منوعات

مصر: انتقادات حادة لإيقاف الليثي…و”واحد من الناس” لن يعود

تزايدت حدة الانتقادات في الشارع المصري من قبل حقوقيين وناشطين وعدد كبير من الأهالي، بعد توقف برنامج “واحد من الناس” على قناة “الحياة” للإعلامي عمرو الليثي، بعد استضافة “سائق التوك توك” الذي انتقد الوضع العام بتلقائية، من دون أي ترتيب مسبق، بل إن السائق هو الذي قصد الليثي وطلب منه التصوير معه في أحد الأسواق بحي السادس من أكتوبر.

وتفاعل عدد كبير من الناشطين، على مواقع التواصل الاجتماعي، مع وسم “#أنا_خريج _توكتوك” الذي تصدّر قائمة الأكثر تداولاً على موقع “تويتر” في مصر.

وأكد مسؤول إعلامي أن “الليثي لن يعود مرة أخرى إلى قناة الحياة أو أي قناة أخرى”، لافتاً إلى أن ما أثير حول خبر غياب الليثي في إجازة سنوية ليس له أساس من الصحة، وأشار إلى أنه تم إيقاف جميع العاملين في البرنامج عن العمل بالأمر المباشر.

وقال المسؤول إن “الليثي لن يعود وقد تطول الإجازة للأبد”، لينضم إلى باقي الإعلاميين المغضوب عليهم من قبل النظام المصري الحاكم، متسائلاً: “ما الذي يخيف دولة من فيديو سائق التوك توك؟ فهناك كثير من الفيديوهات في الشارع عن النظام، وهناك كثير من البرامج ووسائل الإعلام التي تنتقد النظام، ولم يحدث معها ما حدث لبرنامج الليثي”.

وأشار المصدر إلى أن ما حدث في برنامج “واحد من الناس” هو “القشة التي قصمت ظهر البعير”، وأضاف أن “النظام وعدداً من الإعلاميين بدأوا خلال الفترة الأخيرة بالتلكك لعمرو الليثي، بسبب دخوله في العشش التي يسكنها الأهالي وانتقاده للنظام، خاصة قبل أحداث 11 نوفمبر، حيث هناك حالة من عدم الرضا في الشارع المصري، بسبب الغلاء وارتفاع أسعار المعيشة، وهناك رغبة كبيرة من جموع الشعب في النزول إلى الشارع”، مشيراً إلى أن النظام بدأ في تطهير الفضائيات مبكراً، خوفا من إثارتها للأهالي بالنزول يوم 11 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.

وسادت حالة من الغضب على مواقع التواصل الاجتماعي بسبب توقيف برنامج “واحد من الناس”، وانطلقت دعوات لتنظيم وقفات تضامنية مع الليثي أمام إدارة القناة، بالإضافة إلى دعوات لمقاطعتها على مختلف المستويات. وبدورها، عبّرت مؤسِسة مجموعة “لا للمحاكمات العسكرية للمدنيين”، منى سيف، عن استنكارها لوقف برنامج “واحد من الناس”، مضيفة: “سائق التوك توك أحرج النظام أمام الشعب”.

وقال الناشط محمد مبروك: “لا توجد ثورة غير 25 يناير”، مضيفاً أن إيقاف برنامج في قناة فضائية لانتقاد النظام يعد “فضيحة”، مؤكداً أن قناة “الحياة” أوقفت الليثي عن العمل “بعدما تلقت أمرًا مباشرًا من قبل حكومة الانقلاب”.

ورأى الناشط أحمد أبو زيد، أن انتقام السلطة من بعض الإعلاميين، يأتي في إطار عمليات القمع التي يتبعها النظام، بعد فشله في كل الملفات، ولا يريد لأحد أن ينتقد فشله، ويفسر الناشط عبدالعزيز محمد، التضييق والترحيل للمذيعين المغضوب عليهم نتيجة انتقال كثير منهم من خانة التأييد إلى النقد، ومحاولة البعض إصلاح النظام والتقليل من فشله “ولكن يبدو أنه حتى هذا يقابل بالرفض من جانب السلطة”.

واعتبر أن “الليثي ليس الأول ولا الأخير”، أما الناشطة مي جمال، ففسرت “فرار الإعلاميين من معسكر تأييد النظام، بعد أن أصبحوا أمام خيارين: إما تأييده وفقدان المصداقية والشعبية، وإما نقده والتعرض لبطشه”، نافية أن يكون الليثي أحد مؤيدي النظام منذ وصوله للسلطة.

العربي الجديد