هوس النساء بالتسوق أواخر رمضان.. حاجة أم عادة أم ترفيه وفراغ!
اعتادت النساء على الشراء والتسوق طوال أيام السنة إلا أن هوسهن بالتسوق أواخر شهر رمضان أمرًا ملفتًا للانتباه، حيث تتضاعف الأعداد والزحام يطال جميع الأماكن.
“المواطن” استطلعت آراء بعض النساء حول هوس الشراء القاتل الذي يُرافقهن طيلة الأيام.
سباق للشراء
في البداية قالت هند: مع نهاية رمضان تتزاحم النساء على الأسواق وكأنهن في سباق لشراء الملابس والعطور والإكسسوار وحلوى العيد، حيث إن بعض النساء يرين أن أنوثتهن لا تكتمل إلا بالتسوق المتكرر والتباهي بذلك أمام الأخريات.
وأضافت أن كثير من النساء يعللن كثرة التسوق بالحاجة لشراء المستلزمات الناقصة أو بسبب الملل من جلسة البيت، خاصةً أن الأسواق تفتح أبوابها تقريبًا من الساعة التاسعة والنصف مساءً وحتى ساعات الفجر المتأخرة، وأصبحت المرأة تجد مكانًا للتسوق والترفيه والاجتماع مع صديقاتها في كافيه أو جلسة في الأسواق النسائية.
العيد لا يأتي مُباغتة
وقالت ندى سعود:” للأسف أصبحنا في جهل أكثر مما نعتقد فهو شهر واحد في سنة كاملة والعيد لا يأتي مُباغته أو بشكل مفاجئ فمنذُ خُلقنا فالعيد هو أول أيام شهر شوال، لذلك لن يؤذي أحدنا التسوق قبل العيد بشهر أو شهرين ونختار ما نشاء”.
ترفيه وحاجة
وتقول أم عصام: كثر هوس النساء للسوق والشراء بدون حاجة، وتجميع الأشياء دون استخدامها، كذلك اتخذها البعض كترفيه وتسلية فأعتقد أنه هروب من الحالة النفسية للتسوق.
وذكرت آلاء محمد بأن أغلبية المتسوقات يذهبن للحاجة وخاصةً إذا كان لديهن عدد من البنات فنرى الأمهات يتسوقن عِدة مرات، أما التردد على الأسواق فمن أجل الملهيات والتسلية.
العشر الأواخر
وأردفت فوزية قائلة:” شهر رمضان شهر العبادة والتقوى والرجوع إلى الله، يزيد فيه الإقبال على الله ومن المفترض كوننا مسلمين أن نتفرغ فقط لهذا الشهر الفضيل في العبادة، بل ونضع جميع طاقاتنا فيه ناهيك عن تلك العشر الأواخر التي تنافسن النساء في الخروج من المنزل بحجة الشراء للعيد وكثرة الزحام بدلاً من استغلال الوقت، فالعشر الأواخر زاد لمن أراد أن يستزيد من زاد الله”.
إدمان سلوكي
وقالت أمل الدريبي: “إن هوس النساء بالأسواق هو حالة من الإدمان تُصيب المرأة وتفقد فيها السيطرة إلى أن أصبح الشراء دون حاجة فأصبح عادة استهلاكية وظاهرة سلوكية لدى كثير من النساء لحدوثها باستمرار خاصةً مع انتشار المولات والمتاجر الكبيرة، وكذلك حسابات المواقع الإلكترونية فنجد بعض الأخوات تشتري منها دون حاجة وإنما هوس شراء”.
ظاهرة اجتماعية
ومن هذا المنطلق أخذنا رأي الإخصائية الاجتماعية هند الغامدي فقالت: ” تزدحم الأسواق بالمتسوقين للاستعداد للعيد والتحضير له وخاصة خلال العشر الأواخر من رمضان ويكون ذلك من خلال جولات يومية ومتكررة، ويعتبر هوس الشراء ظاهرة اجتماعية تحولت إلى عادة فقد تذهب المرأة إلى السوق قاصدة شراء غرض معين وتعود إلى المنزل مُحملة بالأكياس وقد تكون غير محتاجة لها”.
واستطردت”سر هذا الهوس يرجع إلى شعور المرأة بالوحدة والفراغ أو التباهي والتفاخر أو للساعات الطويلة التي تُفتح فيها الأسواق في رمضان، وقد تُعلل ذلك بأن الملابس الجديدة لا تنزل الأسواق إلا في هذه الفترة”.
ومن خلال الدراسات التي أجريت على هذا الموضوع توصلوا العلماء إلى قاعدة مفادها:بأن الحالة الصحية والنفسية تتحسن عند النساء أثناء التسوق حتى لو كُن يشعرن ببعض التعب والإرهاق؛ لأنهن يجدن فرصة للتنفيس عن الضغوط اليومية التي يتعرضن لها، كذلك الإعلانات التلفزيونية بآخر صيحات الموضة والتخفيضات لها دور في التأثير على النساء وجذبهن للتسوق، ولابد أن يدركن النساء بأنه يوجد نوعان من التسوق الإيجابي الذي يُلبي احتياجات الأسرة الضرورية والتسوق السلبي المهدر للوقت والمال.
وحذرت الغامدي من الوقوع في فخ التخفيضات والإعلانات وشراء كل ما في السوق، وقالت: اشتري ما هو ضروري، عليك بتحديد ميزانية عند النزول للسوق والشراء بها، الشراء للضرورة الفعلية وليس للتباهي والتفاخر، نريد أن نغير شعار تردد كثيرًا وأصبح بصمة في النساء وهو أن النساء أصبح التسوق لديهن عادة لا حاجة نريد أن يُقال عن النساء إنهن يذهبن للتسوق (حاجة لا عادة) .
المواطن