أسباب ارتفاع الطلاق بالسعودية: الصمت وتطليق المرأة لنفسها
تجاوز عدد صكوك الطلاق التي أصدرتها وزارة العدل إضافة لصكوك الفسخ والخلع بين السعوديين العام الماضي 55 ألف صك، منها 46.373 حالة في عام 2015، بمتوسط 127 حالة طلاق يومياً، ومتوسط خمس حالات طلاق كل ساعة، تمثل نحو ثلث عقود النكاح في العام نفسه.
وتصدرت مكة والرياض والمنطقة الشرقية هذه النسبة. وعلى الرغم من تراجع العدد المسجل عن العام الماضي رقمياً، إلا أن حالات الخلع زادت بشكل أكبر، كذلك تطليق المرأة لنفسها دون رضى الزوج. ويعزو خبراء في الزواج السبب وراء ذلك إلى انتشار شرط تطليق المرأة لنفسها، في حال عدم قدرتها على الاستمرار في الزواج، إضافة لثقافة الصمت بين الأزواج، خصوصاً الجدد منهم.
وفي السياق، يؤكد المأذون الشرعي ومدير موقع (زواج) على الانترنت، الشيخ فهد الحميشي، أنّ “أهم أسباب الخلافات الزوجية هي تلك الصامتة التي تتسبب في ابتعاد الزوجين بعضهما عن البعض، وتمهد لما يسمى بالطلاق الصامت، وهو وضع يقود في النهاية للطلاق الحقيقي، وخصوصاً أن الزوجة في نهاية المطاف لا تحتمل هذا الوضع طويلا، فينتهي الأمر بطلبها للطلاق، ولهذا ليس مستغربا أن حالات الطلاق في السعودية وصلت لـ127 حالة طلاق يومياً، وهي نسبة تتجاوز حالات الطلاق في أميركا وأوروبا مقارنة بعدد السكان”.
من جهته، يرى المأذون الشرعي المعتمد في المحكمة العامة في الدمام (شرق السعودية)، الدكتور خالد المطيري، أن وضع شروط جديدة في عقود الزوج هي السبب في ارتفاع نسب الطلاق، كاشفاً أن 15 في المائة من عقود الزواج الجديدة صارت تشترط أن يفوض الزوج زوجته بطلاق نفسها متى ما رغبت في ذلك، أو في حال زواج الزوج بأخرى، أو إخلاله بشروط الزواج.
ويقول المطيري لـ”العربي الجديد”: “هناك شروط جديدة للزواج لم تكن موجودة في السابق، وخصوصاً أن 10 في المائة من عقود زواج العام الماضي، أي ما يعادل 15700 عقد، اشترطت الزوجات فيها تفويضهن بطلاق أنفسهن، وهو ما يختلف عن شرط العصمة الذي يدور حوله جدل شرعي ولا يقبل به عدد من القضاة”.
ويضيف “صادقت المحاكم على جميع العقود التي تضمنت هذا الشرط، وتحرص النساء عليه في حال أسيئت معاملتهن أو هُجرن، خصوصاً السعوديات المتزوجات من الأجانب”.
ويوضح المتحدث أن نسبة كبيرة من حالات الطلاق تكون بسبب اعتماد الصور الفوتوغرافية في الرؤية الشرعية، ما يجعل الزوج يتفاجأ بالحقيقة للجوء الزوجات إلى برامج تعديل الصور (فوتوشوب) لتحسين الصورة، ويضيف “تختلف الصورة عن الحقيقة، كما أن الأهل يثنون كثيرا على بناتهن ويضعون مواصفات مبالغ فيها وغير واقعية، لهذا من الضروري أن تكون الرؤية الشرعية كما وردت في السنة، رؤية حقيقية”.
العربي الجديد
هذا لا يجوز اخلاقيا