات العامة والإعلام اللواء أبو بكر عبدالكريم، أن الوزارة أكدت أكثر من مرة أنه لا يوجد أي تواجد لشحاته داخل أي جهاز من الأجهزة الشرطية ولم يتم إلقاء القبض عليه، لافتاً إلى أنه تم الرجوع إلى كل الجهات الأمنية وتم التأكد أنه لم يتم التعامل معه أمنياً.

وتقول زوجته أن أكثر من مسؤول في الداخلية أخبرها أن زوجها ليس لديهم، وأنه من الممكن أن يكون سافر خارج مصر.

وبالرغم من عدم اقتناعها بسفره إﻻ أنها قررت استخراج “شهادة تحركات” لمعرفة إن كان سافر خارج مصر أم ﻻ، وجاءها الرد- بعد شهور من اﻻنتظار- بأن “المذكور خارج البلاد”.

لكن هذا الرد لم يكن كافياً في رأي مها المكاوي التي قالت: “الشهادة بدون أي بيانات، لا سافر من مطار إيه ولا راح بلد فين ولا الشهادة عليها أي أختام”، وهو ما دفعها للتأكيد على أن زوجها قيد التحفظ لدى أجهزة الأمن نافيةً أي احتمالات أخرى.

زوجة ﻻ تكل

على مدار أكثر من عامين، واصلت السيدة مها المكاوي البحث عن زوجها دون كلل أو ملل، بدأت رحلتها بتقديم بلاغات إلى أقسام الشرطة والنائب العام، وشكاوى إلى المجلس القومي لحقوق اﻹنسان والمنظمات الحقوقية، ثم رحلات يومية إلى مقار النيابات وساحات القضاء والسجون ومكاتب المسؤولين، دون نتيجة إيجابية.

تجري مها وراء أي أمل يقودها إلى زوجها، فعندما أرسل إليها بعض المختفين قسرياً الذين تم إطلاق سراحهم في منتصف ديسمبر/ كانون اﻷول 2015، ليبلغوها أن زوجها موجود في سجن العازولي القديم، تقدمت ببلاغ من جانب المفوضية المصرية للحقوق والحريات لتوثيق ما ورد من معلومات ولكنها لم تتلقَّ أيّ رد.

وعندما أعلن المجلس القومي لحقوق اﻹنسان، أن اسم أشرف شحاته ورد ضمن أسماء المختفين قسرياً الذين كشفت وزارة الداخلية مصيرهم، منتصف يناير/ كانون الثاني/ 2016، سارعت زوجته إلى وزارة الداخلية للتأكد، ولكنها فوجئت بأن هناك تشابهاً في اﻷسماء وأن زوجها ليس هو المقصود.

وخاضت الزوجة إضراباً عن الطعام استمر 14 يوماً، شاركها فيه عددٌ من النشطاء السياسيين دعماً لقضيتها، للضغط على الحكومة من أجل معرفة مصير زوجها، كما شاركت في عشرات الوقفات اﻻحتجاجية والندوات والبرامج التلفزيونية للمطالبة بالكشف عن مصيره.

وأخيراً، لم تجد مها المكاوي شيئاً تفعله سوى الوقوف على سور محطة مترو البحوث وسط القاهرة، حاملةً ﻻفتةً تطالب بالكشف عن مصير زوجها.

لمشاهدة الفيديو اضغط هنا

huffpostarabi