اقتصاد وأعمال

أوراق اليورو الجديدة من القطن وصعبة التزوير

طرح البنك المركزي الأوروبي حديثاً عملات لليورو من فئات مختلفة، مستعملا القطن بدلا من الورق وتقنيات جديدة تمنع تزوير الأوراق النقدية.

تنتشر في الأسواق كثير من نقود اليورو الورقية المزيفة رغم رموز الأمان الكثيرة التي تحملها. وتم اكتشاف أكبر عدد من العملات المزيفة من اليوروهات العام الماضي، منذ بدء العمل بالعملة سنة 2002. وسجل البنك المركزي الأوروبي 900 ألف عملة ورقية مزيفة في مختلف أنحاء العالم. ما دعا البنك الأوروبي إلى إصدار نسخ نقدية جديدة .

بدأ البنك المركزي الأوروبي بإصدار النسخ الجديدة من العملات النقدية لمحاربة تزييف العملة. وأصدر البنك في سنة 2013 نسخة من فئة 5 يورو وتبعها في عام 2014 بنسخة 10 يورو، وفي 2015 نسخة من فئة 20. أما في عام 2017 فيصدر البنك نسخة جديدة من فئة 50 يورو. وستتبعها فئات 100 و 200 يورو في عام 2018. أما النسخة الجديدة من فئة 500 فكان من المفترض أن تنزل في عام 2019، لكن البنك الأوروبي أوقف إصدارها.

القطن يشكل الأساس للعملات الورقية الجديدة، وذلك بسبب إمكانية تمدد القطن مقارنة بالورق الاعتيادي. وكذلك عدم تلف القطن عند تعرضه للماء. وتستعمل الألياف القطنية القصيرة في صنع العملات الورقية.

تقوم آلات خاصة بتبييض القطن وغسله وتحويله إلى ورق. وطريقة دمج وعمل القطن سرية. إذ تقوم آلات خاصة بتحويل عجينة القطن إلى قطع طويلة من الورق. وتحمل العجينة رموز الأمان والعلامات المائية.

العملة النقدية الجديدة من فئة 50 يورو تحمل أكثر من 10 رموز أمان، لجعلها صعبة التقليد. ومن رموز الأمان المستخدمة في الأوراق النقدية الرقاقات الفسفورية الخاصة التي تقوم مطبعة “غيسيكه وديفرينت” الألمانية بإضافتها للعملة.
إضافة الألوان للعملات عملية معقدة تتم أيضا في مطبعة النقود. فمثلا يتم إضافة 10 كيلوغرامات من الألوان لكل 400 ألف ورقة نقدية من فئة 20 يورو. ومن ثم ترسل الأوراق إلى آلات خاصة تزن نحو 80 طنا تقوم بإضافة أختام أمان لا يمكن تقليدها وأرقام فسفورية تتغير ألوانها عند تعرضها للضوء.

أحد مصممي العملات الورقية الجديدة هو الألماني راينهولد غيرشتيتر، الذي شارك في تصميم عملة المارك الألمانية التي سبقت اليورو. وتحمل العملات النقدية الأوروبية رموزا لعصور مختلفة. ففئة 5 يورو مثلا تحمل قوسا يعود إلى العصور الوسطى، وتحمل العمل النقدية الأخرى رموزا تعود للفترة الرومانسية وأخرى للقوطية والباروك والنهضة، وأخيرا عصر النهضة الصناعية.
تطبع العملات الورقية الأوروبية في مطابع معدودة في أوروبا تتوفر فيها شروط الأمان العالية. وتحمل كل عملة نقدية رقما. وتحمل كل دولة أوروبية مشاركة في اليورو رمزا خاصا بها في العملة.

كانت الدول المنضمة لليورو تتولى بنفسها طباعة العملة وتطلب من شركات طباعة محلية طبع العملات. لكن البنك الأوروبي قرر تحمل هذه المسؤولية وتوقيع عقود خاصة لطبع النقود لتخفيض التكاليف، وهو ما جعل شركات طباعة النقود تعاني من مشاكل مالية كبيرة. مطبعة “غيسيكه وديفرينت” الألمانية قررت غلق مقرها في مدينة ميونيخ وفصل 700 موظف من العمل، وقررت الاعتماد على مقريها في لايبزيغ وفي ماليزيا، تخفيضا للتكاليف.

بعد طباعة العملات الورقية يتم تقطيعها. وأُضيف للعملة الجديدة طبقة حماية لامعة تعمل على إطالة عمر النقود. وتعاني شركات طباعة النقود بصورة عامة من التقدم التقني الكبير الذي يقلل من الاعتماد عليها. بالإضافة إلى أن ظهور عامل الاعتماد على البطاقات البنكية في التعامل النقدي.

يتم فحص الأوراق النقدية عبر كاميرا فائقة السرعة للتعرف على أخطاء الطباعة قبل طرح العملة للتداول. ويتم تقطيع الأوراق النقدية غير الصالحة للاستعمال وتحويلها إلى حبيبيات صغيرة. وتستخدم نفايات النقود في الجدران العازلة للصوت مثلا.
عملة اليورو من فئة 500 تكلف المطبعة 16 سنتا فقط. وتقل تكاليف الإنتاج مع زيادة أعداد النقود المطبوعة. وستكون النسخ النقدية الجديدة من يورو أكبر من السابقة.

DW