سياسية

البشير: لانخشى إطلاق الحريات السياسية تحت غطاء المسؤولية

جدد الرئيس السوداني عمر البشير التأكيد على التزامه بتنفيذ توصيات الحوار الوطني، وقال أنه ليس منزعجا للعدد الكبير من الأحزاب السياسية التي ظهرت على الساحة السودانية،كما شدد على أن حكومته لاتخشى إطلاق الحريات طالما كانت تمارس تحت غطاء من المسؤولية وبموجب قانون محل اتفاق.

وقال البشير في حوار تلفزيوني بث ليل الأربعاء، إنهم ملتزمون بالوثيقة الوطنية التي جرى توقيعها في خواتيم مبادرة الحوار الوطني،ولن يتم التراجع عنها.

وأضاف “حرصنا على عدم الاستعجال في الحوار للتجويد، فكل ما استمر الحوار كل ما تقاربت الآراء، إلى أن وصلنا للتوصيات بإجماع غير مسبوق”.

وتابع”بالتالي لا يمكن بعد كل هذا الجهد أن أُجهض هذا العمل الكبير” .

وأكد أن الباب لازال مفتوحا أمام انضمام الممانعين للوثيقة الوطنية، والتوقيع عليها باعتبارها حق للجميع ،غير أنه لفت إلى عدم انتظار الرافضين للأبد.

وكان الرئيس السوداني أطلق مبادرة للحوار في يناير 2014، ليبدأ مؤتمر الحوار في العاشر من أكتوبر 2015، لكن قوى المعارضة والحركات المسلحة الرئيسية في البلاد ما زالت تقاطع عملية الحوار.

وشارك في الحوار مايزيد عن 80 حزبا وبضع وثلاثين حركة مسلحة ، غير أن مراقبين يرون في المشاركين أحزابا وقوى بلا فاعلية ولاتأثير سياسي أو عسكري حقيقي، سيما في ظل مقاطعة الحركات الثلاث التي تقاتلها الحكومة السودانية في منطقتي النيل الأزرق وجنوب كردفان علاوة على دارفور.

وقلل البشير من المخاوف بشأن العدد الكبير للأحزاب السياسية في السودان،وقال ” لست منزعجا من كثرة الأحزاب ..الكل يبحث عن موقعه.. بعد فترة سيتجمع الناس حول كيانات تحمل أفكارا متطابقة.. كثرة الأحزاب تعبر عن مرحلة الانفجار المعرفي,.. وانفجار التطلعات”.

وشدد الرئيس السوداني على أن حكومته لاتخشى إطلاق الحريات العامة في البلاد، واعتبر أن الخطوة الأخطر هي منع الآخرين من التحدث، قبل أن يستدرك بالقول” لكن لا توجد حرية مطلقة.. لابد أن تكون مضبوطة بمسؤولية ..ولا تجعلك تتعدى على الآخرين في المجتمع والدولة .. لابد أن تكون الحرية منضبطة بقانون متفق عليه”.

وتشكو القوى السياسية المعارضة في السودان علاوة على الصحف وأجهزة الإعلام الخاصة من تضييق تمارسه السلطات الأمنية على أنشطتها العامة، حيث تمنع الأحزاب غير الموالية من عقد ندواتها السياسية قبل الحصول على تصديق رسمي عادة مايتم رفضه، كما تتعرض الصحف لعقوبات بأثر رجعي يتمثل في المصادرة أو الرقابة القبلية ، كما يتعرض الناشطين لحملات مطاردة واعتقال مستمرة، فيما يمنع بتاتا تنظيم الاحتجاجات السلمية.

وقال البشير أن بلاده تواجه استهدافا خارجيا غير مسبوق بشهادة من أسماهم عدد من “الغربيين الصادقين” وبعض الأمريكيين، الذين أكدوا طبقا للرئيس أن ماتعرض له السودان من تآمر وحصار لم يحصل لأي بلد في العالم.

وأِشار إلى أن السودان الآن يتمتع بعلاقات ممتازة مع العالم العربي ودول أسيا وأفريقيا وأميركا اللاتينية، لكنه يواجه مشاكلا في علاقاته الخارجية مع أميركا وحلفائها الأوربيين.

وتابع ” لكن بدأنا نخلخل فيهم وبدأت قناعاتهم تهتز ..بعض الدبلوماسيين الغربيين الذين التقيهم بعد نهاية الخدمة يغادرون السودان بحزن بالغ وأن بعضهم يرفض حتى الآن مغادرة البلد”.

وبشأن الموقف من قادة المعارضة المتواجدين في الخارج على رأسهم رئيس حزب الأمة الصادق المهدي، قال الرئيس السوداني إن “موقف المهدي الحالي لايعبر عن تاريخه ورمزيته كإمام لكيان الأنصار “.

وأضاف “لا أرى منطقا لوجوده في الخارج.. شخص برمزية الصادق لايمكن أن ينتظر ليأتي مع عرمان والحلو وعقار.. هو يضيف إليهم ..لكنهم لايضيفوا إليه شئ.. لذلك كنت حريص على أن يأتي ليشاركنا الحوار الوطني”.

وأثنى البشير في المقابل على مواقف رئيس الحزب الاتحادي الديمقراطي محمد عثمان الميرغني وقال أنه ظل ملتزما بالعمل على الوفاق وتغليب الحل الوطني، ملمحا الى أن الرجل تحامل على وضعه الصحي وحرص على أن يلتقيه الأسبوع الماضي بالقاهرة لتأكيد حرصه على استقرار البلاد وأمنها.

وقطع الرئيس السوداني بعدم معاداته المبدئية لليسار السوداني، وقال إن خلافات ايدولوجية تتحكم في العلاقة مع الحزب الشيوعي لكنها لم تمنع الاتصال بهم ومحاولة ضمهم إلى مبادرة الحوار إلا أنهم “عزلوا أنفسهم”.

وحول إمكانية الإفراج عن المحكومين سياسيا على ذمة قضايا جنائية قال البشير، أن الأمر رهين بالتوصل إلى اتفاق سلام، لضمان عدم عودة المفرج عنهم لحمل السلاح ضد الدولة.

سودان تربيون