عالمية

فتاوى دعم السيسي: الزكاة لصندوق “تحيا مصر” تصل الله

دعا مستشار وزير الأوقاف، الشيخ صبري عبادة، اليوم الجمعة، المصريين إلى تخصيص زكاة أموالهم وصدقاتهم لصالح صندوق “تحيا مصر”، مؤكداً أن الأموال التي توضع في هذا الصندوق والصناديق الرسمية للدولة من أجل بناء الوطن “تصل إلى الله عز وجل”.
وقال عبادة في تصريح صحافي، إنّ “التضامن والوحدة الوطنية من أهم مقومات الإسلام”. وحثّ المصريين على المشاركة الإيجابية خلال شهر رمضان. وشدّد على أنه “لا بد أن يفهم أبناء الوطن كله، مسلمين ومسيحيين، أنهم لو أخرجوا زكاة إفطار رمضان بعشرة جنيهات، ووضعوها في صندوق “تحيا مصر”، فهم يقدمون الزكاة لإله يعلم نوايا الإنسان”، متابعًا: “يلا نبني مصر في رمضان، ونشارك مشاركة إيجابية”.
وأكد المستشار أن صندوق “تحيا مصر” بمثابة وعاء زكاة، بل ربما يكون أعلى وأعظم؛ لأنه يراعي ويعالج القضايا المهمة”، مضيفًا أن “التاريخ سيذكر أن هذا الصندوق هو من أهم مقومات وملامح المرحلة الحالية”.
وكان وكيل وزارة الأوقاف قال في تصريح صحافي سابق، إنّ “الأمر استقرّ، وتمّت البيعة لولي الأمر، وهو الرئيس عبد الفتاح السيسي، والخروج عليه يعتبر خروجاً على ثوابت الإسلام”، مضيفاً أن “الصلاة دليل إيمان ولي الأمر، وبالتالي لا يجوز الخروج عليه بعدما استقرت له البيعة الإسلامية من خلال الانتخابات، وبيعة أهل الحل والعقد من كبار المشايخ، كما لا يجب الخروج عليه بأي عدوان، ومنها التظاهرات”.
وفي نوفمبر/ تشرين الثاني 2015، أجازت دار الإفتاء المصرية، التبرع لصالح “صندوق تحيا مصر”، من الناحية الشرعية، وكذلك دفع أموال الزكاة والصدقات لإصلاح شبكات الصرف التي تعمل على تصريف مياه الأمطار المتراكمة، وكذلك دفعها لإنشاء مخيمات إيواء للمتضررين في أحداث السيول التي أوْدت بمساكنهم، الشتاء الماضي.

وفي 25 فبراير/ شباط الماضي، كشف السيسي عن حصيلة صندوق “تحيا مصر”، والذي ظل لغزا للمصريين طيلة العامين الماضيين، وقال لأول مرة إن الأموال التي تلقاها الصندوق تبلغ 4.7 مليارات جنيه (600 مليون دولار).
ويقول مراقبون إن حجم الأموال التي تم الإعلان عن تلقيها لصالح الصندوق منذ إنشائه يفوق بكثير الرقم الذي أعلن عنه السيسي، متسائلين عن مصير بقية الأموال التي تلقاها.
ودشنت الرئاسة المصرية في يوليو/تموز 2014 صندوق “تحيا مصر” تفعيلا للمبادرة التي أعلنها السيسي بإنشاء صندوق لدعم الاقتصاد، وقال السيسي حينها إنه يستهدف جمع ما يصل إلى مائة مليار جنيه (12.7 مليار دولار).
واستجاب رجال أعمال ومواطنون لدعوة السيسي حينها للتبرع، بعدما قال: “لو كل يوم 10 ملايين من 90 مليون مواطن معهم موبايل يصبّحوا على مصر بجنيه هنجمع 10 ملايين جنيه في اليوم، يعني 300 مليون في الشهر يعني 4 مليارات في السنة”. وأضاف “هقول تعبير صعب جدا والله العظيم أنا لو ينفع أتباع لاتباع”.

وكان الصندوق قد أعلن خلال الفترة الماضية عن تمويل مجموعة من المشروعات لتطوير العشوائيات وعلاج المرضى بفيروس “سي”، بالإضافة إلى توفير سيارات أجرة وعربات نقل مبرد للشباب، إلا أن مراقبين يشككون في حقيقة تلك المشروعات.

ومنذ اعتلاء عبد الفتاح السيسي سُدة الحكم في مصر، حرص على استدعاء الدين، الإسلامي والمسيحي، في محاولة للتأثير على قناعات الشعب المصري، الذي يتّجه بغالبيته إلى القيم الدينية، بوصفه شعباً يميل إلى أن يكون محافظاً.
كما ركّز السيسي في خطاباته على دور المؤسسة الدينية، مطالباً إياها بتجديد الخطاب الديني، وتحريره من قيود الظلامية، التي يلتحف بها معارضوه، كما يصوّرهم السيسي وإعلامه.
ومنذ تلك اللحظة، فهمت المؤسسات الدينية الرسمية وغير الرسمية الرسالة، فتسارعت وتيرة المساندة الدينية بالفتاوى والآراء المواكبة لأزمات النظام وقائده، حسب كثير من المحللين، بشكل يؤكد أن المؤسسات الإسلامية في مصر في عهد السيسي باتت أكثر من مجرد أدوات دعم للنظام، بل أضحت جزءاً من الطغيان نفسه.

انتعشت بورصة الفتاوى السياسية في مصر ووُجهت بالأساس ضد معارضي النظام، للتغطية على السياسات وقمع الاحتجاجات الشعبية المطالبة بالحرية


وانتعشت بورصة الفتاوى السياسية في مصر ووُجهت بالأساس ضد معارضي النظام، للتغطية على السياسات الخاطئة وقمع الاحتجاجات الشعبية المطالبة بالحرية. واستبقت الفتاوى القرارات السياسية في تناغم غير مسبوق.
كما دأبت مشيخة الأزهر على الدفع بأعضائها للإشادة بالسيسي، ووصلت المبالغة في الثناء عليه إلى تشبيه السيسي بالأنبياء، وإصدار فتاوى تُجيز فقء عيون معارضيه، في توظيف للدين لخدمة السلطة.
وتعددت تصريحات المشايخ المشيدة بالسيسي والمهاجمة لمعارضيه، كإجازة أستاذ الشريعة في الأزهر، الدكتور عطية عبد الموجود، للرئيس أن يفقأ عيون المصريين إن كان ينفّذ في ذلك شرع الله. وإلى جانب ذلك، أفتى أستاذ الشريعة الإسلامية في جامعة الأزهر، الدكتور أحمد كريمة بتجريم ترديد شعار “يسقط حكم العسكر”.
وذهب أستاذ الفقه في جامعة الأزهر، الدكتور سعد الدين الهلالي، إلى وصف السيسي ووزير الداخلية السابق، محمد إبراهيم، بأنهما “رسولان بعثهما الله لحماية الدين”. وقال الهلالي، إن “الله بعث رجلين هما السيسي وإبراهيم، كما أرسل من قبل موسى وهارون.
كما وصف وكيل وزارة الأوقاف، الشيخ سالم عبد الجليل، معارضي السيسي بأنهم “بغاة يجب قتلهم”. وحرّض المفتي السابق، علي جمعة، علناً، على قتل المعتصمين في ميدانَي رابعة والنهضة، قائلاً، “طوبى لمن قتلهم وقتلوه”. ثم أضاف إنّ “الأمير الآن يمثّله الرئيس عبد الفتاح السيسي، ويجب طاعته وعدم عصيانه”، مسترشداً بأحاديث نبوية.

العربي الجديد