الزراعة أمل و خيبة
يحكي أنه و في واحدة من ولايات السودان الزراعية نجح الموسم نجاحا باهرا و تنافس التجار حول تجارة المحصول و قام بعضهم بشراء كل ما يحتاجه المحصول من إعداد و تجاوزوا واحدا من التجار و تآمروا عليه ليخرجوه من السوق فعمد الرجل إلي حيلة حيث إشتري كل الخيوط ( الدبارة ) التي تربط بها الجولات و عند اليوم الموعود تلفت التجار ليجدوا أن بضاعتهم ( مكشوفة ) وأن ربطها عن الذي خدعوه فذهبوا إليه ليسترضوه فأجابهم ساخرا أن عليكم البحث عن ( صباع أمير ) لتربطوا الجوالات
هذه الصورة تحكي تماما حال الزراعة في السودان إذا لا يكفي أن تكون الزراعة جيدة بعد خريف جيد إذ أنه قد تنجح كل العمليات الزراعية و لكن ينتظر الفشل في التمويل أو النقل أو الصادر أو معاملات ما لم يتم التحسب لها و تكون عندها الطامة و الفشل
ولاية القضارف من أكبر الولايات الزراعية و السيد وزير الزراعة بها بشر بان الإنتاج فيها كبير و أن العمليات جميعها تمت و إكتملت بصورة جيدة و لا حاجة لكثير من المبيدات بعد إتباع ما هو مطلوب للنجاح
و لكن عادة الزراعة يكمن شيطانها مثل التفاصيل في مكان ما
كان موسم الخريف جيدا و الماشية وجدت المرعي في المراعي و في الطريق إلي الأسواق و لكن أسعارها كانت باهظة و لم تكن في قدرة المستهلك و إنقضي موسم الهدي و لم نلحق بأهم سوق خارجي لها
و مع إنتاج الموسم نخشي أن ترتفع أسعار السمسم و زيته و كافة منتجات القضارف لتلحق بالخراف
لم تكن المؤسسات المعنية وفية لما يرجوه الناس من حسن التخطيط و المتابعة و العمل لإكمال ما يؤمن الحاجات من مصدرها إلي اسواقها إلي حصيلة صادراتها و إذا كانت مشكلتنا دوما في التخطيط الطويل و ليس في الطول لسنوات و إنما لواحدة فإن أمام هذه الجهات اليوم فترة زمنية قليلة يمكن أن تستثمرها في الوصول إلي أقصي فائدة مرجوة من الموسم الناجح بأن تضبط عمليات الحصاد و تمويله و النقل و متطلباته و الصادر و عائده
أمل الخضرة نأمل ألا يحبط بسوء التقدير و الترتيب حتى نتمكن من حل الأزمات الخانقة في الدولار و إرتفاع الأسعار
راشد عبد الرحيم