اطبخ لزوجتك.. ثقافة جديدة هل يتمكن الرجل مجاراتها؟ حالة سودانية
امتعضت الجدة وداد من برنامج )اطبخ لزوجتك( الذي بثته قناة النيل الأزرق في شهر رمضان المنصرم، واستضاف كوكبة من نجوم المجتمع طبخوا للـ (بلو نايل) أشهى المأكولات ولم يقوموا بذات المهمة لزوجاتهم حينها. وقالت: “على الرجل أن يطبخ لوالدته أولاً، ثم يأتي لزوجته من بعد، فمن لم يفعل ذلك في منزل والديه لا يمكنه فعله مع لأسرته الصغيرة”.
ما قالته الجدة وداد حقيقي وصحيح مئة بالمئة، كيف لرجل لم يساعد في أعمال المنزل الذي ولد ونشأ فيه أن يفعلها بعد أن صار رجلاً مسؤولاً هو عن منزل، وهُيئت له كل الفرص الممكنة والمستحيلة لفرض سيطرته وممارسة سطوة (سي السيد) فيه، عموماً حتى لا نظلم الرجل السوداني، ونتهمه إطلاقاً ماذا يرى علم النفس والاجتماع في ذلك الأمر.
ثقافة مجتمعية
“بحسب تربية الرجل منذ الصغر، أعمال المطبخ ليست من شؤونه”، هكذا ابتدرت الباحثة الاجتماعية د. إحسان عبدالرحمن حديثها، وقالت: “المجتمع السوداني وثقافته في تمييز الرجل وتمجيده هي التي جعلته لا يساهم في أعمال المطبخ بل المنزل عامة، حتى أنه يصرح بالفم المليان بأن المطبخ ليس تبعه”. وتابعت: “الحقيقة أن الأعمال المنزلية كلها ليست من شأنه، فالرجل السوداني لا علاقة له بالمطبخ حتى نطمح بالطبخ لزوجته”. وأضافت: مساهمة الرجل معدومة، وهو في كنف والديه، فكيف ستكون في بيته مع زوجته، وقالت: “حتى الذي فرضت عليه الظروف مساعدة والدته يأتي بعد الزواج ويترك ذلك لزوجته تقوم بكل الأدوار بما فيها التسوق مع الأطفال والذهاب للطبيب وغيرها من الواجبات المشتركة بدعوى أن النساء يريدن ذلك، وهذا برأيي حديث لا يجانب الصحة في شيء”. وأكدت د. إحسان أن التربية وثقافة المجتمع لعبت دوراً كبيراً في هذا الأمر، وتغييره يحتاج إلى جهد كبير لأنه يتعلق بثقافة مجتمع، بالإضافة إلى أنها إشكالية في السلوك المتبع مع الأبناء، لذلك لا يمكننا تقليد وفرض ثقافة أخرى لمجرد أنها أعجبتنا، الأمر أكبر من ذلك.
أمان واستقرار نفسي
وترى الاختصاصية النفسية سلمى جمال الدين أن الرجل السوداني لم ينشأ بمفاهيم التعاون والمشاركة في الحياة الأسرية، بل رُبي على التآمر وأنه صاحب الكلمة المسموعة سواء مع إخواته أو زوجته. وقالت: “مشاركة الرجل أو الولد في المنزل تخلق نوعاً من الحميمية وتضفي على الحياة شكلاً آخر”. وأضافت: مبدأ المشاركة لا يوجد إلا عند قلة من الرجال، أولئك الذين فرضت عليهم حياتهم الأسرية ذلك منذ الصغر، مثلاً الولد والواحد في المنزل أو تلك الأسرة التي جميع أفرادها من الذكور أو الذين عاشوا في داخلية وفرضت عليهم الظروف القيام بتلك الأعمال، تعودوا عليها ولم يعدوها عيباً.
حب واحترام
وتؤكد سلمى على المثل القائل: “من شبَّ على شىء شاب عليه”. وتقول: “إذا رأى الطفل والده يساعد والدته سيشب على ذلك باعتبار أنه أمر عادي، لا عيب ولا خطأ فيه”. ولفتت إلى أن مشاركة الرجل لزوجته تشيع نوعاً من الحب والاحترام بين أفراد الأسرة ويغمرهم إحساس بالأمان والثقة ويعيشوا في جو من الاستقرار، فينشأوا معافين نفسياً، ونصحت الأم بأن تعمل على غرس روح المشاركة في ابنها منذ الطفولة وعدم المغالاة وتمييز الذكور على الإناث، ومحو المفاهيم السالبة واستبدالها بأخرى إيجابية.
الخرطوم – زهرة عكاشة
صحيفة اليوم التالي
لماذا أيتها الجدة العزيزة تستنكرين ذلك ؟
مازال المجتمع الذكوري في السودان سادرا في تسلطه ،
ومن العجيب أن من يمكن له تلك السلطة المرأة …المرأة بذاتها
مع التذكير بأن المرأة السودانية أصبحت هي الركن الأساس في تحمل العبء المعيشي في البيوت السودانية
يكفي هجرتها خارج الوطن لتوفر سبل الحياة الكريمة لأسرتها
وكم وكم كانت السبب في مساعدة الرجل زوجا كان أو أخا وغيرهم في توفير فرص العمل له في دول الاغتراب
د. منار الشيخ