مكتل البحر الأحمر.. قبلة السياح الأجانب.. لوحات على الساحل
باتجاه الشرق تذهلك كورنيشات البحر الأحمر و(شاليهاته) العتيقة الفخيمة والباهرة، فما تنفك تمسك بتلابيب دهشتك المحلية حتى تحفز وتغري أفئدة السياح والزوار الأجانب.
الولاية الشرقية التي ترقد على ساحل البحر الأحمر كعروس أكملت زينتها تنتظر قدوم العريس، بدت أكثر جاذبية بتناثر بائعي (المكتل السعفي) وعارضي ثمار النبق والدوم وسط فضول ودهشة السواح الذين لا يملكون سوى شراء ما يعرض برضا وتهافت ظاهرين للعيان.
مصنوع بإتقان
قبل أن تطأ قدما الزائر أرض الثغر، تكتحل عيناه برؤية لوحات فنية وفلكلورية صنعتها نساء الشرق الماهرات بأيد مدربة وحاذقة فـ(المكتل)، عبارة عن سلة (قفة) ذات شكل هرمي مزينة بجريد السعف عبر (نضمه) ونسجه بطريقة بارعة تجعل الحصول عليها أمراً مغرياً حتى وإن لم تكن بصدد استخدامها فتضعها في بيتك على سبيل (اللوك) و(الشو)؛ هذا ما قاله لي محدثي الذي كان يقاسمني مقعد المركبة وكان بصدد شراء (المكتل) باعتباره اكسسوارا يزين به جدران غرفته.
محطات السفر
في هيا وبعدها ميناء سواكن، وقبيل الولوج إلى بورتسودان، يكاد مشهد باعة (المكاتل) وعارضي منتوجات ثمار (الدوم) لا يفارق ناظريك، إذ تعتبر ولايتي كسلا والبحر الأحمر الأكثر مواءمة لنموه كونه يحتاج لدرجات حرارة مرتفعة وقليل من الصقيع، وكذلك فإن ثمار النبق التي تنتجها أشجار السدر تنتشر في تلك المناطق بكثرة.
شغف سياح
في الصدد يقول العم عبد الله أحد باعة تلك الثمار في محطة هيا لـ (اليوم التالي) إن تلك الثمار تتواجد أشجارها مناصفة بين البحر الأحمر وكسلا، غير أن أغلب ما يجلب ويباع من هذه الثمار من ولاية كسلا؛ ويجد طلباً متزايداً من المسافرين والسياح القاصدين لولاية البحر الأحمر وعاصمتها بورتسودان في أيام مهرجانات السياحة وغيرها.
تذكار عزيز
وتجد ذات الثمار النبق والدوم المعروضة في الطرقات، حسب إفادة الباعة لـ(اليوم التالي) الإقبال الكبير من قبل السواح الأجانب الذين يتذوقون طعمها ويفضلونها على كل ما يعرض في تلك المحطات، ويقول الشاب محمد أوكير إن سياحا أوروبيين في أكثر من مرة يشترون ثماره و(مكتله) (القفة) ويحرصون على التقاط صور تذكارية معه وهو أمر يجعله جذلاً ومسروراً في كثير من الأحيان.
بورتسودان – حيدر عبد الحفيظ
صحيفة اليوم التالي