تحقيقات وتقارير

سيد خليفة .. (صوت السماء)

يصادف يوم غدٍ الأحد الذكرى الخامسة عشرة لرحيل الفنان سيد خليفة الذي ترك إرثاً فنياً ثميناً وإبداعاً ما زال حياً يمشي بين الناس.
سيد خليفة تقول سيرته الذاتية إنه سيد محمد الأمين الخليفة الأمين ، من مواليد قرية الدبيبة التي قدمت للساحة الكثير من المبدعين ، في العام 1931م, وكانت نشأته بالمنطقة, غير أن والده كان مادحاً شهيراً.
تلقي سيد تعليمه في خلوة بقريته حيث درس فيها مبادئ الكتابة والقراءة وحفظ بعض سور القرآن, ثم واصل تعليمه الإبتدائي بمدرسة الدبيبة الأولية في قرية الدبيبة ومن بعدها مدرسة العيلفون.
وهو في بواكير صباه بعث به والده إلى مصر لدراسة العلوم الدينية في الأزهر الشريف ، لكن حبه للفن والموسيقي حاد به بعيداً عن الطريق الذي رسم له فاتجه لمعهد فؤاد الأول للموسيقى ليروي عطشه من النغم ويبدأ خطوات مشواره الأول في طريق الفن ، وما كان لحظتها يتوقع أن تكون نهاية هذا المشوار هو ارتقاء سلم المجد الفني ، بعد ذلك إلتحق بالمعهد العالي للموسيقى بالقاهرة وواصل دراسته وإشباع هوايته والسهر على تحقيق حلم عمره حتى تخرج فيه في العام 1958م بشهادة مطرب دارس للموسيقى.

شهرة خارجية
قبل أن يعود سيد خليفة للخرطوم شارك في حفلات أضواء المدينة في القاهرة كأول فنان سوداني يغني للجمهور المصري من على خشبة مسرح ، وعن ذلك يقول لنا عطية الفكي (في عام 1953 أعلن برنامج (أضواء المدينة) بإذاعة القاهرة حفل بمناسبة احتفالات الذكرى الأولى لثورة 23 يوليو المصرية، وفتح البرنامج الفرصة لفنانين عرب إلى جانب فناني مصر المعروفين آنذاك، فتقدم سيد إلى اللجنة للمشاركة ، وكاد أن يتم استبعاده لعدم امتلاكه لأغنيات خاصة ، لكن اللجنة سمحت له بالمشاركة وطالبته بالاستعداد للحفل ، فجاء الحفل وغنى سيد وألهب حماس الجمهور المصري الذي منحه شهادة الإجازة كفنان من قبل أن تمنحها له الإذاعة السودانية.
في الخرطوم :
عاد الفنان المحمل بشهادات الموسيقى والعليا وشهادة الجمهور المصري للخرطوم ، وكانت أولى محطاته العملية هي إذاعة أم درمان التي قصدها بغرض الغناء فقابل مديرها آنذاك متولي عيد الذي نصحه بمقابلة لجنة إجازة الأصوات والتي لم تتأخر في إجازة صوته واعتماده مطرباً يسمح له بالغناء عبر أثير (هنا أم درمان) بعد مقابلته لها والغناء أمامها.

(صوت السماء)
بعدها انطلق فناننا الكبير في فضاءات الفنون والإبداع مقدماً نفسه كأفضل ما يكون التقديم عبر أغنيات خاصة من ألحانه ، حيث تفرد مع حلاوة وطلاوة ونداوة وقوة الصوت بملكة التلحين فغنى للحب والسلام و للوطن ولثورة مايو.
كان يلحن أغانيه ويضع موسيقاها بنفسه ولكنه تعامل أيضاً مع عدد من الملحنين والموسيقيين منهم إسماعيل عبد المعين و برعي محمد دفع الله و بشير عباس و علي مكي كما غنى لعديد الشعراء وعرف أيضاً بإظهار تفاعله مع أغانيه أثناء الأداء، فيبدو الحزن أو السرور في قسمات وجهه تبعا لمسار الأغنية و اشتهر أيضاً بحركاته الراقصة والعفوية أثناء أدائه الغنائي.
وكان دائماً ما يختم حفلاته بأغنيته الشهيرة (أودعكم .. أفارقكم) التي تعتبر من أشهر أغنياته في الخارج بعد (المامبو السوداني).

الفنان السفير
شارك الفنان سيد خليفة في كثير من المناسبات الوطنية لكثير من دول الجوار والصداقة ، وكثيراً ما غني للسودانيين في دول مختلفة ، الشيء الذي أكسبه شعبية كبيرة لم يصلها فنان قبله أو بعده في منطقة القرن الأفريقي ، كما تغنى بأغنياته الكثير من الفنانين الأفارقة ، هذا غير الغناء في عدد من الدول الأوروبية والأمريكية.
وآخر حفل عام غنى فيه كان ضمن منشط خيري في أبوظبي بفندق المريديان أواخر مايو من نفس العام الذي شهد رحيله وكان الحفل لصالح جمعية المرأة السودانية.

(النهاية)
عانى الفنان سيد خليفة من مرض القلب كثيراً وأجرى عملية جراحية ، ومع ذلك ظل مواصلاً لمشواره الفني بكل الحضور والألق حتى تعرض إلى وعكة صحية لم يتحملها قلبه الكبير ، فغادر إلى الأردن لمراجعة الأطباء الذين حجزوه هناك في رحلة علاج لم تستمر طويلاً حيث توقف القلب الملئ بالحب للفن ولكل ما هو جميل عن الخفقان ، وتوفي الفنان السفير في يوم الثلاثاء الموافق الثالث من شهر يوليو من العام 2001 ووري جثمانه مقابر الدبيبة لتطوى صفحة ناصعة لاسم قدم من الفن ولم يستبقِ شيئاً ، لتبقى السيرة ويبقى إبداعه على مر الأجيال.

رسمه : معاوية محمد علي
صحيفة آخر لحظة

تعليق واحد

  1. كيف تقول صوت السماء ؟؟؟؟؟ اما انك صحفي جاهل و حيوان
    المفروض يدوك طلقه في راسك الشين دا