صورة مكررة لمشهد مأساوي السيول والأمطار.. المعاناة تتشابه شرقاً ووسطاً وغرباً
مدني تتنفس تحت الماء.. وهمشكوريب تغرق.. والنهود تستغيث
السيول والأمطار تحدث خسائر كبيرة في الأرواح والممتلكات
ضربت السيول والأمطار عددا من مناطق البلاد وأحدثت أضرارًا بالغة في الممتلكات والأرواح، وأطلقت الكثير من المناطق نداءات استغاثة لمواجهة الحالة الإنسانية الحرجة والصحية المتردية.
“الصيحة” تجولت شرقاً حيث همشكوريب التي اجتاحتها سيول غير مسبوقة، وفي الوسط وقفت على حجم المعاناة التي تكبدها مواطنو ود مدني جراء الأمطار الأخيرة، وفي الغرب بحث مواطنو النهود عن السلطات الحكومية لتخفف عنهم حجم الأضرار وشكلت غياباً كالعادة، ونتابع بالصورة والقلم حصيلة جولتنا.
الحكومة منغمسة في الطرب والمدينة تغرق
ود مدني.. عروس الجزيرة تعلق في وحل الخريف
عاشت مدينة مدني أياماً عصيبة عقب هطول الأمطار التي استمرت لساعات طوال وفي ظل غياب التصريف امتلأت الشوارع بالمياه ودخلت الى البيوت ليعيش المواطنون حالة من المعاناة وهم يحاولون جاهدين إيقاف تيار المياه الجارف حتى لا تتعرض ممتلكاتهم الى الخسائر، وأشار بعض المواطنين الذين استطلعناهم الى أن حكومة الولاية انشغلت بالمهرجانات والبهجة وتفاجأت بقدوم الخريف على الرغم من أن الكل يعلم مستوى الخريف في هذه المدينة لتفشل حكومة الولاية في هذا الامتحان المكشوف، وهي تهتم بأشياء جانبية لا يستفيد منها المواطن في شيء، وبحسب المواطن عمر بركات العبادي الذي يسكن الدرجة الأولى فإن الوضع خطير لأن المياه تحاصر المنازل من كل الاتجاهات وتخوف عمر من انتشار الأمراض مثل التايفويد بعد تفشي مرض الملاريا بصورة لم يسبق لها مثيل، وقال: كنا في كل عام نتصل بالشؤون الهندسيه فترسل العمال والبوكلين فيتم فتح وتطهير المصارف، أما الآن تم ردم المصرف الرئيسي لإقامة شارع جديد، ولا يوجد أي مصرف يعمل في حي الدرجة، ونحن في انتظار رحمة ربنا حتى يتبخر الماء بعد أن أصبحت بركة ومرتعًا لتوالد البعوض، وأشار عمر الى أن أي منزل بالحي لا يخلو من إصابة بمرض الملاريا وأضاف: وأنا شخصياً الآن مصاب بالملاريا ونرجو من أي جهة أو أبناء الحي تدبير عربات شفط لأن الطلمبات لا تجدي نفعاً كما أنه لا يوجد مكان لتصريف المياه وفي حال هطول الأمطار مرة أخرى سيتفاقم الوضع.
وفي حي بانت الذي يقع في مدخل المدينة تراكمت المياه بكميات كبيرة ابتداء من صينية بانت التي تتفرع منها ثلاثة شوارع رئيسية وحاصرت المياه سكان الحي ومدرسة مدني الفنية الصناعية، وبحسب المواطن محمد سيف فإن غياب المحلية وتجاهلها لخطورة الخريف أدى الى هذه الكارثة، وتوقع محمد حدوث كارثة بيئية بالمدينة سيدفع ثمنها المواطن. أما السوق الجديد فالصورة وحدها تتحدث ولا تحتاج الى تعليق، معظم الذين التقيناهم أكدوا أن الكارثة الأخيرة سببها الأساسي الأخطاء الهندسية بعد التحسينات التي طالت بعد الشوارع ولم تراع عملية التصريف .
مصرع وفقدان ثمانية مواطنين
همشكوريب.. مدينة القرآن تغمرها سيول إرتريا
همشكوريب: سيف الدين آدم هارون
تعرضت محلية همشكوريب بولاية كسلا لأمطار غزيرة وسيول من المرتفعات الإرترية في سابقة لم تشهدها المنطقة من قبل وتسببت في مصرع وفقدان 8 مواطنين وأوقعت خسائر مادية فادحة، وأشار محمد دين حسن أوهاج نائب دائرة همشكوريب بالمجلس التشريعي بالولاية، الى أن السيول جرفت عددا من القرى والفرقان بجانب المحلية، ما أدى الى وفاة خمسة مواطنين 3″ أطفال وامرأتان”، وقد تم مواراتهم الثرى صباح أمس بجانب فقدان 3 أطفال، مبيناً أن الأمطار التي هطلت عصر أمس بالمدنية والسيول التي تدفقت نحو المنطقة في الساعات الأولى من صباح أمس عبر الخيران والأودية جرفت القرى وأضاف: أوهاج: المحلية صارت معزولة، وتطرق للجهود المبذولة من قبل والي كسلا آدم جماع وغرفة الطوارئ برئاسة العميد محمد عيسى عبد القادر معتمد محلية همشكوريب لاحتواء الموقف المأزوم، وأشار مسؤول رفيع بهمشكوريب الى أن السيول والأمطار تسببت في دمار كامل لعدد 853 منزلاً بجانب تضرر 730 منزلاً جزئياً، لافتاً إلى أنه تم العثور على جثث الضحايا داخل الخيران وفقدان ثلاثة من خمسة أطفال يدرسون بخلاوى همشكوريب بجانب انعزال المنطقة بفعل السيول التي جرفت مسافة 20 مترا بالطريق الرابط المدينة بالطريق القومي عند الكيلو 70 ونفوق وفقدان أعداد كبيرة من الماشية وتضرر عدد كبير من المرافق الحكومية من بينها مبنى رئاسة المحلية، لافتاً إلى أن الأسر تفترش الأرض وتلتحف السماء، وأن المخزون الغذائي بالمنطقة المتضررة لا يكفي لأكثر من 48 ساعة، وأشار الى تلقي بعض المتضررين الوجبات الجاهزة بالجهد الشعبي.
وفي الجوانب الصحية دُمرت كافة المراحيض بالمنطقة، مما ينذر بكارثة صحية خلال الأيام القادمة، وأضاف أن مجلس حكومة الولاية في اجتماعه أمس أجرى اتصالاً برئاسة الجمهورية والتي أكدت عزمها على إرسال طائرة للوقوف على أحوال المواطنين وتلبية الاحتياجات العاجلة، وثمن المصدر جهود المنظمات الطوعية، ودعا المواطنين الى اخذ الحيطة والحذر.
وفي سياق ذي صلة جرفت السيول الطريق القومي كسلا بورتسودان قبالة منطقة 18 عيسى الحاج بمحلية أروما وتسببت في حجز المركبات وإعادة البعض منها فيما اجتاحت مياه القاش مدنية أروما مسببة أضراراً كبيرة.
خسائر في المواقع التجارية ومقار الحكومة
النهود.. الأمطار تجرف 1300 منزل
هطلت أمطار غزيرة في ولاية غرب كردفان بمدينة النهود وأوقعت خسائر كبيرة في المدينة، حيث إنها تسببت في انهيار أكثر من820 منزلاً بشكل كامل و540 منزلاً بشكل جزئي بالإضافة إلى الخسائر الكبيرة التي لحقت بأسواق المدينة مثل سوق القرضاية وسوق أم دفسو والأسواق الداخلية للأحياء السكنية، وأكثر الأحياء تأثرا في مدينة النهود بأحداث الخريف الأخيرة هي الأحياء الطرفية مثل الانتفاضة وامتداد ناصر وحي غزة وأجزاء كبيرة من الأحياء الرئيسية الأخرى من بينها حي النصر وحي حمد النيل والبخيت، كما تسببت هذه الأمطار في انهيار معظم المواقع التجارية المشهورة وبعض مقار الدواوين الحكومية بالمحلية نسبة لغزارة الأمطار ولكمية السيول التي تجمعت وتراكمت في داخل شوارع المدينة، وهنالك حوالي 19 مدرسة تعرضت فصولها للتصدع والانهيار نسبة لكمية المياه العالية التي هطلت بها الأمطار، وهذه المدارس انهارت فيها معظم الفصول الدراسية منها انهيار بالكامل والجزئي وبادرت منظمات المجتمع المدني بتقديم المساعدات للمتضررين من أحداث الخريف الأخيرة وقدمت لهم مساعدات عينية منذ أن هطلت الأمطار الأولى وظلت تواصل مساعداتها للمتضررين، وقال مفوض العون الإنساني بالمحلية الهادي إسماعيل: إن جملة الأسر المضررة من أحداث الخريف بلغت 1193 أسرة وقدمنا لهم مساعدات عينية ومعظم المنظمات تلقت إشارة عبر مكاتبها داخل وخارج الولاية ومنها من استجاب استجابة إيجابية وقدم معنا المساعدات.
وشدد مفوض العون الإنساني على ضرورة الالتفات إليهم، فيما قال المدير التنفيذي لمحلية النهود وممثل المعتمد بالإنابة فضل المولى علي إن جملة المنازل المنهارة لا يتعدى الـ169 منزلاً إضافة لتصدع 19 مدرسة وقال إن معظم الأسر المتضررة بالخريف تلقت الدعم العيني المتمثل في الخيم والمشمعات والمواد الغذائية من حكومة الولاية عبر ديوان الزكاة، ولكن هذه الاحصائيات متفاوتة م ابين حين وآخر
وقال منسق اللجان الشعبية بمدينة النهود حسن أحمد عبدالله إن معظم الجهود التي بذلت هي بادرة شعبية تمت عبر التنسيق بين اللجان الشعبية للأحياء بالمدينة وقال إن الضرر مازال عظيماً، وهنالك أسراً ما زالت حتى الآن تقطن في مساكن متصدعة قابلة للانهيار في أي وقت.
وأرسلت محلية الخوي قافلة محملة بالمواد العينية إلى محلية النهود وصلت مساء أمس كأول محلية في ولاية غرب كردفان تساهم في احتواء آثار الخريف بمحلية النهود.
مدني: معاوية السقا- كسلا: سيف الدين آدم – النهود: كباشي موسى
صحيفة الصيحة
الصورة ابلغ يا ناس النيلين واكثر تاثيرا