الواقع يتغيّر عند زيارة الرئيس لمزرعته مشروع السليت.. المواطنون تحت خطر السماد والأبقار النافقة
رئيس اللجنة الشعبية: نطالب بترحيل مصنع السماد العضوي إلى منطقة أخرى
صاحبة المصنع: هناك لجنة صحية نفت وجود خطر وضمنت ذلك في تقريرها الرسمي
مواطنون: نحمّل المسؤولية كاملة لوالي الخرطوم ومعتمد شرق النيل ونطالبهم بالتدخل الفوري
يعيش مواطنو ضاحية رام الله، التي تجاور مشروع السليت الزراعي، بمحلية شرق النيل، تحت خياري الرحيل أو البقاء مع تسديد فاتورة مرهقة تتمثل وجود ظروف بيئية بالغة التعقيد.
فالسكان هناك يغالبون مخلفات مشروع السليت الزراعي من الأبقار النافقة وخاصة مصنع السماد العضوي وخدمات الطاقة والبيئة الذي يجاور القرية من الناحية الغربية، والذي يقوم بتخمير مخلفات الدواجن وروث الحيوانات لتصنيع الأسمدة العضوية عبر دفنها في أحواض كبيرة في باطن الأرض بداخل المزرعة ثم تضاف إليها مادة النشادر مما تسبب في إزعاج المواطنين
وبناء على ذلك أصبحت القرية شبه مهجورة وباتت مرتعا للكلاب الضالة ومبعثا للروائح الكريهة الصادرة من الأبقار “المنفوخة” التي تجتاح مساكنهم حالما يتم فتح هذه الغمارات.
النزوح الاضطراري
قرية رام الله تقع بجوار المشروع من الناحية الشرقية ويفصل بينهما طريق ترابي ومجرى مائي كبير وترعة أخرى تجاور المشروع قبالة مصنع السماد العضوي فالطريق الذي يفصل بين القرية والمشروع أصبح مكبا للنفايات ورمى الأبقار المنفوخة التابعة لحظائر تربية وتعليف الماشية بداخل المشروع، وبمجرد دخولك للمنطقة لن يبارح نظرك مظهر المواطنين العابرين وهم يضعون أياديهم على أنوفهم تجنبا لاستنشاق الروائح المنبعثة من الخمارات العضوية وروائح الأبقار المنفوخة والحيوانات الأخرى التي تفوح من كل مكان وخاصة التي تخرج من داخل مصنع السماد العضوي وتسبب إزعاجا للمواطنين ولم يجد بعضهم حلا غير مغادرة منازلهم وبيعها والرحيل اضطراريا من المنطقة، وهنا يقول الشيخ موسى أحمد إنهم اضطروا لبيع عدد كبير من منازلهم ومغادرتها بسبب الغازات الكيميائية، ولفت إلى أن هذه الروائح اشبه بالانبعاثات الكيميائية التي تحبس الأنفاس عندما تفوح على القرية وتسبب أمراضا مختلفة منها الحساسية والنزلات التي لم تفارقهم فضلا عن الرمد والأورام التي أصابت عيون المواطنين ولم يجدوا لها تفسيرا سوى المصنع والأبقار المنفوخة فضلا عن الكميات الكبيرة من الذباب التي تداهم القرية وهي قادمة من الحظائر والتي تنقل لهم العدوى والأمراض التي تصيب الماشية.
أضرار بالغة
يحكي المواطن العبيد موسى “للصيحة” عن قصة وفاة إحدى قريباته الحاجة زينب عبد الله نور الله، التي توفيت بسبب الحساسية التي أصابتها جراء الروائح الكريهة التي تغطي الحي ـ كما أكد ـ مطالبا بضرورة إيجاد حل لهذا المصنع ومخلفات حظائر الأبقار والمواشي، وقال بينما هو ورئيس اللجنة الشعبية للقرية علي العوض، على مقربة من المصنع في انتظار الدخول إلى مقابلة صاحبة المزرعة، وقف بجانبها دفار يحمل جيفة وقاموا برميها، رغم حديثهم معهم إلا أنهم ولوا هاربين بعربتهم، وأضاف: الشوارع ممتلئة بالكلاب من كل ناحية وأخذنا الحيطة حتى لا تنهشنا هذه الكلاب.
في ذات الاتجاه يشير المواطن محمدين محمد إلى أن منطقة رام الله أصبحت تعاني من توافد الكلاب الضالة وأصبحت مقر إقامة دائم لهذه الكلاب التي تقوم بإلتهام الأبقار النافقة التي يقوم أصحاب المزارع برميها في الطريق، وهذا حرم أبناءهم من الخروج من منازلهم، فغالبا ما تطاردهم هذه الكلاب الضالة التي قد تنهشهم في حال لم تجد ما تأكله، ورغم الشكاوى إلا أنهم يفضلون مزارعهم على حياة مواطني المنطقة، فيما قال رئيس اللجنة الشعبية بالقرية علي العوض إنهم ذهبوا إلى الوحدة الإدارية وتم تحويلهم إلى رئاسة المشروع، وأبلغناهم بأن لدينا مساحات كبيرة خارج القرية نود تخصيصها لهم لرمي الأبقار النافقة ويتم حرقها هناك وتم تسليمهم الخطاب وحتى الآن لم يحركوا ساكنا مما اضطرهم للتحدث لبعض أصحاب المزارع بعدم رميها في أطراف القرية ومن الأفضل نقلها إلى مكان آخر حتى لا يتضرر المواطنون من ذلك ولكن لا حياة لمن تنادي.
تخويف وترهيب
ولفت المواطنون إلى أن العاملين بهذه الحظائر دائما ما يتحدثون لهم، بأن هذه المزارع مملوكة لمسؤولين كبار في الدولة، وأي حديث في هذا الأمر يمكن أن ينتج لكم آثارا وخيمة لا يحمد عقباها، الأمر الذي أسهم في صمتهم كل هذه السنين، وتحملهم الأضرار الناجمة من التردي البيئي أو الرحيل من القرية، وفيما اشتكت بعض الأسر بالقرية أن لديهم أطفال حديثي الولادة تعرضوا لعاهات بسبب رائحة المواد العضوية والنشادر.
بيع لحموم الأبقار المنفوخة
قال عدد من مواطني القرية “للصيحة” إن الطامة الكبرى تكمن في أن هذه الأبقار النافقة، هناك من يقوم بتقطيعها ليلا ويأخذون لحومها لبيعها في أسواق الأحياء الطرفية، وهذا الأمر يتطلب تدخل وزارة البيئة والقائمين على الأمر لمعالجة مثل هذه الظواهر.
زيارة الرئيس
ويشير المواطنون الذين تحدثوا لـ(الصيحة) إلى أن الرئيس البشير، لديه مزرعة بداخل هذا المشروع، ويأتي أحيانا لزيارتها، ولكن للأسف عندما يعلم أصحاب المزارع وإدارة المشروع بزيارته، يقومون بإخفاء هذه “الرمم المنفوخة” أو دفنها حتى لا يلاحظها الرئيس عند مجيئه، وقال رئيس اللجنة من المفترض حرقها أو دفنها، وقال إن هناك محرقة شيدت بجوار القرية بدون أي دراسة علمية، وسوف تؤثر ايضا على صحة المواطن أن بدأ العمل بها وهي تجاور المستشفى البيطري التابع لجامعة السودان، وطالبوا الرئيس عند أي زيارة قادمة بضرورة الوقوف عند مصنع السماد العضوي، ومعرفة حجم الأضرار التي يتعرض لها الموطنون، وإنشاء نقطة رقابة لمراقبة ومنع رمي هذه الأبقار، كما تكون هذه النقطة مركزا للشرطة لتوفير الحماية والأمن لسكان القرية، وخاصة أن هنالك سرقات تتم ونهب لمنازل المواطنين.
أين ذهبت كهرباء الرئيس؟
ولأن المصائب لا تأتي فرادى على سكان رام الله فالسؤال الذي ظل محل حيرة وتعجب للمواطنين بالقرية، وخاصة النساء العشر اللاتي قابلن الرئيس عند زيارته للمشروع قبل ثلاثة أعوام، وكن يحملن طلبات بتوفير الكهرباء والمياه للقرية وبعض القضايا، والتي وافق الرئيس عليها فورا وبالفعل حسب روايات المواطنين أنه وفي صبيحة اليوم التالي وصلت الحفارات لحفر آبار المياه وإنزال أعمدة الكهرباء، وبالفعل تم حفر عدد اثنين بيارة ولكن لم تظهر الأعمدة ولا الكهرباء التي صادق عليها الرئيس، وحتى الآن يعيش المواطنون في الظلام الدامس، وتحت لسعات البعوض ونبيح الكلاب التي تملأ الشوارع المظلمة.
وناشدت الحاجة أم الصبر فضل المولى إحدى النساء اللاتي التقين بالرئيس، وهي تسكن بجوار المشروع، ناشدت الرئيس بالتدخل مرة أخرى في موضوع الكهرباء ومعالجتها، فضلا عن التدخل لإيقاف مصنع السماد العضوي الذي حرمهم النوم والبقاء في منازلهم عندما تفتح هذه الغازات.
وفي ذات الاتجاه اضطر مواطنو القرية إلى تكليف لجنة جديدة حتى تقوم بمتابعة أمر الكهرباء، إلا أنها وجدت العديد من المتاريس مما دفعهم لعمل دراسة جديدة بتكلفة بلغت 242 ألف جنيه لتوفير أعمدة جديدة وتوصيل الكهرباء التي أصلا صادق الرئيس عليها، ولكن ضلت هذه الأعمدة مكانها المقصود، وذهبت إلى مكان آخر ولشخص محدد، وإدارة الكهرباء طلبت منهم أن يأتي مندوب الرئيس الذي كلفه بموضوع كهرباء القرية.
الكلاب الضالة والذباب
ومن جانبه أشار عز الدين عبد الله موسى إلى أن المصنع عندما تم تشييده لم تقم صاحبة المصنع بأخذ الإذن من سكان القرية، كما فعل أصحاب مصانع تصنيع الطوب الأقل ضررا، ويذكر أنه رغم شكواهم لإدارة المشروع بالضرر الذي لحق بهم، إلا أنها لم تستمع لهم وظلت تتهرب منهم، وأشار عز الدين إلى أن أحد أبنائه الآن مصاب بورم في العيون، ولم يستطع علاجه رغم اجتهادهم، وعزا الأمر إلى توالد الذباب بكميات كبيرة، وتقوم بنقل هذه الأمراض من المزارع والفضلات الآدمية والحيوانية، التي تستخدم في تصنيع السماد العضوي الذي تضاف إليه بعض المواد الكيميائية المضرة، وطالب بضرورة أن تجد حكومة الولاية حلا للأمر أو ترحيل الخمارات لخارج القرية، مقدما مقترحا لصاحبة المصنع أن تستغل مقر هذا المصنع مكاتب لإدارة عملها ما دام المصنع يجاور القرية التي يسكنها الآلاف من المواطنين الذين أصبحوا متضررين منه.
غياب المعتمد
وقال مواطنو القرية إن معتمد شرق النيل الحالي ليس له أي دور في معالجة قضايا المنطقة الأكثر أهمية وإنه لم يكلف نفسه منذ تعيينه بزيارة للمنطقة رغم السيول والأمطار التي اجتاحت القرية الأسبوع الماضي الأمر الذي اضطر المواطنين لفتح الترعة لتصريف المياه أو فتح جزء من الطريق المسفلت لتصريف المياه، وطالبوه بضرورة العدول عن مواقفه هذه وأن يقوم بزيارات لمعرفة ما يعانيه المواطنون.
وحمّل مواطنو قرية رام الله معتمد المحلية والوالي أي كارثة صحية تحل بهم أو تهدد حياتهم، وأشاروا إلى أنهم رغم حديثهم للمعتمدين السابقين والحالي بضرورة معالجة أمر الخدمات، وفتح الجداول حتى تعبر المياه إلا أنهم لن يجدوا من يسمع لهم أو استلام طلباتهم مما ادى إلى تأزم الوضع البيئي بالمنطقة، وقد تتحول القرية إلى مستنقع للأمراض بسبب المياه والحيوانات الميتة التي تتوالد فيها الحشرات والبعوض، وقال رئيس اللجنة الشعبية علي العوض إنهم خاطبوا المدير التنفيذي، وأرشدهم بالذهاب إلى إدارة الأوبئة بالمحلية لأن الأمر ليس في اختصاصهم، ورفض المواطنون المماطلة لمعالجة أمر الكهرباء وفتح المعابر لتصريف المياه من داخل القرية التي قام أصحاب المزارع والحظائر بإغلاقها بالترسانة الخرسانية، حتى لا تتضرر مزرعتهم التي فضلوها على سكان القرية، فضلا عن تشيد ممرات جديدة تحت الطريق الذي يفصل بين المزارع والقرية.
عجز المعتمدين
عبر المواطنون عن بالغ أسفهم لعجز المعتمدين الذين تعاقبوا على محلية شرق النيل، عن معالجة أمر المصنع الذي تسبب في تهجير عدد كبير من مواطني القرية إلى أحياء أخرى بسبب الانبعاثات والروائح الكريهة، التي تخرج من المصنع وتغمر الحي بالروائح، إلا أن صاحبة المصنع لم تستجب لطلبهم، وظلت توصد كل الأبواب وقنوات التواصل مع المواطنين، وقال الموطنون رغم أنهم تقدموا بشكاوى لعدد من معتمدي محلية شرق النيل الذين تعاقبوا على المحلية، إلا أنهم عجزوا عن حل مشكلة هذا المصنع الذي سبب حالات اختناقات للأطفال حديثي الولادة، وكبار السن الذين يصابون بحالات ضيق النفس المفاجئ،
وحمل مواطنو المنطقة حكومة الولاية، ممثلة في الوالي عبد الرحيم محمد حسين، ومعتمد محلية شرق النيل أي ضرر صحي ينجم على حياة المواطنين بسبب هذا المصنع، الذي يصنع السماد من المواد العضوية، وفي جوار الأحياء السكنية التي اضطر بعض المواطنين لمغادرة منازلهم وهجرة المنطقة برمتها، لعدم تدخل المسؤولين بالدولة لمعالجة مسألة هذا المصنع، فضلا عن إيقاف عمليات رمي جثث البهائم النافقة، التي يتم رميها بجوار الطريق الذي يفصل بين مشروع السليت وقرية رام الله.
ليست مضرة
واستطاعت (الصيحة) بعد جهد أن تصل إلى صاحبة المصنع د. بلقيس سليمان عبد القادر، التي قالت إنها عندما بدأت العمل بهذه المنطقة في مساحة قدرها خمسة أفدنة، كانت بها الآلاف من الأبقار النافقة في أكوام، وقالت إنها اجتهدت في تنظيفها ونقلها، وإن الروائح التي تصدر من مصنعها ليست مضرة كما يتحدث المواطنون، وقالت إن السماد العضوي هو في حد ذاته نظافة للبيئة، وقالت بلقيس عندما جئت للمنطقة لم تكن بها مساكن والقرية خالية، وقالت إن السكان وفدوا للحي المجاور للمشروع والمصنع بعد تشييده. وهنا يقول رئيس اللجنة الشعبية إن المصنع تم تشييده في العام 2009م بينما القرية موجودة منذ العام 1992م.
وعادت الدكتورة بلقيس قائلة إن بعض المواطنين قاموا من قبل بتقديم شكوى والمشروع كون لجنة من الصحة والمحلية والبيئة، وكان التعليق الوحيد من صحة البيئة، أشار إلى أن الذباب الذي وجد بالحظائر عشرة أضعاف الذي وجدته في مصنع السماد العضوي والحديث مكتوب ومدون في التقرير الرسمي.
وأشارت الدكتورة بلقيس إلى أن لديها تصديق من إدارة المشروع لقيام هذا المصنع، وتابعت (عارفين السماد العضوي بيتعمل كيف).
وأكدت الدكتورة بلقيس أنها لم توصد الباب أمام المواطنين، وقالت إنها على علاقة طيبة مع بعض نساء الحي الذين تعمل معهم في السراء والضراء لدرجة أنها اشترت لها منزلين بالحي، وفي آخر حديثها قالت إنها تبشر سكان رام الله، بأن هذه الخلطة آخر خلطة لها، وفي شهر ديسمبر القادم سوف تقوم بترحيل المصنع لمكان آخر.
عرض: عبد الرحمن إبراهيم
صحيفة الصيحة
حلوه حكاية الرمم المنفوخه يدسوها لمن يجى البشير … دى بقره فطيسة ولا ورقة كوتشينه !!!!
هذا تقرير حقيقى مما تعانى منه المنطقة وانا من سكان رام الله صاح أن الرئيس البشير يزور مزرعته كل سبت إلا إذا كان ما موجود فى السودان وكلما يزور الرئيس مزرعته تقوم إدارة المشروع بدفن الأبقار النافقة وسكان القرية كلما شافوا الشيولات والكراكة تقوم بالدفن نعرف أن الرئيس جاى عليه نرجو من إدارة المشروع ترحيل الزرائب إلى مكان غير هذا لكن إدارة ما حتقدر تعمل ذلك لأن كل أصحاب الزرايب مسؤوليين ولواءت فى الجيش والشرطة والأمن ولكن لله الأمر من قبل ومن بعد
أول حاجة هي مسمينها رام الله ليه، من قلة الأسماء يعني؟ وهو دا السبب ذاته الجايب ليكم العفانة والروائح الكريهة، كدي جربوا غيروا الاسم دا وبعدين لما عمكم بشىة يجي يوم السبت اتلموا كلكم وامنعوا ناس المصنع من إخفاء الأبقار النافقة دي خلوهو ينتعش بالروائح دي وشوفوا اللي حيحصل بعد داك شنو!! قال رام الله قال، يعني عاجبنكم ناس رام الله الأصليين؟؟؟؟