ما هي الخطة “ج” التي قد تلجأ تركيا إليها في الموصل؟
لا شكّ في أنّ معركة الموصل هي الأخيرة مع تنظيم “الدولة الإسلامية” في العراق، وعلى ضوئها ستتضح أكثر ملامح الخريطة العراقية المقبلة، وربما أيضاً ملامح المنطقة.
وعلى هذا الأساس، يسعى كلّ طرف من الأطراف الإقليمية والدولية إلى أن تكون له حصّة من الإنجازات التي قد تتحقق في هذه المعركة، وعلى رأس هذه الأطراف تركيا المعنية مباشرة بما يجري في العراق وسوريا، والتي تصرّ على بقاء قواتها في معسكر بعشيقة وعلى المشاركة في معركة الموصل بذريعة أنها معرّضة للتهديد.
فلم هذا الإصرار التركي؟
المعروف أنّ تركيا التي لم تحقّق حتى الآن أيّ مكسب ميداني أو سياسي أو اقتصادي في المنطقة، باستثناء عملية جرابلس في سوريا، تسعى لأن تكون لها كلمة في مستقبل الموصل سواء على الصعيد الديمغرافي أو الأمني أو الاقتصادي، وهذا الإصرار التركي ليس فردياً فقط من قبل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بل هناك تأييد له من أحزاب المعارضة، ومنها حزب الشعب الجمهوري، باستثناء حزب الشعوب الديمقراطي الكردي، يؤكد الخبير في الشؤون التركية محمد نور الدين لـ”الجديد”.
ولكن ما يردع تركيا حتى الآن عن دخول الموصل، يتمثل بشكل أساسي في الرفض الأميركي والإيراني لذلك، فالولايات المتحدة لا تريد أن تقدّم لأردوغان هدايا إضافية بعد معركة جرابلس، لا سيّما بعد اتهامها بالوقوف وراء محاولة الانقلاب الفاشلة، وهي تعمل على إضعاف الرئيس التركي وليس تقويته.
وبالتالي، فإنّ الإجماع العراقي على استبعاد تركيا من المعركة يأتي نتيجة موقف الولايات المتحدة وإيران، فالحكومة العراقية هي عبارة عن مزيج من النفوذ الأميركي والإيراني في العراق.
كذلك، فإنّ التصريحات التركية والأردوغانية الأخيرة، التي مسّت الكرامة الشخصية لرئيس الحكومة العراقي، ولّدت صدى سيئاً لدى الداخل العراقي، ما حدا به أيضاً إلى رفض التدخل التركي في شؤونه، بحسب نور الدين.
تركيا لوّحت باللجوء إلى خطة بديلة في حال رُفضت مشاركتها في تحرير الموصل. فما هي هذه الخطة البديلة؟
يؤكد نور الدين أنّ ثمة خطتين بديلتين “ب” و”ج”، فالخطة “ب” تنصّ على أنه في حال لم تشارك تركيا مع القوات العراقية والتحالف الدولي في المرحلة الأولى من معركة الموصل، فإنّها قد تشارك في مرحلة ثانية بدعوة من رئيس إقليم كردستان العراق مسعود البرازاني الذي تربطها علاقات جيدة به، أو أسيل النجيفي محافظ الموصل السابق وشقيق أسامة النجيفي نائب الرئيس العراقي السابق، ولكن كلا الرجلين لا صفة قانونية لهما كي يدعوا قوات دولة أجنبية لتشارك أو تتدخل في العراق والأتراك يعرفون ذلك.
ووفق مصادر تركية، فإنّ الأتراك سيلجأون إلى الخطة “ج” وهي تتلخص باحتلال تلعفر التركمانية الخاضعة حالياً لسيطرة “داعش” والواقعة في محافظة نينوى في شمال العراق.
ويرى نور الدين أنّ هاتين الخطتين مليئتان بالمخاطر والتحدي، والواقع القانوني لتركيا ضعيف جدا ويتناقض بالكامل مع القانون الدولي، وإذا كان الأتراك يتحلّون بقدر من الحكمة فعليهم اليوم قبل الغد أن يسحبوا قواتهم من العراق.
الجديد