منوعات

بالفيديو .. حقائق مُبهرة حول التشابه بين اللغة العربية والعبرية!

من يتأمل شيئًا من الكتابات العبريّة قد يتخيلها للوهلة الأولى أشبه بالصينية أو السنسكريتية، فرسم الحُروف العبريّة ليس بالهيّن، حيث إن الحُروف التي تُكتب بخط اليد تختلف بعض الشيء عن تلك التي تُطبع مثلًا، ولهذا قد يظنّ البعض أنه من المستحيل تعلّم هكذا لغة في أسبوعين فقط؟ الإجابة أن لا مستحيل تحت الشمس فحكاية الصحابي “زيد بن ثابت” والذي لُقّب بترجمان الرسول تؤكد أنه تعلّم العبرية في نصف شهر وكان يُكاتب اليهود ويكاتبونه.

والحقيقة أن بعض الدراسات الحديثة تجعلنا أكثر فهمًا لمثل هذه حكاية، فمعاجم الكلمات المتشابهة بين العربية والعبرية كثيرة، ويصل بعضها إلى 900 صفحة، كما أن هناك دراسات تؤكد أن “العبرية هي لهجة عربية”، وأن العبرية القديمة كانت شبيهة بالعربية، أما المعاصرة فقد تأثرت بالإنجليزية، والألمانية، وغيرها من اللغات، كل هذا وغيره يؤكد أنه حتى لو كان تعلّم العبرية في أسبوعين مستحيلًا، فلا شك أن تعلم العبرية بالنسبة للعرب أسهل من تعلمهم أي لغة أخرى.
العبرية بدأت كلهجة عربية في شبه الجزيرة العربية وازدهرت في بلاد الأندلس حيث عاش اليهود والعرب معًا.

يؤكد الباحث سلامة يوسف في دراسة أعدها بعنوان
“العبرية لهجة عربية عادية” أن اللغتين العربية والعبرية نشأتا في بيئة واحدة وبينهما عناصر مشتركة، ويضيف في دراسته: “أن وجود طائفة كبيرة من الكلمات العبرية اشتملت عليها العربية، والعربية تحتوي على كم هائل من الكلمات التي لها دلالات عميقة وواسعة تفوق العبرية، كل ذلك يقود إلى الاعتقاد أن العبرية لا تعدو أن تكون لهجة عربية عادية”.

ويضيف الباحث في دراسته أن هناك علماء لغة مثل يهوشع بلاو يقول إن: “العبرية الحديثة لغة كتبت بحروف عبرية لكن الكلمات والمعاني عربية محضة”، وبحسب الباحث فإن العبرية بدأت كلهجة عربية في شبه الجزيرة العربية وازدهرت في بلاد الأندلس، حيث عاش اليهود والعرب معًا في فترة باتت تُعرف بالفترة الذهبية، حيث تأثر علماء اليهود بالعلماء المُسلمين ونقلوا الكثير من علومهم والمعارف.

وقد يختلف بعض عُلماء اللغة في أن العبرية لهجة عربية، إلا أن أكثر العلماء يجمعون أن العبرية والعربية من أصل سامٍ واحد، وهو ما أكده لنا الدكتور محمد عقل، وأضاف أن مجمع اللغة العبرية استقى كلمات عربية كثيرة وعبرنها لدرجة أنه ظهر تيّار من علماء اللغة اليهود ممن أخذوا من اللغة العربية، وهو ما تؤكده الدراسات الإسرائيلية نفسها بأن إليعيزر بن يهودا الذي ساهم في إحياء اللغة العبرية بين القرنين التاسع عشر والعشرين أدخل الكثير من الكلمات العربية للعبرية.
معاجم الكلمات المتشابهة

سواء كُنت تتفق أن العبرية لهجة عربيّة عاديّة أو أن لكلتيهما أصلًا ساميًا واحدًا، فإن هذا لن يؤثر شيئًا في حقيقة أن هناك آلاف الكلمات المُتشابهة بين هاتين اللغتين، وهذا ما تؤكده المعاجم التي عُنيت بهذا الشأن وهي كثيرة، منها معجم الجذور والكلمات المشتركة للغتين- العربية والعبرية للأستاذ عادل غنايم، ويتألف من مجلدين يبلغ عدد صفحاتهما 900 صفحة، وهناك معجم الوفاق– معجم الكلمات المتشابهة بالعربية والعبرية للأستاذ جريس طنوس، وتصل عدد صفحات هذا المُعجم إلى 400 صفحة، بالإضافة إلى هذين المُعجمين فهناك قاموس الكلمات المتشابهة للدكتور محمود زحالقة.

للوهلة الأولى، قد تتخيل أن الكلمات ليست متشابهة فعلًا، ولكن لو تدبّرت العلاقة بين اللهجات العربية كالمصرية مع الفصحى، لوجدت أن المصري لا يقول: أعوذ بالله بل أعوز بالله، وهناك لهجات مثل لهجة الكشكشة التي تُحوّل الكاف إلى “إتش” كاللهجة الفلسطينية الفلاحية. وعلى سبيل المثال، بدلًا من قول “كثير هكذا” نجد الفلاح الفلسطيني يقول: “إتشثير هيتش”. وهذه مُجرد أمثلة تجعلنا نفهم من أين يأتي الاختلاف البسيط في الكلمات العبرية والعربية المتشابهة.

الفرق بين كلمات مثل “ثلاث، وثور، وثلج” هو أن الثاء ستتحول إلى شين في العبرية لتصبح “شَلُوش، وشور، وشِلج”، اما كلمات مثل “سوق، وسن، وسنة” فلمجرد تحويل سينها إلى شين فسنجد معانيها العبرية: “شُوق، وشِن، وشَنَة”. الأمر لا ينحصر بين السين والشين، فالذئب هو “زِئِب” وهذه الباء تختلف عن الباء العربية بأنها تشبه V الإنجليزية، حيث إن كلمة “ذهب” تعني “زَهَب” و”ذَنَب” تعني “زَنَبْ” وهذه الأمثلة كثيرة.
كلمات متشابهة من الحياة اليومية
أربعة تبقى كما هي أربعة، خمسة تُصبح خمِش، ستة شِش، سبعة شِبَعة، ثمانية شمُنيه، تسعة تشعة، عشرة عِسِر.

الأربعاء رِبعِي والخميس خَمِشي والسبت شَبَت، أما الثلاثاء تعني شليشي وقد لا يبدو أي وجه للتشابه بين اللغتين، إلا أننا لو ترجمنا معنى العدد ثلاثة إلى العبرية لوجدناه يعني “شلوش” ولو استبدلنا هذه الشين بثاء لحصلنا على كلمة “ثـلوث”، وهي الكلمة التي يستعملها أهل اليمن للتعبير عن يوم الثلاثاء. أما يوم الأحد فيُسمى رِيشون ويكتب “ر ا ش و ن” وهو مشتق من كلمة “ر ا ش” والتي تعني رأس.

أما الضمائر، فهي قريبة جدًّا، فأنا تعني أني مثل بعض اللهجات العربية، هو تعني هو وهي تعني هي، هُم هِم، نحن أنحنو، أنتم اتتم. وحتى حروف الجر، فنجد الكثير من التشابهة فحرف الجر “من” يعني “مِن” بالعبرية والباء والكاف تستخد بالعبرية كالعربية.

ولو تأملنا معاني أعضاء جسم الإنسان، سنجد أن الأنف هو آف، الأذن اوزِن، عين عَيِنْ، بطن بِطِنْ، يد يَد، رجل رِجل، وهنا كلمات مع اختلافات بسيطة مثل: رأس روش وتتكتب “ر ا ش” وأما السن فهو شِن بالعبرية واللسان لَشون، والمعدة مِعِي ويمكن فهمها لأنها تُذكرنا بالأمعاء.

في اللغة العبرية المحكيّة اليوم، هناك مئات الكلمات الدخيلة من اللغات الأجنبية، فيهود فارس هاجروا وهاجرت معهم كلمات من الفارسية ودخلت العبرية، وكذلك اليهود الروس ويهود ألمانيا وأوروبا والذين كانوا يتحدثون بلغة هي مزيج بين العبرية والألمانية تُسمى “الإييديش”، وبلا شك الكثير من الكلمات الإنجليزية.

السياسة مثلًا تعني “بوليتيكا” وعلم النفس “بسيخولوجيا” والرياضيات “ماتيماتيكا” وكذلك الجامعة تُسمى “اونيفيرسيتا” والرياضة “سبورت”، بالإضافة إلى كلمات كثيرة مستخدمة في السياسة مثل “اوبوسيتزيا” وتعني معارضة، و”اوتونوميا” تعني الحكم الذاتي، و”آلترناتيفي” التي تعني بديلًا، وهذه الكلمات مستخدمة بشكل يومي بين المتحدثين بالعبرية، رغم كُل الجهود التي يقوم بها مجمع اللغة العبرية لإيجاد بدائل لهذه الكلمات التي تغزو العبرية، إلا أن المتحدثين يُفضلون هذه الكلمة الدخيلة.

حتى لو لم تستطع تعلّم العبرية في أسبوعين، فإن العبرية بالنسبة للعرب هي أسهل من الإنجليزية والفرنسية بلا شك، وهناك دراسة تؤكد أن عدد العرب المتحدثين بالعبرية في فلسطين التاريخية أكثر من عدد اليهود المتحدثين بها في الولايات المتحدة الأمريكية، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على أنك أنت أيضًا، يُمكنك أن تتعلمها.

لمشاهدة الفيديو أضغط هنا

ساسة بوست