مراهقون أفغان يبنون حياة جديدة بألمانيا
عدما خاضوا تجارب ملحمية أثناء رحلاتهم المروعة التي شقوا أثناءها أراضي آسيا وأوروبا، وصل عدد من المراهقين الأفغان إلى ألمانيا وبالتحديد إلى الجزء الريفي من شرق ألمانيا على نهر “مولديMulde” حيث يقضون أوقاتهم هذه الأيام في أمور لم تمر بخلدهم ولا حتى بأحلامهم من بينها تعلم فنون التجديف وممارسة الرياضة.
لم تكن رحلة هؤلاء المراهقين سهلة ولا ممتعة بعدما تركوا الأهل والوالدين هناك وراءهم وقرروا خوض التجربة بأنفسهم، وأن يدخلوا بلداً أوروبياً يجربوا حظهم فيه.
محاولاتهم للتأقلم والاندماج مازالت تحبو، لغتهم مازالت غير متقنة ولكن في نهاية الأمر بدأت أمورهم في التحسن ويمكن استشراف هذا من خلال الابتسامات التي تعلو ثغورهم أثناء حكيهم لقصصهم، فهؤلاء الشباب الذين فارقوا أهاليهم وقاموا بمغامرة ترك ديارهم بمفردهم يبدو عليهم السعادة وشيء من الاستقرار. هم إنما جزء صغير من ظاهرة كبيرة امتدت خلال السنوات القليلة الماضية لتغطي معظم القارة الأوروبية.
بحسب عدد من هيئات الإغاثة هناك على الأقل 20 ألفاً من هؤلاء الشباب والأطفال “فاقدي الرفقة” قاموا باللجوء إلى أوروبا وفي حقيقة الأمر هناك احتمالات بأن تكون الأعداد أكبر من هذا.
المراهقون الأفغان في ألمانيا الذين دخلوها مؤخراً دون ذويهم بدأت أحوالهم في التحسن رويداً رويداً وبدأوا في الانخراط في العملية التعليمية
بدون أهاليهم
وصلت نسبة الأطفال والشباب (من هم دون سن الثامنة عشرة) في ألمانيا خلال شهري يناير وفبراير من 2016 إلى 31% من إجمالي 120 ألفــــاً من طالبي اللجوء وذلك بحسب هيئة “إنقاذ الطفولة”، ويعتبرون من أكثر الفئات عرضة للمخاطر، لأنهم دخلوا الأراضي الأوروبية بدون رفقة من أي من أهاليهم.
يقـــــــــول حــــجة الله (14 عامـــــاً) الذي استطاع أن يثبت قدمه “متى سوف نعود لأفغانستان أمر غير معروف”، في حين يرد “خشراو” (16 عاماً) مسرعاَ: “إنها المرة الأولى التي أحس فيها بالأمان”.
بدأ الأفغان والسوريون في التوافد على مدرسة “Paul Guenther” في مدينة غينثان منذ شهر فبراير. لم يتم إخبار المدرسة إلا قبلها بفترة قصيرة جداً، حيث اضطرت إدارة المدرسة إلى فتح فصل لتدريس اللغة الألمانية كلغة ثانية لللاجئين أكانوا من هؤلاء الذين توافدوا إلى البلاد بمفردهم أو الذين دخلوها بصحبة أهاليهم من السوريين والأفغان.
المعلم “توماس سالفيلد” الذي كان يعمل مترجماً دخل سلك التدريس منذ فبراير، والهدف هو مساعدة الطلبة في أن يتقنوا اللغة الألمانية بأسرع وقت ممكن حتى يتمكنوا من متابعة الدروس الأخرى. “الأمر صعب وفيه تحدٍّ” بحسب المدرس “سالفيلد” ولكنه يبدو مصمماً على إنجاز المهمة كما يبدو على الطلبة التقدم بصورة سريعة، ويضيف سالفيلد “الطلبة عندي مثل الأسفنجة، ولديهم دافعية عالية جداً”.
العربي الجديد
اكثر الشباب تركا لدينهم والدخول الي النصرانية معهم الايرانيين