كيف ينام الرئيس؟
قد يبدو العنوان غريباً في نظر البعض، وقد يعتبره آخرون تطاولا، ولكن الحقيقة غير ذلك، فمن حقي كمواطن أن أعرف كيف ينام الرئيس؟
من المعروف طبيا أن النوم الهادئ والعميق يؤدي إلى اتخاذ قرارات صائبة وسليمة، بينما يؤدي النوم المضطرب والقلق إلى اتخاذ قرارات غير دقيقة وخاطئة، فمن حق الشعب أن يطمئن على نوم الرئيس الذي يتخذ يوميا الكثير من القرارات المؤثرة بحق الشعب.
بالتأكيد ليس الهدف معرفة كيفية النوم، بمعنى هل ينام مثلا على جانبه الأيمن، تأسيا برسولنا الكريم أم على الأيسر. ليس هذا هو السؤال، بل: هل ينام بعمق مرتاح البال والضمير، هادئ النفس ساكن القلب أم لا؟ علما بأن ما دفعني للسؤال هو اضطراب نوم المواطن، الذي يقضي ليله قلقا أرقا، فكيف ينام الرئيس وآلاف المعتقلين في السجون (بلغ عددهم، كما قال رئيس مصلحة السجون الأسبق أكثر من 80 ألف معتقل بعد انقلاب يوليو)؟
وكيف ينام الرئيس، والمئات من طلاب الجامعات تم فصلهم نهائيا وتدمير مستقبلهم لرفضهم قانون التظاهر مثلا أو اعتراضهم على اتفاقية الحدود؟
كيف ينام الرئيس، وملايين الفلاحين يشكون نقص المياه وبوار الأرض الزراعية، ووزارة الزراعة تمنعهم من زراعة المحصول، الذي اعتادوه منذ عقود لنقص المياه؟
كيف ينام الرئيس، والشائعات تتواتر وتتكاثر حول أسباب سقوط الطائرة المصرية، وعلاقة ذلك بصفقة الماسترال الفرنسية وقيمة عمولاتها؟
كيف ينام الرئيس، والعاملون في السياحة توقفت أعمالهم منذ أكثر من سنة، ولا يجدون مصدر رزق لهم ولأسرهم؟
كيف ينام الرئيس، والغلاء يضرب أسعار كل السلع والـ 3 جنيهات، التي أمر بها، لا تعوض ثمن ارتفاع كيلو أرز واحد يكفي وجبة واحدة لأسرة متوسطة؟
كيف ينام الرئيس، وهو يعلم أن موكب سيادته لافتتاح مبنى هنا أو طريق هناك أدى إلى توقف الحياة لساعات، فتعطل العمل وتأخر المرضى وتغيّب الأساتذة؟
كيف يمكن أن ينام الرئيس نوما هادئا وأمامه كل هذه الأسئلة؟
أليس من حق الشعب أن يسأل ويعرف؟ أم أن كل هذه الأسئلة لا تؤرقه ولا تشغل باله؟ أم أن لديه أجوبة، ولن يفصح عنها كي لا تعرفها قوى الشر؟
نريد أن نعرف كي يطمئن الشعب على نوم رئيسه ليطمئن على ما يتخذه من قرارات، ويصدره من أوامر في الصباح بعد أن يستفيق من نومه. صحيح هناك مواطن إسكندري (ما زال البحث جاريا عنه) قال له “متخفش”، ولكن هل تكفي عبارة هذا المواطن ليطمئن الشعب؟ هل تكفي لينام الرئيس مرتاح البال، هادئ الفكر أم أن هناك أسبابا أخرى تحقق له ذلك؟ أليس من الطبيعي أن يعلم الشعب هذه الأسباب لكي ينام المواطن أيضا مرتاح البال مطمئنا لغده ومستقبل أولاده؟ أم أن نوم المواطن مرتاحا أصبح مستحيلا رابعا لا يمكن الحلم به؟
محمد لطفي
العربي الجديد
بتتكلمو عن ياتو ريس انتو بشو
ولا السيسي
طبعآ العنوان غريب لانو شبكة النيلين أصبحت شبكة مصرية لا يهمها الشأن السوداني
ونحن ايه اللي يهمنا في هذا الموضوع مفروض تورونا كيف ينام بشة