بائعة طواقي: نجلس على الرصيف لنغطي مستلزمات البيت
اذا اردت شراء طاقية لك او لشخص اخر تقدمها له هدية, هناك وقت واماكن محددة لزمن الحضور والانصراف بائعات الطواقي في الخرطوم, خاصة وان عدد هن لايتجاوز العشرة موزعات في شوارع – الجامع الكبير – جنوب وشرق وغرب عمارة سوق الدهب- عمارة السلام, وزمن الحضور في العادة بعد العاشرة صباحا اما العودة فهي بعد مغيب الشمس , ولهن في ذلك اسباب اهمها عدم وجود الانارة الكافية التي تمكن الزبون من معاينة الطاقية التي يفضلها هذا الى جانب ارتباط كثيرات بزمن عودة اطفالهن من المدراس , فكل البائعات يجلس على الرصيف ويكابدن كما قلن لن حر الشمس ( نبيع الطواقي البتغطي من الشمس ونتكوي بيها نحن) هذا ماقالته لنا احد البائعات التي فضلت عدم ذكر اسمها وحذرتنا من اخذ صور لها , ومبررها هو درأ المشاكل كما قالت ( صور الجرايد بتجيب الهواء) قالت هذه العبارة وضحكت وهي المرة التي تنفرج اساريرها منذ ان قابلناها,
وهذه العبارة فعلت فعل السحر فاخذت تتحدث معنا عن المشقة والصعاب التي تكابدها خلال اليوم, فهي بعد ان ترتب احوال البيت وتجهز ما يلزم اسرتها المكونة من اربعة افراد – الزوج وثلاثة ابناء كلهم في مرحلة الاساس,تحزم اغراضها وتحملها في شنطة كبيرة, تتمنى ان تعود بها فارغة, على ان تبدأ من جديد, حمل الشنطة يوميا ارهقها فاصبحت بدل ذلك تضعها في محل مجاور لمكان عملها والذي استقرت فيه ما يقرب الاربعة اعوام, بعد جلوسها في مقرها, تشغل نفسها بحياكة بعض الطواقي, وعادة ما تنتهي من اثنتبن خلال اليوم, واقصى متعة تجدها ان تسمع جملة فيها اطراء على صناعتها, والتي تعلمتها منذ سبعة اعوام على يد شقيقتها, بغرض المتعة, لكن متغيرات الحياة دفعتها لتفكر فيها مهنة, تعيش وتصرف من خلالها على اسرتها ووتساعد زوجها والذي يساعدها في توفير الخيوط والابر ( شغل الابرة والخيط بيعلم الصبر) كما قالت واحبت ان تؤكد فزوجها يجلب لها الخيوط والابر من اسواق امدرمان, ويهدي ما تحيكه الزوجة من طواقي ومناديل مطرزة لاصدقائه, والذين اصبحوا ضمن زبائها, وعن الزبون ومناقشاته ومطالباته قالت لنا (مرات بيجوني الخواجات, لكن لا بفاصلوا ولابيسالوا كتير, وفي العادة بيشلوا من طرف, لكن السودانيين بيسالوا كتير ولازم الواحد يفاصل في السعر, البنات في العادة بيشترن الطواقي هدايا وبيفضلن اللون الاحمر , وكشفت لنا ان للطواقي سر وسحر خاص لانها اصبحت مرتبطة باسماء المناطق والتاريخ السياسي والاجتماعي, كأن اختار الانصار طاقيتهم واهل جبل مرة وشندي والقضارف وهمشكوريب والتي تعد الاغلى سعرا لكونها مشغولة بعناية اكثر كما قالت لنا صانعة الطواقي
الخرطوم : سلوى تاج الدين
صحيفة آخر لحظة