يعانون من سوء تغذية غير مسبوق جنوب السودان..الموت جوعا يتربص بالأطفال
ألقت الصراعات الدائرة في دولة جنوب السودان بظلال كئيبة على المدنيين العزل هناك، وتزداد حدة المأساة وبؤس المشهد عند معاينة حال الأطفال الذين يعانون من سوء تغذية غير مسبوق بات ينذر بكارثة إنسانية.وتتلخص الأزمة في طبعتها الأخيرة من صراع رفاق الأمس فرقاء اليوم في أنهم مشغولون بإطعام بنادقهم وبقية أدوات القتل، ونسيان أفواه الصغار الذين يهددهم الموت جوعا.
وفي “مستشفى الصباح” بالعاصمة جوبا تشكل حالات الأطفال الذين يعانون سوء التغذية غالبية الحالات، وتقول بخيتة إن صغيرها يعاني التهابا حادا، فهو مصاب بـالملاريا ودرجة حرارته مرتفعة، مضيفة أن جسده ظل نحيلا ولم يزد وزنه “منذ ولادته وحتى الآن عمره سنة وشهران لكن جسده لا ينمو ولا أعلم أين المشكلة”.
وتقول منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) إن حالات سوء التغذية لدى الأطفال بجنوب السودان تجاوزت الحدود المعتادة, ونبهت إلى احتمال تفاقم الوضع إذا لم يتم تداركه بشكل عاجل.
وقال مدير المنظمة بجنوب السودان “نواجه تحديا كبيرا، فمعدلات سوء التغذية عالية جدا وتتجاوز معدلات الخطورة ونواجه احتمال خطر كبير إذا لم نتحرك الآن”.
وطبقا لتقارير اقتصادية فإن نسبة التضخم بجنوب السودان تصل إلى أكثر من 500%، كما ساهم استمرار النزاعات بدرجة كبيرة في عجز الأسر عن توفير الغذاء الأساسي للأطفال، ما أدى إلى ارتفاع معدلات حالات سوء التغذية. لكن الحكومة تقول إنها بدأت في وضع برامج لمعالجة الاختلالات الاقتصادية التي أسهمت في تدهور قطاعات عديدة منها الأوضاع الصحية.
محرقة بشرية
ولا تزال ردود الفعل تتوالى على الحادثة التي شهدتها قبل أيام إحدى قرى ولاية شرق النيل في جنوب السودان، وراح ضحيتها عدد من النساء والرجال المسنين تم حرقهم حتى الموت.
وتؤكد إحدى الناجيات من المحرقة أن مجموعة مسلحة حضرت إلى قرية مييك قوج وطلبوا إطعامهم وقالوا إنهم في مهمة طواف ليلي لتأمين المنطقة، لكنهم احتجزوا 12 شخصا من السكان داخل غرفة وأضرموا النيران فيها، كما أطلقوا النار على كل من حاول الفرار فقتلوا عددا منهم. وتشير أصابع الاتهام إلى مجموعات مسلحة أفرزتها الحرب الأهلية بين الحكومة والمعارضة.
الصيحة