تحقيقات وتقارير

الحكومة ظلت تتحاشى استقباله في الأيام الماضية “تعبان دينق” في الخرطوم.. وريث مشار يتزيَّا بأثواب الشرعية

أخيراً وليس آخراً حطت طائرة نائب رئيس دولة جنوب السودان المعيَّن حديثاً، تعبان دينق قاي، في مطار الخرطوم أمس، وسط استقبال رسمي كبير من الحكومة التي طالما تحاشت هذه الزيارة خلال الفترة الماضية نتيجة لتعقيد الأوضاع في الجنوب بعد عزل “رياك مشار” من منصبه وإقحام “تعبان” بعد الاشتباكات المسلحة التي حدثت داخل القصر الرئاسي مما قاد لانهيار اتفاق السلام الذي تم برعاية “الإيقاد” والمجتمع الدولي.
ما قبل الزيارة
سبقت زيارة تعبان دينق للخرطوم الكثير من التعقيدات على المستوى الإقليمي خاصة “الإيقاد” التي سبق أن رفضت تعيينه نائباً أول لسلفاكير وتمسكت بـ “رياك مشار”، باعتباره الطرف الرئيسي المعارض في الاتفاقية التي تم توقيعها برعايتها مع الاتحاد الإفريقي، وشدَّدت على أن تعيين “تعبان” أمر مخالف للدستور وخرق للاتفاقية التي صرحت الخرطوم أكثر من مرة بأنها لن تخرج عن رؤية الإيقاد لحل الخلافات في دولة الجنوب، وقبل وصول “تعبان” للخرطوم التقى رئيس الجمهورية المشير عمر البشير المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة نيكولاس هيسوم وناقش معه الأزمة في الجنوب، والمساعي التي تقودها منظمة (إيقاد) لحلها.
استقبال رسمي
حطت طائرة النائب الأول لرئيس دولة جنوب السودان، تعبان دينق في مدرج مطار الخرطوم في حوالي الحادية عشرة من صباح أمس، على رأس وفد رفيع من حكومة جوبا يضُّم وزيري الدفاع والنفط ومدير الاستخبارات العسكرية، في أول زيارة رسمية له لخارج بلاده بعد تعيينه خلفاً لزعيم المتمردين رياك مشار، نائب رئيس جنوب السودان السابق، في زيارة من المقرر أن تستمر لثلاثة أيام، كما أنها أول زيارة له للخرطوم منذ أن غادرها قبيل إعلان الانفصال في العام 2011م. وحظي موكب “تعبان” باستقبال رسمي من الحكومة في مُقدمته النائب الأول لرئيس الجمهورية الفريق أول ركن بكري حسن صالح وعدد من الوزراء.
موقف الخرطوم
وفي مطار الخرطوم أوضح وزير الدولة بوزارة الخارجية السفير كمال إسماعيل في تصريحات صحافية موقف الحكومة من زيارة نائب رئيس دولة الجنوب، الجديد، تعبان دينق الذي تحفظت الخرطوم على زيارته للبلاد خلال الفترة الماضية وأعلن ترحيب الحكومة بالزيارة، وقال: “إننا نستقبل تعبان باعتباره نائب رئيس دولة جنوب السودان وسيجد كل تعاون منا” مُشيراً إلى أن زيارته تأتي في إطار التباحث حول عدد من القضايا والملفات بين البلدين بجانب مناقشة الأوضاع في دولة الجنوب، لافتاً إلى أن برنامج الزيارة يشمل مناقشة عدد من القضايا الثنائية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك، خاصة الملفين الأمني والاقتصادي، وحاول إسماعيل تسليط الضوء أكثر على موقف الحكومة بشأن استقبالها لتعبان الذي لم يجد تعيينه ترحيباً من المجتمع الدولي والإقليمي، خاصة “الإيقاد”، بقوله: “نحن لسنا طرفاً يُحدِّد من يكون رئيساً أو نائباً للرئيس في الجنوب وهذه القضية داخلية يُحدِّدها الجنوب بنفسه وموقفنا بصورة عامة هو التعامل مع الأحداث كما هي، باعتبار أن حكومة الجنوب حكومة شرعية”. لكن سرعان ما أكد إسماعيل موقف السودان الثابت حيال مقررات الإيقاد الخاصة بحل قضية جنوب السودان بالتفاوض والحوار، داعياً لأهمية حل القضية عبر هيئة “الإيقاد” بالتفاوض بين الأطراف، وقال إن موقف السودان ثابت من مقررات “إيقاد”.
جوبا توضح
ومن جانبها أوضحت حكومة سلفاكير أهداف زيارة تعبان دينق لـ”الخرطوم” وصرَّح وزير الشؤون الرئاسية بدولة الجنوب، مايياك أييي، من جوبا، بأن تعبان يحمل رسالة من الرئيس سلفا كير لنظيره البشير تتضمن التزام حكومته والرئيس سلفا شخصياً بإقامة علاقة قوية ومثمرة في المجالات الدبلوماسية والاقتصادية والتجارية وتطوير العلاقات السياسية بين البلدين لتحقيق المصالح المُشتركة، مشيراً إلى أن الزيارة تحمل تأكيداً للخرطوم بالتزام جوبا بتنفيذ اتفاق السلام والمضي قدماً فيه.
الخروج من الحرج
خلال الفترة الماضية بدأت الخرطوم أكثر حذراً في تعاملها مع ملف تعيين تعبان دينق بديلاً لرياك مشار وتحفظت غير ما مرة في التعليق على تعيينه من قبل الرئيس سلفاكير واكتفت في أكثر من مناسبة بأن موقفها لا يخرج من رؤية “الإيقاد”، ورفضت بطريقة غير مُباشرة الاعتراف بأية حكومة جديدة تخرج عن مخرجات “الإيقاد” ولم تكن متحمسة لاستقبال “تعبان دينق”، بصفته نائباً أول لرئيس جمهورية جنوب السودان بعد أن أعلن عزمه القيام بزيارة للخرطوم عقب تعيينه مباشرة بديلاً لمشار، وفسَّر مراقبون موقف الحكومة بأن الخرطوم لا تريد أن تدخل في أي حرج يعكر صفو علاقتها المميزة في الآونة الأخيرة مع “الإيقاد” باستقبال مشار الذي تصنف “الإيقاد” تعيينه بأنه مخالف للدستور وخروج على مخرجات اتفاقية السلام بين “سلفا” و”مشار”، ونأت الحكومة بنفسها عن أن تكون أول من تفتح زراعيها لتعبان، ولكن بعد أن مرت مياه كثيرة تحت الجسر ها هي الخرطوم تستقبل مشار بصورة رسمية وتدخل معه في مباحثات بشأن القضايا التي تهم البلدين بجانب مناقشة الأوضاع في الجنوب، خاصة بعد أن زار نائب الرئيس الجديد لسلفاكير الفترة الماضية كينيا والتقي رئيسها، وصرح بأنه أطلع رئيسها على الجهود المبذولة لتنفيذ اتفاق السلام في بلاده، سيما فيما يخص الترتيبات الأمنية.
تبرير الإيقاد
ويرى مراقبون أن الخرطوم استقبلت تعبان بصورة رسمية واعترفت به وتعاملت معه بعد مشاركة الأخير في قمة رؤساء الهيئة الحكومية لتنمية دول شرق إفريقيا (إيقاد) الطارئة التي ناقشت تطورات الأوضاع في جنوب السودان بفندق شيراتون في العاصمة الإثيوبية مؤخراً، وكان أن وجدت مشاركة تعبان جدلاً واسعاً بسبب وصوله على رأس وفد حكومة الجنوب وسط استنكار من قبل رؤساء القمة باعتبار أن تعيينه بديلاً لمشار عقب أحداث جوبا مخالف لاتفاقية السلام، ولكن وافق رؤساء “الإيقاد” على مُشاركة تعبان في القمة بعد إبرازه خطاباً رسمياً من سلفاكير بأنه ينوب عنه في القمة، ومن ثم سمح له رؤساء (إيقاد) بحضور القضايا الأخرى المتعلقة بالقمة وتعد هذه الخطوة بمثابة شارة المرور لقبول تعبان في المجتمع الإقليمي ولو مؤقتاً ما دفع الخرطوم لاستقباله بصورة رسمية ومن المقرر أن يلتقي اليوم “الإثنين” الرئيس البشير في القصر الرئاسي لمناقشة عدد من الملفات.

الصيحة

‫4 تعليقات

  1. زراعيها بالزاي؟ الله المستعان أقترح فرض غرامة على هذه الأخطاء الفادحة لأنها تفسد لغة الجيل القادم!

  2. بعد الهجوم الغادر على هجليج أمر الحاقد تعبان القوات الجنوبية بتدمير المنشآت النفطية السودانية في هجليج

    1. نعم ثم ها هو الان يدنس ارض بلادنا العزيزة – اللهم لا اعتراض .

  3. قووولنا ليكم الجنوبييين ديل كلاب مافيهم فايده ، بالذات هذا الخسيس تعبان دينق عدونا الاول