قوانين سبتمبر … كراهية الترابي لصنع يده
على نحو غير متوقع أقر زعيم الإسلاميين الراحل د. حسن الترابي بكراهيته لتطبيق الحدود ومنظر اليد وهي تسيل دماً إبان تطبيق الشريعة في عهد الرئيس الأسبق جعفر نميري, وقال الترابي خلال إفاداته لبرنامج شاهد على العصر الذي تبثه قناة الجزيرة إن شركات البترول الأجنبية غادرت البلاد في تلك الفترة بسبب تحريم الخمر، ولكن الترابي عاد وقال إن تطبيق الشريعة في ذلك الوقت كان له انعكاسات على المجتمع وإنها ساهمت في خفض معدل الجريمة واعترف بأن مظاهر الاحتفال بتطبيق الشريعة الإسلامية لم تكن موفقة ومحسوبة العواقب.
فلاش باك
الترابي باعتباره رائد تجربة تطبيق الشريعة الإسلامية بالبلاد ومنظّرها، جعل الرئيس نميري يثق فيه وعينه المستشار القانوني الخاص ليشرف بنفسه على تطبيق «قوانين سبتمبر» , كما تسميها بعض الأحزاب اليسارية ،وعلى الرغم من أنه قد تم إعفاؤه من كل مناصبه في يوم البيان نفسه الذي تم خلاله إعلان تطبيق الشريعة، إلا أن البعض عده محاولة لتمويه الشعب حتى لا تنسب تلك الخطوة إلى الترابي بوصفه زعيماً إسلامياً، وربما عضد ذلك الحماس الجارف الذي قاد به الترابي «الإخوان المسلمين» وبقية الحركات الإسلامية إلى مناصرة القوانين الجديدة بأشكال الدعم كافة،على صعيد الطلاب أو المنابر العامة في المساجد والمنشآت العامة، فضلاً عن مشاركة أفراد من الإخوان في تطبيق التشريعات الجديدة عبر الجهاز القضائي، وما نظمه الترابي من مظاهرة مليونية في الذكرى الأولى لإعلان تطبيق الشريعة أعطى التجربة قوة شعبية هائلة, مما يؤكد أن الخطوة لا يقدم عليها إلا من كان يؤمن بها.
كسب سياسي
حديث الراحل عن كرهه لتطبيق الشريعة بسبب سيلان الدم قوبل بنقد عنيف وأثار ثورة غضب وسط الإسلاميين, حيث يري المراقب العام للإخوان المسلمين الشيخ علي جاويش أن حديث الترابي يؤكد عدم حرص الرجل على تطبيق الشريعة وعدم إيمانه القاطع بالشريعة نفسها، جاويش الذي أبدى استغرابه من حديث الترابي اعتبر الأمر ليس كراهية أو محبة فهو تطبيق، ولم يستبعد أن يكون اعتراض الترابي لاحقاً على القوانين لمجرد الكسب السياسي وتحقيق البطولات، ولمعرفته بقوة إرداة نميري وعدم استطاعته معارضة نظام مايو آنذاك مما دفعه لمحاولة الاعتراض على تلك القوانين.
تمسح بالاسلام
ويواصل جاويش في حديثه قائلاً إذا كان الترابي يرى أن وجود الشركات الأجنبية أهم من تطبيق الشريعة فهذا يعني أنه كان يتمسح بالإسلام فقط ،ويضيف أن الترابي لم يؤمن بنظام الإخوان المسلمين أو حركتهم أو قادتهم وأفكارهم، ويختم جاويش حديثه لـ( آخر لحظة ) بأن الحدود تظل حدوداً سواء تم تطبيقها في عهد نميري أو غيره ،إلا إن كان الرجل يكره تطبيق الشريعة الإسلامية نفسها.
ردة
حديث الترابي لا يخلو من الخطورة إن لم يوصف بالردة ويدخل في دائرة الكفر بحسب رئيس حزب قوى اتحاد الأمة (اقم) محمود عبد الجبار المنتمي لجماعة السلفيين ،عبد الجبار حاول أن يتلمس العذر للراحل قائلاً إن الحدود يمكن أن تؤجل في ظرف من الظروف كما حدث في عهد سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله في عام الرماده ،إلا أنه عاد وقال إن الترابي لم يترك لنا مبرراً بحديثه أنه كان يتقزز من سيلان الدم عند تطبيق الحدود، وبرغم من تباين الآراء حول حديث الترابي بشأن الحدود إلا أن القيادي بالمؤتمر الشعبي أبوبكر عبد الرازق لم يخفِ اعتراض الترابي في تطبيق قوانين الشريعة الإسلامية التي قال إنه ساندها كمبدأ لسد الاتجاه أمام أي مرتد عن الإسلام، إلا أن أبوبكر يشير إلى أن الاختلاف كان في الحدود باعتبارها تمثل جزءاً محدوداً من الإسلام، لأن الإسلام في نظر الراحل أشمل وأوسع ويحوي قيم العدالة والمساواة، وزاد كان الاختلاف حول إنشاء محاكم خاصة لمحاكمة الناس، ويضيف ما عاب عليها أكثر أنها ركزت على التشهير بكل من يقيم فيهم الحد عبر وسائل الإعلام مما أثرعلى سمعة كثير من الأسر وهز المجتمع، أبو بكر ختم حديثه للصحيفة بأن تطبيق الشريعة كان شائه ولكن دعمناه من أجل الحفاظ على الأصل.
تقرير:عمر دمباي
صحيفة آخر لحظة
أعوذ بالله من الخذلان! لموت هذا الهالك اكبر نصره للشريعة وتطبيق الحدود في هذه البلاد!
هدي الله الشيخ جاويش . لو سمع كلام الترابي من فمه لما قال ما قال مع حسن الظن بالشخص . ما قاله الترابي ان منظر عقوبة قطع يد السارق شي لا يعجبة ,و هل منظر العقوبة يعجب .فهي شي كريه لتنفر الناس عن الفعل المعاقب عليه . حتى ان الترابي قال انه اغمي عليه لما شاهد المنظر . و لكل من يريد الاستيثاق من الكلام يمكن ان يشاهد الحلقة في اليوتوب.
اما عن شركات البترول و منع الخمر فهو حكى عن واقع هذه الشركات و حتى رد نميري عليهم ان من يعملون يقضون فترة اسابيع ثم يعودون الي بلادهم فيفعلوا ما شاءوا .