بعد إطلاق سراحه صلاح إدريس.. العودة إلى الواجهة بأمر قضائي
لمع اسم رجل الأعمال صلاح إدريس، الذي يحمل الجنسية المزدوجة السودانية والسعودية محلياً وعالمياً في أعقاب الغارة الأمريكية على السودان بصواريخ كروز في العام 1998 التي دمرت مصنع الشفاء للأدوية الذي يملكه بتهمة أنه ينتج أسلحة كيميائية محرمة دولياً، مما عدّه المجتمع الدولي تصرفاً خاطئاً من أمريكا، وقبل هذه الحادثة لم يكن اسم صلاح إدريس معروفاً بين رجال الأعمال السودانيين رغم أن مصنعه كان يلبي نصف حاجة السودان من العقاقير. بعدها لمع اسمه وأصبح من أشهر رجال الأعمال والمال في السودان بانخراطه في العديد من المجالات الاقتصادية، الرياضية، الفنية والإعلامية والسياسية، وخلق في كل هذه المجالات قاعدة عريضة من القبول والمعارضة وأصبح مثيراً للجدل .
مصدر الثروة
المشهور عن نشأة صلاح إدريس هو مولده بمدينة شندي بولاية نهر النيل في منتصف الخمسينات من القرن الماضي، حيث درس مراحله التعليمية في مدينة شندي، وعمل في بداية حياته موظفاً صغيراً ببنك النيلين، بعدها سافر للمملكة العربية السعودية في عام 1977م بدافع شراء (شيلة عرس)، وساعده الحظ في الالتحاق بالبنك الأهلي التجاري وحصل بعدها على الجنسية السعودية.
وعن مصدر ثروته يقول صلاح إدريس إن جائزة نالها من أسرة آل بن محفوظ السعودية بعد أن لعب دوراً بارزاً في استعادة حقوقها في بنك التجارة الدولي بمليارات الدولارات من خلال جهد تفاوضي في أمريكا مع آخرين.
أفكار مغايرة
على الرغم من بروز نجم صلاح إدريس محلياً بعد تدمير مصنعه واستحواذه على اهتمام العالم، إلا أن الكثير من الاقتصاديين يرون أن إدريس يستمد شهرته في مجال الأعمال عبر رؤيته وأفكاره المغايرة لرجال الأعمال السودانيين، الذين يراهم مجرد تجار تقليديين مستوردين ومصدرين، وتتحكم فيهم أسعار العملات الأجنبية خاصة الأسعار الثابتة التي تحددها الحكومة، لكنهم لم يفكروا يوماً في تدبر مخاطر أسعار العملات وأنشطتهم، لأن ثبات سعر الدولار الأمريكي تقيّمه سياسة ليست حقيقية، لذلك تجد أن انهيار العملة الوطنية أمام الأجنبية له تأثير كبير عليهم ويدخلهم في كثير من المشكلات.
وضع معقد
في ظل هذا الوضع الاقتصادي المعقد، حاول إدريس إحداث تحول في مجال الأعمال ونشاطها في السودان بأفكار ورؤية جديدة، وأسس شركة النيلين المتعددة المشاريع في مختلف المجالات الاقتصادية، وهي مؤلفة من 10 شركات فرعية متخصصة في الهندسة الثقيلة، والتجارة، والصناعة، وإنتاج السلع وتوزيعها. وفي المجال الصناعي والنفط بامتلاكه 75% من أسهم شركة نفط الخليج العاملة في السودان وقطر، وللنيلين حصة صغيرة في “سوداتل”، شركة الاتصالات السودانية، وفي قطاع المصارف تمتلك الشركة 30% من أسهم مصرف الثروة، بجانب شرائه الكثير من الشركات التي لها أسماء ذات وزن في السوق السودانية.
واللافت في نشاط صلاح إدريس الاقتصادي، وعلى الرغم من تأسيسه لهذه الشركة الضخمة ذات الأنشطة المتعددة أنه اشترى العديد من المصانع، وهي في قمة إنتاجها لكنه أغلقها وسرح عمالها كما ظهر في المصانع التي آلت إليه في الباقير والجزيرة وبورتسودان ونهر النيل.
ويرى الاقتصاديون أنه أراد بتصرفه هذا إخلاء السوق من المنافسة لشركاته، إلا أنه أسهم بذلك في تدمير الصناعة في السودان بدرجة كبيرة .
الرجل الخفي
ولم يقتصر دور صلاح إدريس في مجال المال والأعمال الذي ظهر فيه بثروة ضخمة. فبذات القدر ظهر الرجل كشخصية متعددة المواهب في مجال الرياضة الذي برز فيه كرئيس لنادي الهلال لدورتين في الفترة من (2007 ـ2013)، وكان قبلها مشاركاً بدعم الفريق مالياً على أيام رئيس الهلال الراحل الطيب عبد الله، وعرف باسم الرجل الخفي حتى ظهر في انتخابات إدارة الهلال (2007) التي فاز فيها على طه علي البشير، وشهد الهلال تطوراً في عهده كثيراً وعرف الفريق في عهده الاحتراف الحقيقي، ووصل لمراحل متقدمة في البطولتين العربية والإفريقية وأصبح مثيراً للجدل وخلق لنفسه قاعدة عريضة من القبول والمعارضة بالصراعات الكثيرة التي دخل فيها مع أقطاب الهلال، ليغادر بعدها الهلال لراعيه فريق الأهلي شندي الذي ارتقى به ليصبح ثالث أقطاب الكرة السودانية بدلاً من فريق الموردة.
شاعر وملحن
وعرف صلاح إدريس في الوسط الفني بأنه شاعر غنائي وملحن وتغنى له كثير من الفنانين إذ بدأ نشاطه الفني باسم مستعار (علي أحمد)، وأول من تغنى بألحانه الفنان حسين شندي بأغنية (ضحكتك) للشاعر شمس الدين حسن الخليفة، وبعده تعامل مع حمال فرفور ولحن له مجموعة من أشعار إسحق الحلنقي ثم قدم المطرب معتز صباحي.
صلاح الاتحادي
نشاط صلاح امتد حتى في المجال السياسي، وهو من أسرة اتحادية، رغم جهره بانتمائه للحزب الاتحادي وعلاقته بزعيمه إلا أن كثيراً من القيادات الاتحادية نفت علمها بانتمائه للحزب، وقال بعض منها في حديثها للصيحة إن أول ظهور له علناً في أنشطة الحزب إبان المؤتمر الاستثنائي الذي عقده الحزب بالقاهرة (2005)، وتم انتخابه عضواً في المكتب السياسي، لكنه استقال بعد فترة وجيزة ليعود بعدها للظهور في توقيع الاتفاق الإطاري الذي وقعه مولانا الميرغني في جدة مع النائب الأول السابق علي عثمان، وخلاف هذا يؤكد الاتحاديون ليس هناك نشاط واضح لصلاح إدريس في الداخل من خلال أنشطة الحزب سوى تبرعه بإيجار الدار عقب عودة الحزب للداخل.
عودة قضائية
وقبل ثلاثة أعوام أثار اختفاء صلاح عن الساحة السودانية بتوقيفه مع آخرين في السعودية بسبب قضية تتعلق بأراضٍ بيعت من جهات لأشخاص، وتضمنت لائحة الاتهام جرائم رشوة وتزوير صكوك في قضية أرض تتجاوز مساحتها 4,6 ملايين متر مربع في منطقة ذهبان شمالي جدة السعودية.
وتعود تفاصيل القضية التي اكتشفت إلى أنها كانت ضمن قضايا سيول جدة التي أظهرت رشاوى وشراء مخططات سكنية بصكوك مزورة، والإخلال بالواجبات الوظيفية وإصدار صكوك أراضٍ لا أساس لها وتغيير وقائع صك.
وأصدرت محكمة سعودينة حينها أحكاماً متفاوتة على المتهمين، إذ حكمت على رئيس كتابة عدل بالسجن سبع سنوات والغرامة مليون ريال، وعلى قاضٍ سابق بالسجن خمس سنوات والغرامة مليون ريال، وعلى موظف حكومي بالسجن ثلاث سنوات والغرامة 200 ألف ريال. وعلى رجل أعمال آخر بالسجن سنة والغرامة عشرة آلاف ريال. بينما صدر حكم ضد صلاح إدريس بالسجن خمس سنوات والغرامة مليون ريال سعودي من محكمة سعودية باعتباره حاصلاً على الجنسية السعودية، ورفع الحكم لمحكمة التمييز السعودية أعلى جهة قضائية ليكون نافذاً، غير أنه استأنف القرار وتمت تبرئته حسب ما أورده مستشاره القانوني عصام الدين دهب أنه كان طرفاً دائناً في معظم المطالبات الكيدية التي واجهها وتم التوصل لصيغة صلح وتسوية بشأن هذه المطالبات أفضت إلى صدور قرار بإطلاق سراحه.
الخرطوم: الطيب محمد خير
صحيفة الصيحة
الجنسيات الخليجية لا تقبل الازدواجية يعني خليجي فقط والتخلي عن الجنسية الام
صلاح ادريس ايضا وكما يقال كان مدينا لصديقة رجل الاعمال الراحل خالد بن محفوظ الذي طارد ابناءه صلاح ادريس وقدموا كمبيالات بملايين الدولارات في مواجهته وكان صلاح يحتمي بالامير احمد بن عبد العزيز الذي تربطه به علاقة صداقة
صلاح إدريس بطولة تجده
أخ صلاح خال اب صلاح أصيل صلاح ود الرجال
حبابك يا أرباب بين أهلك و أحبابك