خطاب ترامب السيئ ينعكس على الطلاب أيضاً
اتخذ اقتراح المرشح الجمهوري دونالد ترامب حظر دخول المسلمين إلى الولايات المتحدة أشكالاً متعددة، على امتداد أشهر الحملة الرئاسية الأخيرة، وكانت كلها بغيضة. ومن المؤكد أن أشكال الحظر المقترحة كافة، بما فيها التكرار الأحدث، تتولد عنها عواقب بقيت طي التجاهل حتى الآن.
وتتمثل بالأذى الذي تتسبب به لجامعات الولايات المتحدة وكلياتها. وكرر ترامب في خطاب قبول الترشيح في المؤتمر الوطني للجمهوريين مطالبه الأصلية الداعية لـ«منع المسلمين من دخول أميركا بشكل كلي وشامل»، واقترح بديل تعليق الهجرة «من أي دولة طالها الإرهاب».
وعمد ترامب، أخيراً، إلى تنقيح مقترحه القاضي بتعليق الهجرة، وأشار إلى «بعض أخطر المناطق وأسرعها تقلباً في العالم، تلك التي لها تاريخ في تصدير الإرهاب» مع الإشارة إلى ضرورة إخضاع القادمين «لاختبار التقييم الأيديولوجي».
وقد أرسلت الهند نحو 133 ألف طالب من أبنائها لمتابعة دراستهم في الولايات المتحدة، وهم يسهمون بـ 3.6 مليارات دولار. ويبلغ عدد الطلاب الذين ترسلهم كل من إيران وتركيا عشرة آلاف، أما عدد الطلاب الماليزيين فيصل إلى سبعة آلاف طالب. ولأن غالبية هؤلاء الطلبة يحصلون على أموال التعليم من مصادر خارج الولايات المتحدة، فهم يعطون دفعاً تمويلياً قوياً للمؤسسات التعليمية التي يختارونها، وللاقتصاد الأميركي عموماً.
ولا يعكس منع هؤلاء الطلاب من القدوم لأميركا أذى اقتصادياً وحسب، بل إنه يشكل صفعة للتبادل الثقافي، الذي يفترض بالتعليم تيسير حدوثه.
ويسهم «تدقيق ترامب المتطرف» في تثبيط الطلاب من مختلف أرجاء العالم من المجيء لأميركا سواء للعمل أو الدراسة، من خلال إعطاء رسالة مفادها أن الولايات المتحدة تشعر بالارتياب من بقية دول العالم وشعوبها. ولطالما كان ذلك بالطبع جوهر حملة ترامب وخطابه الانعزالي، وهو سبب آخر يضيف إلى رصيد خطورته كونه رئيساً للولايات المتحدة.