تسبب في مقتل امرأة وأحدث خسائر مليونية في الأجهزة اقتحام مستشفى أم درمان.. الأحداث كما تراها العين
طعن مواطن في مناسبة اجتماعية ووفاته في المستشفى وراء الثورة ضد الأطباء
مأمون حميدة: اقتحام المستشفى تسبب في تلف أجهزة قيمتها 500 ألف جنيه
وزارة الصحة: الحادثة جعلتنا نفكر في إنشاء شرطة لتأمين المرافق الصحية بالبلاد
أطباء المستشفى يدخلون في إضراب عن العمل احتجاجاً على سلوك مرافقي المتوفى
ما أن وردت معلومات لـ(الصيحة) تفيد بحادث مؤسف بمستشفى أمدرمان قسم “الطواريء والإصابات” حتى هرعنا إلى موقع الحدث. ونحن على أعتاب المستشفى وجدنا الطرقات في ازدحام شديد وحينما سألنا عن سبب الازدحام جاءتنا الإجابة من عيون الحضور بأن السبب هو إغلاق أبواب المستشفى جراء احتجاجات طرفها أقارب مريض جاءوا به إلى المستشفى لتلقي العلاج وهناك لفظ أنفاسه الأخيرة.
المهم أنه حينما اقتربنا أكثر من المستشفى وجدنا بعض المرضى الذين جاءوا لتلقي العلاج يجلسون بجوار سور المستشفى. وعندها بحثنا عن مكتب المدير الطبي، عله يشفي ظمأ التساؤلات الصحافية التي تعتمل في دواخلنا. ولكننا لم نجده وأفادتنا السكرتارية بأن المدير الطبي في اجتماع لسبر أغوار ما حدث ولتلافي الآثار الكارثية التي تربتت والتي يمكن أن تترب عليه.
أصل الحكاية
حاولنا معرفة القصة كما حدثت، وبدأنا ذلك بالبحث عن ثقاة أو مصادر من الدرجة الأولى، وبناء على ذلك تحدثنا إلى من توافرت فيهم تلك الصفة. وتناهى إلينا أن هناك حفلاً أقيم في منطقة الريف الشمالي لمدينة أمدرمان وأثناء الحفل حدثت اشتباكات أدت إلى طعن أحد المواطنين مما أدى لتوقف الحفل وتم إسعاف المصاب إلى مستشفى أمدرمان قسم “الطوارئ والإصابات” وذلك في الساعة الواحدة صباحاً. وبناء على ذلك أجريت الإسعافات الأولية اللازمة له، قبل أن يقرر الطبيب المختص تحويل المصاب إلى مستشفى آخر لأن حالته حرجة، ولكن قضاء الله سبق، فتوفي المصاب أثناء عملية إسعافه إلى مستشفى آخر.
يقول مصدر طبي رفيع بالمستشفى إن الطبيب المعالج أبلغ مرافقي المصاب بأن المريض أصبح في عداد الموتى وما أن زاع نبأ الوفاة حتى هاج أكثرية ذوي المصاب الذين جاءوا لإسعافه، وقاموا بالاعتداء على الأطباء وعلى الأجهزة الطبية وتم تحطيم كل المعينات الطبية التي تستخدم في تطبيب الإصابات الخطرة. وأضاف: “المؤسف أن هناك امرأة مريضة كانت ترقد بجوار المتوفى وعندما قام مرافقوه بتحطيم الأجهزة أخذت الحماسة أحدهم فقام بنزع جهاز التنفس الخاص بالمريضة ما أدى لانقطاع الأوكسجين الأمر الذي أدى لوفاتها”.
الحادثة كما روتها الكاميرا
بعد أن علمنا كواليس الحدث بدأنا في الدخول إلى “عنبر الإصابات” لنقف على الأمر ولننقل القصة إلى القارئ بكل تفاصيلها موثقة بصورها من داخل أرض الحدث وبالفعل كان الأسف حاضراً مع كل خطوة نخطوها داخل “عنبر الإصابات” فوجدنا الأجهزة في كامل التهشيش وبعضها أصبح تالفاً لمجرد الكسور الجزئية بينما تلطخت الأسِّرة بالدماء والأطباء مجتمعون في أطراف المستشفى تخوفاً من أي ردة فعل محتملة. وفي أثناء ذلك نشطت الاجتماعات لتلافي الكارثة، فكان هناك اجتماع طارئ يجمع إدارة المستشفى ونقابة الأطباء والشرطة لفك طلاسم الجريمة التي تعتبر علامة سوداء في تعامل المرافقين مع الأطباء. خاصة أن هذا السلوك أضحى يتكرر كثيراً، وإن جاء بدرجات أقل ولم يصل إلى مرحلة تهشيم الأجهزة الطبية بالكامل.
هرج ومرج
مرافقو المرضى في العنابر الأخرى هالهم ما حدث، فهرعوا إلى عنبر “الإصابات” وتركوا مرضاهم بعد أن سمعوا صراخاً وهناك وجدوا الأصوات تعلوا في العنبر بجانب صوت تهشيم الأجهزة والاعتداء الأطباء وأصوات النساء التي ظلت ترتفع مع كل ضربة داخل العنبر. وحينما علم المرافقون أن هناك “مريضة” كانت تتلقى العالج بجوار المتوفى قد أصابتها سهام الجهل بتحطيم جهاز الأوكسجين، ما أدى لوفاتها، عم الحزن كل المرافقين، على اعتبار أن تلك السيدة لا ذنب لها فيما حدث سوى أن حضورها للمستشفى تزامن مع حضور ذوي المصاب الذين انتابتهم حالة من الغضب بعدما علموا بوفاة مصابهم. وعندما أذيع نبأ وفاة تلك السيدة دخل الجميع في حيرة من أمرهم ودب الخوف وسط الحضور من تكرار سيناريو آخر من الاضطرابات على غرار الأول وظلوا بداخل الغرف المغلقة وآخرون على جنبات الأسواق خوفاً من تكرار المشهد.
إضراب الأطباء
أما الأطباء فقابلناهم والحسرة في عيونهم بأن جزاء سهرهم لليالي يقابله البعض بالضرب وإزهاق أرواح بريئة وتحطيم أجهزة عامة يحتاجها المرضى وقد يروح ضحايا بسبب عدم توفرها وندرتها. هنا لم يجد الأطباء مناصاً من إعلان إضرابهم وتوقفهم عن العمل وعدم مزاولة نشاطهم إلا بوضع حد للاعتداءات التي أصبحت تتصاعد بوتيرة متسارعة. ولعل ذلك ما حدا ببعضهم لأن يطالب بتأمين المرافق الصحية بواسطة شرطة مختصة حتى يشعر الطبيب بالأمان وهو يقوم بواجبه. وكخطوة أولية لامتصاص تداعيات الأزمة قامت الشرطة باحتواء الموقف ونتشرت قواتها في جميع أرجاء المستشفى تحسباً لأي ردة فعل إلى حين أن تبت السلطات المختصة في الأمر.
شرطة طبية
وفي الأثناء، وقف مدير عام وزارة الصحة ولاية الخرطوم د بابكر محمد على الواقعة، وكشف عن ترتيبات تمضي بالتنسيق مع اتحاد الأطباء ونقابة المهن الصحية ووزارة الصحة الاتحادية والولائية ووزارة الداخلية لإنشاء وحدة شرطية لتأمين المشافي على غرار شرطة تأمين الجامعات مهمتها هي حماية الكادر الطبي والعاملين في الحقل الصحي بعد أن تكررت حوادث الاعتداء على المرافق الصحية.
وقال بابكر لـ(الصيحة) إن الحدث الذي شهدته مستشفى الطوارئ والإصابات يعتبر حدثاً مؤسفاً جداً ترتبت عليه أشياء لا نود الخوض في تفاصيلها لأن القضية الآن أخذت المجرى القانوني وأضاف: “تفادياً لتكرار مثل هذا الحدث بدأنا ترتيبات مع اتحاد الأطباء ونقابة المهن الصحية ووزارة الصحة الاتحادية والولائية لتأمين المرافق الصحية لأن هذه الحوادث تكررت في مستشفيات أخرى وهنا في الخرطوم تكررت بنفس الطريقة والأسلوب في مستشفى حاج الصافي قبل فترة، بأن تكون هنالك شرطة على غرار شرطة تأمين الجامعات لتأمين المرافق الصحية بالتنسيق مع وزارة الداخلية”. منوهاً إلى أن الشرطة استلمت مواقعها بمستشفى حوادث أمدرمان بالكامل وباشر الأطباء مهامهم وعادوا إلى مواقعهم والمسؤولية الكبيرة تقع على عاتق الشرطة لتأمين الكادر الطبي والعامل في المستشفى في كل المؤسسات الصحية والمراكز المتخصصة بالتعاون مع وزارة الداخلية.
خسائر مليونية
وأوضح أحد مسؤولي المستشفى أن الحادث وقع عقب وصول مريض مطعون في صدره بمناسبة اجتماعية بالريف الشمالي لأمدرمان وتم إجراء اللازم تجاهه وعمل إجراءات تحويل للعناية المكثفة وأثناء إجراءات التحويل توفاه الله ليأتي أهل المناسبة ويقتحموا المستشفى ويقوموا بتدمير كافة الأجهزة الموجودة التي تقدر قيمتها بحوالي 500 ألف جنيه. هذا بجانب الأشياء التي فُقدت. منوهاً إلى أن الحادثة تسببت في إزهاق روح إنسانة بريئة كانت رئتاها موصولتان بجهاز “المونيتر” الخاص بقراءة مستويات الأكسجين، ولكن ذوي المتوفى قاموا بنزع الأجهزة وتقطيع الوصلات الموصلة وقد فارقت المريضة الحياة مباشرة عقب هذا الحادث. وكشف المصدر الطبي عن توقف العمل بقسم الحوادث والإصابات بعد هذا الحادث المؤسف لعدم توفر الأجهزة اللازمة في إنقاذ المرضى خاصة أصحاب الحالات الحرجة وقال: “الآن نسعى لتوفير هذه الأجهزة ومباشرة العمل بعد أن حضرت الشرطة للمستشفى لتأمينها بعد أن أوقفنا العمل حفاظاً على سلامة الأطباء والعاملين”.
واستنكر عدد من المواطنين، التقتهم “الصيحة”، الحادث والأسلوب الذي تعامل به ذوو المتوفى الذي يشبه أسلوب الغاب. ودعوا الجهات المسؤولة إلى التعامل الصارم مع مثل هذه الحوداث وعدم تكرارها مرة أخرى.
خطة للإصلاح
ولتدارك المترتبات الكارثية للحادثة، عقد وزير الصحة ولاية الخرطوم البروفيسور مأمون حميدة أمس اجتماعاً طارئاً مع معتمد محلية أم درمان مجدي عبد العزيز ومجلس أمن المحلية ومجلس أمناء المستشفى لوضع خطة لتأمين الحوادث بقوة عسكرية وذلك لتأمين الأطباء الذين حدثت لهم إصابات بليغة من جراء اعتداءات أهل المرضى في الفترة الأخيرة. وكشف وزير الصحة ولاية الخرطوم البروفيسور مأمون حميدة عن تحطيم كثير من الأجهزة والمعدات الطبية بطوارئ أمدرمان بغلت في جملتها 500 ألف جنيه، وندد بالاعتداء على الفريق العامل بالحوداث. وأرجع الحادثة إلى طعن مواطن يبلغ من العمر عشرين عاماً بسكين حادة مما أدى لتقطيع شرايينه في منزل (مناسبة) وقال إن المجني عليه وصل لحوادث مستشفى أمدرمان في حالة غيبوبة كاملة وعدم وعي وأسلم روحه إلى بارئها في الحال، الأمر الذي أغضب أهل المتوفى الذين يبلغ عددهم (80) شخصاً، قاموا بتكسير بعض الأجهزة في حوادث أمدرمان بجانب الاعتداء على الكادر الطبي والكوادر المساعدة.
الخرطوم: عبد الهادى عيسى – محمد داؤود
صحيفة الصيحة
عندما لا يثق الناس في القانون ينتهجون قانونهم الخاص..إنه الجهل ومنطق (الضراع)..
على الدولة إن وجدت، أن تقيم حد القتل على كل من شارك في هذا العمل القبيح، كلهم مشاركون في إزهاق روح المرأة المريضة وإهدار مال الشعب..
اﻷطباء خذلناهم عندما أضربوا عدة مرات في الماضي.. ورميناهم بتهم العمالة والصعلكة.. وتركناهم وحدهم في معركتهم لتحسين اﻷوضاع..
فالنهنأ بضعفنا وهواننا وتفرقنا ولا مبالاتنا..
على الحاكمين أن يعلموا.. أن قمع الإحتجاجات واﻹعتصامات السلمية مكابرة وتجبرا، ودون النظر لمشروعية المطالب ومنطقيتها..يؤدي إلى التنفيس العنيف كالذي حدث باﻷمس..والقادم أسوأ إن لم نعتبر..
برضو وزارة الصحة ماشايفة شغله !! لماذا لا يوجد جراح صدر في قسم الحوادث ولماذا لم يحول المريض منذ البداية . وين الطبيب العمومي أو النائب البقيم الحالات . تمسكو الزول وتتونسو وتقولوا كنا بنعمل في إجراءات نقلة لمستشفي أخر تتوفر فيه أحهذة وطبيب جراح صدر . طيب أحهزتكم الكسروها أم 500 دي فايدته شنو !! الأطباء متهمين بأنهم في السودان بطيئون وباردين وبشتغلوا بدون نفس ومابجتهدوا في إنقاذ الأرواح ودايمآ قاعدين ولد وبنت وأخر خلط وضحك حتي لو المريض بطلع في الروح . إتقوا الله ياناس وزارة الصحة حوادث امدرمان دي لي ناس إتجرحت ودايرة لصقه بس أكتر من كدا بحولوك ثم يحولوك ثم يحولوك لحد ماتموت جوة عربية الإسعاف . مافي طبيب يتقي الله ويصلح هذا الإعوجاج ! والله السوداني مابثور وبغضب إلا للحال المايل . وإنتو حالكم مايل وربنا ينتقم من كل زول مقصر في حق الأمة دي .
لماذا يدخل 80 شخص مع مريض
اين اداره بوابه الحوادث حتي يدخل كل هولاء الناس مش الي الصاله بل حتي الي داخل العنبر
لماذا كل هذا التهاون بارواح الناس
البلد دي ماعندها وجيع ماف مستشفي في ااعالم يدخلو 80 شخص مع مريض (مطعون) الاكيد بكون عندهم توتر بفضوهو في اقرب حدث
يجب احكام القانون من الاول لتفادي المشاكل لوطبق القانون في الدخول من الاول لكان تولي
مع الاعتقاد الجازم بقدر الله
مجرد تساؤلات
قلناها من قبل ولازلنا نكررها بان الأطباء اصبحو احقر شريحة وظيفية فى السودان. ..عدم كفاءة عدم التزام بأخلاقيات المهنة اخطاء طبية بالجملة وفوق ده تعالى وترفع فى الفاضى. ..عشان المواطنين ليهم حق يفقدو اعصابهم عندما يجدوا الاستخفاف واللامبالاة داخل المستشفيات…
..الواحد يتخرج اليوم بعد ستة شهور تلقاهو بقى نائب اخصائى…وتسال عن طبيعة المرض او الدواء يقول ليك انت عاوز تورينى شغلى…
انا ما عارف التفاصيل الحقيقة لما حدث بمستشفى امدرمان لانو كل الروايات الصادرة كانت من مصدر واحد هو جهة الاطباء ومن يساندونهم…لكن الرواية السائدة في الاسافير نشير الى ان الطبيب المناوب غادر المستشفى قبل وصول الطبيب الاخر…بالإضافة الى الاصرار على اورنيك 8…كل هذا والمريض المطعون فى حالة نزيف مستمر.
على كل هذه ليست الحالة الأولى ولن تكون الاخير…ولن نستطيع ان تتعاطف مع الأطباء طالما ان 80% من سكان المقابر هم نتاج لأخطاء طبية. ..